مشاهير الفن السابع يتقاطرون على فرنسا ينطلق يوم غد مهرجان كان السينمائى الذى يزخر هذا العام بالعديد من الحكايات والكواليس التى تسبقه وخاصة النجوم المشاركين فيه وأهم بيوت الأزياء التى ستتبارى من أجل تقديم ملابس النجمات التى تعتبر كل واحدة منهن أن فستانها بمثابة السر الحربى، وإن كان بعض خبراء الموضة أكدوا أن لون الليلك والموف والأسود ستتربع على عرش الأناقة. وبعيدا عن الموضة فهناك جدلا حول الرئيس الفرنسى وزوجته التى تراجعت عن حضور الإفتتاح وخاصة أن الفيلم الذى يتناول حياته»لا كونكيت» للمخرج كزافييه يقترب بشدة من مرحلة غاية فى الحساسية فى حياته والخاصة بالانتخابات وتفاصيل الأيام الأخيرة من زواجه من سيسيليا، حيث تركته ليصبح أول رئيس فرنسي ينفصل وهو في المنصب، ثم حكايته مع كارلا بروني المثيرة للجدل والغرميات السابقة. والطريف أن شريط دعاية فيلم «لا كونكيت» شاهده نصف مليون مشاهد عبر الانترنت ومن المنتظر أن يحقق جدلا كبيرا عند عرضه. فى نفس الوقت وكما هو المعتاد سيكون هناك تواجد إيراني عاصف هذا العام من خلال الإحتفاء بالمخرج الإيراني جعفر بناهي المحكوم عليه بالسجن ست سنوات فى إيران رغم أن الفيلم أعد في ظروف شبه سرية . وفى الإفتتاح يسيطر روبن هود الشخصية الإنجليزية الشهيرة فى الفلكلور إلانجليزي والتي تمثل فارسا شجاعا مهذبا طائشا وخارجا عن القانون عاش في العصور الوسطى وكان يتمتع ببراعة مذهلة في رشق السهام، تمثل أسطورة روبن هود في العصر الحديث شخصا قام على سلب وسرقة الأغنياء من أجل إطعام الفقراء، بالإضافه لذلك حارب روبن هود الظلم والطغيان. تللك الشخصية سيقدمها من جديد راسل كرو فى فيلم الإفتتاح ليدخل فى منافسة قوية مع نجوم العالم الذين قدموا تلك الشخصية وعلى رأسهم ايرول فلي، برايان بدفورد، شون كونري، جون كليس، مايكل بريد ، كيفن كوستنر، باتريك بيرجن، كاري ايلويس ، فنسنت كاسيل، حيث تناولت السينما فى العديد من الأفلام قصة «روبن هود» ولكن الرؤيا هذا العام للمخرج الإنجليزي ريدلي سكوت مع كاتب السيناريو بريان هيلجلاند ، وكيت بلانشيت مع مجموعة عالمية من الممثلين منهم مارك سترونج , ويليام هارت, أوسكار إيزاك كيفن دوراند وسكوت جريمز. الطريف أن راسل كرو أكد أن الفيلم يعد بمثابة الكشف عن الشخصية الحقيقية لروبن هود لأنه أحب في طفولته كل أفلام روبن هود خاصة أن فيلمه قدمه بشكل يظهرالأسباب التى دفعت هذة الشخصية إلى تلك الحياة . الفيلم مليئ بالشخصيات الثانوية مثل الشخصية التي يقوم بأدائها مارك سترونج المتخصص فى أدوار الشر. سيكون السباق محموما بين العشرات من نجوم صناعة السينما من فنانين ومخرجين فوق سجادة مهرجان كان الحمراء الشهيرة. وما من شك في أن ظهور نجم بثقل براد بيت ( وبالطبع شريكته انجلينا جولي) سيعزز الزخم المتوقع خلال العرس الفني الذي يستمر 12 يوما، بالإضافة إلى كثيرين آخرين، مثل شون بن ورايان جوسلنج وكاري موليجان وجوني ديب. وسيعرض المهرجان أعمالا جديدة للرائعة جودي فوستر ولاؤس فون تيير وأكي كاوريسمكي، وأخيرا وليس آخرا ،وودي ألن. وقال المخرج الأمريكي كوينتن تارانتينو ذات مرة «هذه هي الاولمبياد السينمائية.. إذا ما كنت أخرجت فيلما تفخر به، فالحلم بالنسبة لي لا