اعتقالات واسعة بدمشق ودبابات الجيش السوري تدخل بلدة المعضمية أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان أن نحو مئتي شخص تظاهروا مساء أول أمس الاثنين في وسط دمشق مطالبين برفع الحصار عن المدن السورية قبل أن تعمد قوات الامن السورية إلى تفريقهم واعتقال العديد منهم. وقال المرصد في بيان إن «المتظاهرين تجمعوا في ساحة عرنوس وسط العاصمة السورية وأدوا النشيد الوطني السوري وأناشيد وطنية أخرى»، لافتا إلى أن قوات الأمن اعتقلت العديد منهم على غرار الكاتب والصحافي عمار ديوب والطبيب جلال نوفل. ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها «فكوا الحصار عن المدن» و»الحوار الوطني هو الحل» و»نحو مجتمع مدني حر» و»سوريون لن تفرقنا الطائفية»، وفق المصدر نفسه. وواصل الجيش السوري عملياته في بانياس التي شهدت تظاهرة نسائية طالبت بالافراج عن المعتقلين اثر حملة اعتقالات واسعة قامت بها قوات الامن، في حين دخل الجيش أحياء عدة في حمص تضم معارضين لنظام الرئيس بشار الاسد. وتابع الجيش السوري صباح أمس عمليات المداهمة في مدينة بانياس الساحلية بينما سمعت عيارات نارية في بلدة المعضمية حسبما أكد ناشطون حقوقيون. وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة الأنباء الفرنسية إن «عمليات تفتيش المنازل تواصلت ليل الاحد الاثنين وصباح أول أمس الاثنين في مدينة بانياس الساحلية(...) التي لا تزال الدبابات فيها بينما استمر قطع المياه والكهرباء والاتصالات الهاتفية فيها». وأضاف عبد الرحمن أن حملة الاعتقالات التي استمرت ليلا «تستند على قوائم» تضم «اكثر من 400 شخص» في المدينة حيث «اوقفت قوات الامن مساء الاحد قادة الاحتجاج فيها». وكشف المصدر أن من بين المعتقلين «الشيخ انس عيروط الذي يعد زعيم الحركة وبسام صهيوني» الذي اعتقل مع والده وأشقائه. وأضاف أن أصحاب متجر لبرمجة الانترنت في بانياس أوقفوا أيضا. وأكد الناشط أن «بانياس معزولة عن العالم الخارجي». الا ان رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان اعلن بعد ذلك أن قوات اأامن السورية أفرجت عن المعتقلين الذين يزيد عمرهم عن 40 عاما. وقال لفرانس برس ان «السلطات السورية أفرجت عن المعتقلين الذين يزيد عمرهم عن اربعين عاما»، بدون ان يتمكن من تحديد عدد المفرج عنهم. وأوضح أن «مئات النساء تحدين الأمن وقوات الجيش وخرجن إلى الشوارع واقتحمن مراكز الجيش للمطالبة بالافراج عن المعتقلين» في بانياس. وفي حمص التي دخل الجيش عددا من أحيائها الاحد، ذكر ناشط ان «دوي ثلاثة انفجارات سمع منتصف ليل الاحد الاثنين في حي بابا عمرو». وقال ناشط ان «عناصر الجيش الذين تموضعوا منذ الجمعة مع دبابات في وسط حمص دخلوا ليل السبت الاحد في عدة أحياء تضم معارضين لنظام بشار الأسد مثل بابا عمرو وباب السباع وذلك بعد ان تم قطع الكهرباء والهاتف والاتصالات عنها». وفي منطقة المعضمية «سمعت عيارات نارية في حين تم قطع الاتصالات»، حسبما قال ناشط حقوقي. كما قال شاهد عيان إن «الطريق المؤدية من هذه البلدة الى العاصمة مقطوعة». وكانت صحيفة الوطن الخاصة والمقربة من السلطة نقلت أول أمس الاثنين عمن أسمتهم مصادر في محافظة طرطوس أن «الهدوء عاد مساء أمس إلى مدينة بانياس بعد معارك شرسة خاضتها وحدات من الجيش والقوات المسلحة مع مسلحين انتشروا في مختلف مناطق المدينة». وأضافت الصحيفة ان هذه المصادر «نقلت عن جرحى الجيش الذين اسعفوا الى المشفى العسكري في طرطوس قولهم ان الجيش فرض سيطرته مساء أمس على مختلف مناطق بانياس والقرى المجاورة وقام بشبه +عملية جراحية+ حفاظا على ارواح المدنيين الذين كان المسلحين يستخدمونهم دروعا بشرية». من جهة ثانية ذكرت الوطن أن الاسد اكد خلال لقائه الاحد وفدا من ابناء محافظة اللاذقية يضم جميع شرائح المحافظة ان «الازمة ستمر وتنتهي، ومسألة الاصلاح الاداري والسياسي والاعلام على الطريق». وأضافت ان الاسد شدد خلال اللقاء «على تعزيز الوحدة الوطنية»، مؤكدا أن «الوطن ام للجميع وان يكون الجميع يدا واحدة في مواجهة المؤامرة» التي تتعرض لها سوريا. من جهتها أكدت صحيفة البعث الناطقة باسم الحزب الحاكم «حقيقة الترابط الوثيق بين الاصلاح المنشود(...) وبين الامن والاستقرار» لافتة إلى أن «المجموعات الارهابية المسلحة عمدت إلى استخدام السلاح الذي حصد أرواح المدنيين والعسكريين بهدف خلق الفوضى والفتنة كي تقطع الطريق امام تنفيذ المشروع الاصلاحي». وأشارت إلى أن «ترجمة المراسيم والقرارات غير ممكنة في حالة الاضطراب وعدم الاستقرار، الامر الذي يحتم تدخل الدولة بكل الوسائل لفرض الامن ومنع دائرة النار والفتنة من الاتساع». واعتبرت أن «تسارع وتائر العملية الاصلاحية بحاجة إلى تضافر الجهود الوطنية على اختلاف مشاربها وتوجهاتها، خاصة وان هذا الاصلاح ينطلق من اعتبار الوطن للجميع وصونه وحمايته مسؤولية الجميع». وقالت «من الواضح ان سوريا تتجه الى مرحلة جديدة قوامها اعادة تفعيل المجتمع وزج كل طاقات ابنائه في بناء الوطن، وترميم ما تصدع باتجاه بناء دولة عصرية بكل المعايير السياسية والاقتصادية والقانونية(...) بعيدا عن لغة العنف وعن الرهانات الخارجية التي لا يخفى على احد اهدافها ومراميها».