بعد لغط كبير وردود فعل وتعدد الرسائل سواء المباشرة أو المشفرة، تمكنت إدارة فريق الرجاء البيضاوي من تحقيق الهدف الذي سعت من أجله، ألا وهو تأجيل المباراة ضد نهضة الزمامرة لحساب الجولة 17 من البطولة الاحترافية، والتي كانت مقررة أول أمس الاثنين بمركب محمد الخامس. طلب الرجاء الذي تحول إلى أمر واقع يستمد مشروعيته من ضرورة توفير كافة الوسائل الضرورية، حتى تمر استعدادات الفريق الأخضر لموقعة تي. بي. مازيمبي الكونغولي يوم الجمعة القادم في أحسن الظروف، وهذه مسألة لا يمكن أن تناقش نظرا لقوة المنافسة التي تنتظر الرجاء في القادم من الأيام. إلا أن هناك ظروفا محيطة بكل هذه الالتزامات العربية والقارية، وضعت الرجاء أمام مسؤوليتها، حيث وجدت الإدارة نفسها أمام تعدد الواجهات، مما جعلها ترى في الالتزام المحلي أي منافسات البطولة الوطنية، مجرد واجب ثقيل غير مرتبط ببرنامج أو توقيت أو مصالح باقي الأندية المشاركة والتي أصبحت تعاني هي الأخرى من تبعات انتظار قاتل. هذه الوضعية غير المقبولة تماما، تسائل الجامعة المسؤولة قبل العصبة الاحترافية، هذه الأخيرة التي منحت لها صلاحيات الإشراف وتدبير شؤون الدوري المحلي، لكن وسط إطار جد معقد، تحكمه قوانين تضرب مبدأ استقلالية الأعضاء عن مسؤولية تسيير الفرق، وهذا ما يقتضي معالجته مستقبلا عن طريق إدخال تغييرات جوهرية تسمح بمبدأ الحياد. فوجود رئيس للعصبة وهو في نفس الوقت رئيس لفريق الوداد البيضاوي، هو جوهر المشكل، وأي قرار يصدر عن مصالح العصبة يتم التشكيك في نواياه وأهدافه، وفي حالة ما إذا تم تكليف عضو رجاوي بهذه المهمة، فأكيد أن التعامل سيكون بالمثل، وبالتالي فإن وضع حد لثقافة الشك، يبدأ من حياد أعضاء العصبة، كما هو جاري به العمل في العديد من دول العالم. فمسؤولو العصب الاحترافية عبر العالم، هم في الغالب موظفون، يشتغلون وفق عقود وبنود واضحة وصلاحيات واضحة، بهدف أساسي يتمثل في خدمة الأندية، واحترام القانون المنظم دون زيادة أو نقصان. وبدون شك، فإن تلبية طلب الرجاء جاء انطلاقا من هذه التأويلات والقراءات المسبقة، وهذا ما يجب القطع معه، أولا بتحديد عدد مشاركة الأندية بالمسابقات الخارجية، ثانيا ضمان مبدأ حياد مسؤولي العصبة، ثالثا وضع حد للتعامل بمكيالين مع الأندية، إذ نجد فرقا عانت كثيرا من ضغط البرمجة ومع ذلك لم تحتج، ولم تستعمل جمهورها في الضغط، سواء على العصبة أو الجامعة للوصول إلى تحقيق أهداف خاصة. والآن، وبعد أن خلدت الرجاء للراحة، نتمنى أن يحالفها الحظ أمام تي. بي. مازيمبي القوي لتحقيق انتصار عريض يسمح له بخوض مباراة العودة في ظروف مناسبة، وتجاوز هذا الدور قصد مواصلة المنافسات إلى جانب جاره وغريمه الأبدي الوداد…