انشغلت الأوساط الرجاوية هذه الأيام، بالضبابية التي أصبحت تعرفها برمجة مباريات البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم، ويأتي هذا الانشغال أو القلق، من الارتباك الذي تتخبط فيه لجنة البرمجة التابعة للعصبة. فإلى حدود نهاية الأسبوع الماضي، كان فريق الرجاء البيضاوي لا يعرف إسم الفريق الذي سيواجهه، وينتظر أن يتم الحسم في الاختيار، إما الدفاع الحسني الجديدي أو سريع وادي زم أو اتحاد طنجة. صحيح أن الظروف الاستثنائية بسبب وباء كورونا المستجد، خلقت أجواء غير مناسبة تماما، إلا أنه لابد من التعامل بكثير من الحزم، في حالة حدوث أي تقصير في تطبيق البروتوكول الصحي، الموضوع من طرف مصالح ومندوبيات وزارة الصحة بكل المدن المغربية. والأكيد أن التعامل بحزم، من شأنه تجنيب العصبة كل الاتهامات التي تلصق بها حاليا، وخاصة احتمال حدوث تمييز أو التعامل غير الجدي، أو حتى الخضوع لرغبات أندية معينة، خاصة تلك التي توصف بالراغبة في تأجيل مبارياتها خدمة لأجندة معينة. فلم يعد هناك شكوك بالنسبة لنسبة كبيرة من المتتبعين، أن العصبة تفقد في تعاملها للصرامة مع بعض الأندية، وعدم الحرص على التأكد من حدوث أي تقصير في تطبيق البروتوكول الصحي، لتفادي حدوث إصابات بصفوف اللاعبين، وأن العصبة أصبحت تتهم بالاستجابة السريعة لطلبات الأندية الراغبة في التأجيل، مما جعل عدد المباريات المؤجلة يتراكم بشكل كبير، ليصل إلى 22 مباراة، الشيء الذي أصبح يهدد الموسم الكروي بكامله. أول أمس الاثنين، تفضلت أخيرا العصبة الاحترافية لكرة القدم، بتحديد موعد مباراة الرجاء واتحاد طنجة، والتي تم تأجيلها قصد منح مهلة استعداد خاصة "لفارس البوغاز"، بعد شفاء اللاعبين. المباراة ستقام يومه الأربعاء، مع العلم أن إدارة الرجاء سبق في بلاغ خاص لها، أن احتجت على قرار تأجيل هذه المباراة، لعدم وجود أي سبب مقنع، والأكثر من ذلك عدم استشارة الفريق، كما أن بلاغ الرجاء نبه العصبة إلى ضرورة تبني أسس المنافسة الشريفة وتكافؤ الفرص، والالتزام بعدم تأجيل مباراة مبرمجة بدون سبب وجيه ومعقول. هذا البلاغ تضمن أيضا مجموعة من التلميحات والإشارات التي يمكن أن تفتح المجال للعديد من القراءات والتأويلات، خاصة وأن العصبة – كما يقول البلاغ- لها ازدواجية في المعايير، وهذا الاختلاف في التعامل لمسته إدارة الفريق الرجاوي عندما طالبت بتغيير تواريخ لقاءات مواجهات سابقة، مع أندية الفتح الرباطي والدفاع الجديدي ونهضة الزمامرة. والواقع أن كرة القدم الوطنية ليست في حاجة إلى مثل هذه الحيثيات والتفاعلات السلبية، خاصة وأن هناك ظروفا صعبة يمر منها الجميع، وهناك تواريخ والتزامات تنتظر الأندية الوطنية وطنية وعربيا وقاريا، ولابد من بذل مجهودات إضافية قصد إنهاء منافسات البطولة في ظروف مناسبة. وللوصول إلى هذا الهدف الأساسي لابد من الحزم في التعامل، وتقديم تضحيات من طرف كل المتدخلين، ووضع حد للحسابات الخاصة التي لا تأخذ بعين الاعتبار مبدأ المصلحة.