يتمثل في أن يرشح (هذا الفيلم) لجائزة الأوسكار.. هذا رائع.. لكن حلمي دائما هو أن أذهب لمهرجان كان وأن أعرض الفيلم هناك». تضم قائمة الأفلام المقرر أن يكشف عنها النقاب في نسخة المهرجات الرابعة والستين، تشمل حكايات حول طبيب البابا ونجم روك عجوز يطارد أحد رجال النازية وأما يجن طفلها ويطلق النيران دون تمييز داخل مدرسته وحفل زفاف في وقت يواجه فيه العالم نهاية كارثية، وكذلك فيلم ثلاثي الأبعاد عن الساموراي. يلعب شون بن وبراد بيت دور اب وابنه في رائعة المخرج الأمريكي ماليك تيرنس التي طال انتظارها «ذا تري اوف لايف» (شجرة الحياة) والتي تدور حول تطورات حياة مراهق من تكساس حتى فترة البلوغ، خلال خمسينيات القرن الماضي. يستخدم شون بن، الفائز بالأوسكار، أحمر الشفاه والكحل والشعر المستعار ليتحول إلى أحد نجوم الروك في الثمانينيات من عمره يحاول تعقب حارس نازي عذب والده، في رائعة المخرج الأمريكي- إيطالي المولد- باولو وسرينيتينو، « ذيس ماست بي ذي بليس» (يجب أن يكون هذا هو المكان). ويحضر ديب المهرجان لحضور العرض الأول عالميا للجزء الرابع من سلسلة أفلام «قراصنة الكاريبي»، من إخراج روب مارشال، تشاركه البطولة الممثلة الإسبانية بينيلوبي كروز. يعني هذا أن ليلة الافتتاح قد تتحول إلى شأن سياسي إذا ما قررت بروني وزوجها نيكولا ساركوزي تشريف ساحة الكروازيت على شواطئ مدينة كان حيث يقام المهرجان. غير أنه مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في باريس، يتهامس البعض بأنها قد لا تكون لحظة سياسية مناسبة لساركوزي كي يظهر في حدث بمثل هذا الترف. بالإضافة إلى أن المهرجان قرر عرض فيلم المخرج الفرنسي زافيير ديرينجيه «لا كونكيت» ( الفتح) والذي يصور في إطار ناقد كيف وصل ساركوزي لسدة الحكم. ولن يشارك العملان في المسابقة الرسمية. ويبقى هناك تساؤل حول احتمال ظهور النجم الأمريكي ميل جيبسون في منتجع الريفييرا الفرنسي . يلعب جيبسون دور رئيس تنفيذي يمر بمرحلة اكتئاب ويشرف على الانتحار إلى أن يجد دمية على شكل حيوان قندس، فيتواصل مع البشر من خلالها وذلك في فيلم «ذا بيفر» (القندس)، من إخراج جودي فوستر التي تشاركه أيضا البطولة. يشهد كان في نسخته هذا العام مشاركة 49 فيلما روائيا طويلا من 33 دولة، منها 44 تعرض للمرة الأولى، في أقسامه الرئيسية، مع منافسة غير مسبوقة بين أربعة مخرجات دفعة واحدة على السعفة الذهبية، بينهن الأسترالية جوليا لي بفيلمها «الجمال النائم» عن طالبة تحولت لعاهرة. بعد عامين من ظهور فيلمه الذي أثار كثيرا من الجدل «أنتي كرايست» (ضد المسيح) ، تلك القصة التي هزت مهرجان كان في نسخته السابقة، يعود المخرج الدنماركي لارس فون تيير لنفس المهرجان هذا العام بعمل معقد آخر هو «ميلانكوليا» (كآبة) وهو عبارة عن ميلودراما أسرية علمية تتحدث عن كوكب على وشك الاصطدام بكوكب الأرض. يبدو أن المخرج الأسباني بيدرو ألمادوفار قرر عدم التوقف في أي احتفالية سينمائية حيث سيشارك بآخر أعماله «ذا سكين آي ليف إن» (الجلد الذي أسكنه ) في نسخة هذا العام من كان. يقوم النجم الأسباني أنطونيو بانديراس في هذا الفيلم بدور جراح تجميل يعتزم الانتقام لمقتل زوجته في حادث سيارة، حيث يرتدي الزوج وجها جديدا عليه.