حذّر خبراء من أن البدانة تزيد من مخاطر الوفاة في صفوف الشباب البالغين المصابين بفايروس كورونا المستجد، مشددين على أن فقدان الوزن يمكن أن يحقق فوائد كبيرة للصحة، ويساعد أيضا في الحماية من المخاطر الصحية ل"كوفيد – 19″. ويأتي هذا التحذير في وقت تواصل فيه حصيلة ضحايا كوفيد – 19 ارتفاعها في العديد من دول العالم، بينها النمسا التي أعلنت أنها تشهد موجة جديدة للوباء والإمارات التي سجّلت حصيلة يومية قياسية للإصابات، بينما أكدت مجموعة صناعة الأدوية "أسترازينيكا" استئناف تجاربها السريرية في بريطانياوالبرازيل. وأظهرت دراسة جديدة تناولت ثلاثة آلاف شخص عولجوا في المستشفيات الأميركية خلال الربيع أن البالغين الشباب (18-34 عاما) الذين يعانون البدانة أو السكري أو ارتفاع ضغط الدم، كانوا أكثر عرضة لأن يحتاجوا جهاز تنفس اصطناعي أو يموتوا بسبب كوفيد – 19. وتناولت الدراسة التي نشرتها مجلة "جاما إنترنل ميديسين" مرضى عولجوا في المستشفيات بين أبريل ويونيو في البلاد، وهي تؤكد أن الأشخاص السود والمتحدرين من أصول أميركية لاتينية هم أكثر تضررا جراء الوباء، إذ إن نسبتهم من بين البالغين الشباب الذين يعالجون في المستشفيات بلغت 57 في المئة، ومن الأشخاص الذين توفوا أو احتاجوا لجهاز تنفس اصطناعي كانت نسبتهم 49 في المئة، فيما هم لا يمثلون سوى 33 في المئة من الشعب الأميركي. غير أن نسبة الأشخاص الذين يعانون بدانة خطرة (مع مؤشر كتلة الجسم فوق ال40) كانت كبيرة جدا، إذ بلغت 41 في المئة من بين المرضى الذين توفوا أو احتاجوا جهاز تنفس. وأعقب هؤلاء الأشخاص المصابون بارتفاع ضغط الدم (31 في المئة) والسكري "27 في المئة". أما البالغون الشباب الذين يعانون المشكلات الثلاث (بدانة مفرطة وارتفاع في ضغط الدم وسكري)، فكانوا يواجهون خطر وفاة أو الحاجة لجهاز تنفس اصطناعي يعادل ذلك العائد للبالغين الأصحاء من الفئات العمرية الأكبر (35 عاما إلى 64)، وفق الباحثين. وتضاف الدراسة إلى سلسلة بحوث أخرى تشير إلى أن الأشخاص البدناء يواجهون خطرا أكبر للإصابة بمضاعفات أخطر لكوفيد – 19. وكان باحثون أوروبيون قد أشاروا في دراسة سابقة إلى أن الاستجابات الالتهابية والمناعية المرتبطة بالبدانة قد تساعد في تفسير ازدياد احتمال الإصابة بحالات أخطر لدى مرضى كوفيد – 19. لكن في نبأ يبعث على بعض الأمل، أعلنت "أسترازينيكا" أنها ستسأنف اختباراتها التي كانت تجري على عشرات الآلاف من المتطوعين في المملكة المتحدةوالبرازيل وجنوب أفريقيا والولاياتالمتحدة، بعدما أوقفتها الأربعاء جراء إصابة أحد المشاركين في بريطانيا "بمرض لا يمكن تفسيره" وقد يكون واحدا من آثار جانبية خطيرة للقاح. وفي ظل تفشي فايروس كورونا المستجد الذي تجاوزت عدد الاصابات به 28.7 مليون صباح الأحد على مستوى العالم، بات واضحا بشكل متزايد أن الأمراض المزمنة والمشكلات الصحية الموجودة أصلا تعرض مرضى كوفيد – 19 إلى خطر أكبر. وتتصدر الولاياتالمتحدة دول العالم من حيث عدد حالات الإصابة، تليها الهند ثم البرازيل وروسيا وبيرو وكولومبيا والمكسيك وجنوب أفريقيا وإسبانيا والأرجنتين وتشيلي وفرنسا وإيران والمملكة المتحدة وبنغلاديش. كما تتصدر الولاياتالمتحدة دول العالم من حيث أعداد الوفيات، تليها البرازيلوالهند والمكسيك والمملكة المتحدة وإيطاليا وفرنسا. وقال الباحثون خلال المؤتمر الأوروبي والدولي حول البدانة في الثالث من سبتمبر الجاري، إن الالتهاب الناجم عن تراكم الأنسجة الدهنية لدى البدناء، والمرتبط بأمراض أخرى مثل السكري من النوع الثاني وأمراض القلب والأوعية الدموية، يمكن أن يؤدي دورا في استجابة المرضى لكوفيد – 19. وأكد الباحثون أيضا أن نظام الرينين أنجيوتنسين والألدوستيرون المنظم لضغط الدم ويحوي الإنزيم الذي يلتصق به فايروس كورونا المستجد، قد يكون مرتبطا أيضا بتسجيل حالات أخطر من الإصابة. ويمكن أن يعمل النظام المذكور بصورة مفرطة لدى الأشخاص المصابين بالبدانة. وقال غيس غوسنز من المركز الطبي بجامعة ماستريخت الهولندية "نظن أن زيادة كتلة الدهون قد تساهم في زيادة نشاط نظام الرينين أنجيوتنسين والألدوستيرون والالتهابات في حالات البدانة، ما يوفر رابطا مهما بين البدانة وزيادة التجاوب المناعي الضعيف بوجه كوفيد – 19 وتسجيل حالات أسوأ لدى المصابين". وأشار إلى إن هذا الأمر قد يكون مسؤولا جزئيا عن الحالات الأكثر خطورة من المرض لدى كبار السن المصابين بكوفيد – 19. وأضاف غوسنز "بما أن الشيخوخة تترافق مع تغيرات في تكوين الجسم تتمثل في انخفاض كتلة العضلات وزيادة كتلة الدهون، قد نُدفع إلى الاعتقاد بأن هذا قد يساهم جزئيا على الأقل في النتائج السلبية المسجلة لدى الأفراد الأكبر سنا المصابين بفايروس سارس-كوف-2". لكن في نبأ يبعث على بعض الأمل، أعلنت "أسترازينيكا" أنها استأنفت الاثنين اختباراتها التي كانت تجري على عشرات الآلاف من المتطوعين في المملكة المتحدةوالبرازيل وجنوب إفريقيا والولاياتالمتحدة، بعدما أوقفتها جراء إصابة أحد المشاركين في بريطانيا "بمرض لا يمكن تفسيره" وقد يكون واحدا من آثار جانبية خطيرة للقاح. وقالت شركة الأدوية في لندن التي تجري تجاربها بالتعاون مع جامعة أوكسفورد العريقة، إنها استأنفت اختباراتها في البرازيل بعدما تلقت الضوء الأخضر من السلطات الصحية المحلية. وأكدت جامعة أوكسفورد السبت استئناف التجارب، مشيرة إلى أنه "في اختبارات تجرى على نطاق واسع من المتوقع أن يمرض بعض المشاركين". وأشادت شارلوت سامرز أستاذة طب العناية المركزة في جامعة كامبريدج، باستئناف التجارب.