المباراة أمام الجزائر ليست عادية ويمكن أن يحدث فيها أي شيء في حوار أجرته صحيفة «النهار» الجزائرية مع مدرب المنتخب الوطني السابق بادو الزاكي، تحدث حارس مرمى ألأسود في الثمانيات عن العديد من النقاط التي همت بالأساس مباراة القمة بين أسود الأطلس ومحاربي الصحراء في الرابع من يونيو القادم بالمركب الرياضي الجديد بمراكش. واعترف الزاكي بأن المباراة مصيرية بشكل أكبر للمنتخب المغربي من نظيره الجزائري، لأن خسارتها ستبعثر أوراق المنتخب في التأهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا 2012، وستفقد اللاعبين الثقة في المباريات المتبقية، مشيرا إلى سيناريو 2004 عندما فاز المغاربة على «الخضر» يجعل منها مباراة غير عادية، مما يحتم على الطرفين تحقيق نتيجة مرضية لجماهيره في المباراة «المجنونة». وتابع حرس مرمى المنتخب في فترة الثمانيات، قائلا بأن المنتخب الجزائري لم يكن في أفضل حالاته بعنابة مقارنة مع المستوى الذي قدمه «الخضر» في مونديال جنوب إفريقيا 2010، إضافة إلى ذلك، فإن الزاكي أوضح أن الجانب التكتيكي قد غلب على لقاء عنابة وهو ما أثر على المستوى الفني للمباراة من كلا الطرفين، بينما رفض الزاكي الكلام عن اختيار الجامعة ملعب مراكش الجديد مسرحا للقمة المغاربية، مشيرا إلى أن جو مراكش يبقى مناسبا لإجراء المباراة المرتقبة والتي لا يستطيع أن يرشح حسب رأيه، أي فريق للفوز بها. * لا تزال دائما في الساحة الرياضة، ما رأيك في واقع الكرة المغربية حاليا؟ - عادية جدا، هناك توجه نحو الدخول للاحتراف الموسم المقبل، بخصوص المنتخب الوطني فهو في رحلة البحث عن الذات ويوجد في مفترق الطرق، المباراة القادمة قد تحدد جيدا الطريق وتوضحه، وإذا انتصرنا يمكن أن نتكلم عن التحرر النهائي والتأهل إلى كأس إفريقيا بعد سنوات عجاف. * إذن تعتبرها مباراة مصيرية؟ - نعم مصيرية للمغرب وأقل من ذلك للجزائر، المغرب لا قدر الله وتعثر فإن أوارقه ستختلط وحتى الثقة ستضعف في نفوس الأنصار قبل أن نتكلم عن اللاعبين، وإضافة لذلك هناك العديد من العناصر لم تفز بأية بمباراة رسمية منذ التحاقهم بالمنتخب، لهذا السبب وذات المباراة مهمة جدا، والفوز بها سيجعل المشوار مناسبا تماما للمنتخب الوطني القادر في رأيي على تحقيق 6 نقاط أخرى وبالتالي إنهاء المشوار ب 13 نقطة، لكن إذا تعثر لا نضمن أي شيء وقد يختلط كل شيء، لهذا الفوز مهم جدا. * والمباراة كيف تراها؟ - مباراة ليست عادية، لا نكذب على أنفسنا نحن مطالبون بالفوز والجزائر بالتعادل على الأقل، معناه أن المبادرة ستكون من الطرفين، حتى الجزائر لن تبقى مكتوفة الأيدي، وفي اعتقادي هذا النوع من المباريات لا يخضع لمنطق معين، فهي مباريات مجنونة كما يقال، يمكن أن نفوز عليكم بنتيجة ثقيلة ونكون في فسحة، ويمكن أن تسجلوا علينا هدفين، هناك جزئيات تفصل وتحدد النتيجة، إضافة إلى عامل الحظ، في مباراة كأس إفريقيا 2004 أؤكد أن الجميع في الدقيقة 85 سواء المغاربة أو الجزائريين كانوا يتوقعون انتهاء الوقت الرسمي بالتعادل السلبي، فسجلت الجزائر رغم أنها كانت تلعب الهجومات المعاكسة، ثم جاء ردنا وفزنا في الوقت بدل ضائع ليس بتسجيل هدف ولكن اثنين، معناه أن مباريات من هذا النوع ليست عادية، ويمكن أن يحدث فيها أي شيء. * مثل فوز الجزائر؟ - لم لا، هذه كرة قدم، رغم أن مستوى الجزائر في المباريات الأخيرة صار لا يقنع كثيرا، لقد تراجع كثيرا وصارت لديه نزعة دفاعية أكبر، لست أدري لماذا؟ * هل صحيح أنك صرحت أن أضعف منتخب جزائري فاز على المغرب في لقاء عنابة؟ - لم أقل بهذا اللفظ ولكن قصدت أن المنتخب الجزائري لم يكن وليس في أفضل حالاته مقارنة بالمستوى الذي وصله، خلال تصفيات التأهل إلى كأس العالم أو في كأس إفريقيا خاصة في مباراة كوت ديفوار حيث قهر أفضل منتخب إفريقي بالطريقة والأداء وأمتعنا نحن المغاربة بعد أن تسمرنا وراء الشاشات لمناصرته، حتى في المونديال لم يخيب وأمتعنا خصوصا في لقاء إنجلترا، أنتم كصحفيين يمكنكم المقارنة بين المستويين وإعطاء رأيكم بصراحة، هل هذا هو مستوى المنتخب الجزائري؟ * المستوى فعلا تراجع. لكن قد يكون له علاقة بقلة راحة بعض اللاعبين المحترفين بعد كأس العالم وتعب كل الموسم؟ - لست أعلم الأسباب ولكن هناك تراجع. * كيف رأيت لقاء عنابة من منظور تكتيكي؟ - المباراة لم تكن فيها كرة قدم، بل حضرنا لتقطعات متواصلة للعب، كانت فقيرة من الإمتاع الكروي، والمنتخب المغربي وقع في استفزازات الحكم، من الناحية الفنية لم نر الشيء الكثير، الجزائر كانت مستفيدة لأنها فازت وعرفت كيف تخرج غانمة دون أن نتكلم عن طريقة لعبها لأنها لم تكن مبنية جيدا وعبارة عن إخراج الكرة في كل الاتجاهات، قلما شاهدنا لاعبا يمسك الكرة وينظم بها صفوف زملائه... * نعود لبرمجة اللقاء في مراكش، ما قولك بشأن خيار الجامعة؟ - القرار اتخذ وانتهى الأمر ولا داعي للنقاش كثيرا، اتصل بي العديد من الصحفيين الجزائريين وسألوني في الموضوع، وتكلمت الآن يجب أن يطوى الموضوع و... * (يقاطعه) لكن نريد أن نتكلم عن المناخ؟ - المناخ في مراكش ليس المناخ في بماكو أو ياوندي خلال هذا الوقت، بالعكس عادي مثل مناخ أية مدينة في الجزائر، كأنكم نسيتم أن اللقاء يلعب بداية يونيو وفي الليل وليس في وقت آخر. * ما هو توقعك لمباراة مراكش؟ - ليست لدي توقعات، قبل قليل قلت لك إن كل شيء يمكن أن يقع في لقاء من هذا النوع، ولا ضامن إلا صافرة الحكم النهاية، مثلا فريق لو يسجل فليس معناه أنه سيفوز.