ضمن منشورات اتحاد كتاب المغرب، صدر كتاب قصصي جديد للكاتب المغربي أنيس الرافعي تحت عنوان «الشركة المغربية لنقل الأموات»، وهو عبارة عن «طقس قصصي في أربع عادات وسبع محلات»، حيث تم تنضيد نصوصه تبعا لمكونات الليلة الكناوية والطقوس الممارسة داخلها، إذ يفتتح بأربع قصص تمثل (السقوة، التبساس، كيو، والنكشة) ضمن مرحلة «العادة»، تليها سبع قصص تندرج كل واحدة منها تحت لون معين يمثل (فتيح الرحبة، العيالات، أولاد الغابة، الشرفاء، البحراويين، سيدي حمو، والحنش) ضمن مرحلة «الملوك». وتطغى على أجواء الضمومة التي تقع في (80 صفحة) من القطع المتوسط وأشرف على تصميمها الفني الشاعر عبدالعزيز أزغاي أجواء قاتمة وبالغة الدرامية في قالب فانطاسي هو بمثابة سيناريوهات مفترضة لموت الكاتب نفسه كما لو أنه يستوحي مظان المقتبسات التصديرية لكل من عبد الستار ناصر الذي يجزم أن «باستطاعته اختيار ساعة موته» وسيلفيا بلاث التي تعلن بأن «الموت فن مثل أي فن آخر، وهي تمارسه بأقصى حدود الجودة»، و من الناحية الكتابية تتسم بلغتها الشفيفة وبنائها الحكائي المتماسك الذي يمثل «وعيا سرديا جديدا» لدى المؤلف ويقطع مع مرحلته التجريبية لكن دون التنصل من مقومات الاختلاف والتجديد. وتجدر الإشارة في هذا الصدد إلى أن هذا العمل الجديد هو التاسع ضمن المدونة الإبداعية للكاتب أنيس الرافعي بعد مؤلفات: فضائح فوق كل الشبهات (1998)، أشياء تمر دون أن تحدث فعلا (2001)، السيد ريباخا (2002)، البرشمان (2004) علبة الباندورا (طبعة تجميعية) (2006)، ثقل الفراشة فوق سطح الجرس (2008)، هذا الذي سيحدث في ما مضى (مختارات) (2010)، واعتقال الغابة في زجاجة (2010).