أوصت مؤسسة القلب الألمانية مرضى القلب بالحفاظ على صحتهم في زمن كورونا بصفة خاصة؛ نظرا لأن الإصابة بفايروس كوفيد – 19 المستجد تتخذ لديهم مسارا خطيرا يصل حد الوفاة. وأوضحت المؤسسة أنه يتعين على المرضى تناول أدوية سيولة الدم بانتظام لمنع الإصابة بالجلطات، كما ينبغي المواظبة على ممارسة الرياضة مثل المشي وركوب الدراجة الهوائية وتمارين اللياقة البدنية؛ حيث تعمل الرياضة على تنشيط سريان الدم وتحافظ على مرونة الأوعية الدموية. وأكدت المؤسسة أنه يتعين على مرضى القلب الالتزام الصارم بالإجراءات الاحترازية لتجنب الإصابة بالعدوى، والتي تتمثل في التباعد الاجتماعي وغسل اليدين وتعقيمهما بانتظام. وأوصت بضرورة استشارة الطبيب فور الاشتباه في الإصابة بفايروس كورونا، والذي تتمثل أبرز أعراضه في الحمى والسعال الجاف وضيق التنفس. وكشف باحثون في دراسة نشرتها مجلة الجمعية الطبية الأميركية لأمراض القلب أنّ هناك عواقب وخيمة محتملة للفايروس على صحة القلب، ليس فقط لدى من يعاني أمراضا في القلب والأوعية الدموية ولكن أيضا بين أشخاص لم يسبق لهم أن عانوا من تلك الأمراض. وبينت الدراسة أن أكثر من واحد من كل 5 مرضى أصيبوا بأضرار في القلب نتيجة فايروس كورونا المستجد في مدينة ووهان، وبعض هؤلاء المصابين بالفايروس كانت لديهم مشكلات في القلب وبعضهم الآخر لم تكن لديه أي مشكلة أصلا. وشملت الدراسة 187 مريضا أصيبوا بفايروس كورونا، تعافى منهم 144 شخصا، أي ما يعادل 77 في المئة. وتوفي 43 مريضا أي ما يعادل 23 في المئة من إجمالي المصابين. وكان 66 شخصا من أفراد العينة يعانون من أمراض القلب مثل ضغط الدم واعتلال عضلة القلب. وأشار الأطباء إلى أنّ عدوى كورونا قد تتسبّب في التهاب الأوعية الدموية وعضلة القلب وعدم انتظام ضرباته، موضحين أن هناك فرضيات مختلفة، منها ما يتعلق بنقص الأوكسيجين في عمليّة ضخّ الدم في الجسم، ومنها ما يشير إلى أنّ فايروس كورونا طال القلب مباشرة أو أنّ الجسم في معركته مع الفايروس استنفر خلايا مناعية هاجمت القلب، ومنها ما يشير إلى أنّ الالتهاب الرئوي الشديد يؤدّي إلى فشل القلب. كما أظهر بحث نشرته مجلة "ساينس ديلي" العلمية أنّ إصابة عضلة القلب أثناء العدوى بكوفيد 19 قد تحدث لدى شخص يعاني أو آخر لا يعاني من أمراض القلب، مشيرا إلى أن الأمر يصبح أكثر خطورة لدى الأشخاص الذين يعانون مسبقا من أمراض القلب. وأكد البحث أنّ إجراء اختبار على المرضى للكشف عن العلاقة بين تضرّر القلب والفايروس أمر صعب، خاصة وأن المستشفيات لا تملك الموارد ولا الوقت لإخضاع مصابي كورونا إلى تخطيط قلب، خصوصا أنّ معظمهم إن لم يكن جميعهم يُعزلون. ويشير طبيب القلب الدكتور ستيفن كوبيكي إلى ما يجب أن يأخذه مرضى القلب في الاعتبار بشأن فايروس كورونا المستجد، مؤكدا أن لقاحات الإنفلونزا مهمة للتخلص من الالتهابات الفايروسية. وأكد كوبيكي على أهمية لقاح الأنفلونزا في الوقاية من خطر الغصابة بمرض القلب، معتبرا ذلك من أهم الخطوات العلاجية للمصاب بمرض القلب. وقال كوبي إن الأبحاث أظهرت أن من تم تطعيمهم ضد الإنفلونزا قلَّ خطر إصابتهم بالنوبات وبالسكتات الدماغية بنسبة 50 في المئة تقريبا خلال موسم الإنفلونزا ذلك. وأضاف أنه على الرغم من أن لقاح الإنفلونزا لن يمنع فايروس كورونا المستجد، إلا أنه قد يمنع الإنفلونزا أو على الأقل يقلل من شدتها. وعندما يصاب عدد أقل من الأشخاص بالإنفلونزا وينشرونها على نحو أقل، فهذا يعني عددا أقل من المرضى المحتاجين إلى العلاج والمزيد من الموارد الطبية المتاحة حاليا لفايروس كورونا المستجد. وأشار كوبيكي إلى أن فايروس الإنفلونزا خطير على مرضى القلب والشرايين لأنه يسبب التهابها. وبين أنه إذا كانت هذه الشرايين مقيدة بالفعل بتراكم اللويحات، فقد يؤدي الالتهاب إلى حدوث جلطة دموية، ما يمنع تدفق الدم إلى القلب أو الدماغ ويسبب نوبة قلبية أو سكتة دماغية. ونصح مرضى القلب بالتحقق من إمداداتهم من الوصفات الطبية وتخزين ما يكفيهم لحد الانتهاء من الأزمة قائلا "ينبغي ألا يقاطع مرضى القلب جدول أدويتهم، ما لم يوجههم بذلك مزودو الرعاية الصحية"، وذلك نظرا إلى الحاجة الحالية للعزلة الاجتماعية لأجل الحد من انتشار فايروس كورونا المستجد. وأكد أنه إذا كان عمر المصاب فوق 75 عاما، فإن إيقاف الأدوية المخفضة للكوليسترول يزيد من خطر الذهاب إلى المستشفى بسبب وقوع حالة قلبية بنسبة الثلث تقريبا. ونصح بضرورة أن يستمر المريض في استخدام العقاقير المخفضة للكوليسترول حتى يظل بعيدا عن المستشفيات.