عودة الاضطرابات الأمنية وخرق لحظر التجول بعدد من المدن التونسية عمد شباب عدد من أحياء ضواحي تونس العاصمة ليلة أمس إلى خرق حظر التجول ليلا الذي فرضته السلطات الأمنية التونسية، فيما دوى أزيز الرصاص في أكثر من منطقة في ظل تحليق لمروحيات. وسُمع إطلاق نار كثيف في ضاحية الكرم شمال تونس العاصمة وذلك بعد ساعات من بدء تنفيذ قرار يقضي بحظر التجول ليلا، بينما كان العشرات من شباب هذه الضاحية يقطعون بعض الطرق بإشعال الإطارات المطاطية غير مبالين بحظر التجول. واستمر إطلاق النار الذي بدأ في ساعات متأخرة من الليل، لمدة أكثر من 5 دقائق، وترافق مع إطلاق قنابل مسيلة للدموع، غطى دخانها المنطقة، لتحلق بعد ذلك مروحية في سماء الحي لغاية الفجر. ولم يتسن معرفة سبب إطلاق الرصاص، وما إذا أسفر عن سقوط ضحايا أم لا، فيما راجت على شبكة التواصل الاجتماعي «فيسبوك» معلومات مفادها أن مجموعة من المحتجين حاولوا إحراق محطة للوقود في الكرم، فتصدت لهم قوات الأمن وفرقتهم بإطلاق الرصاص في الهواء والقنابل المسيلة للدموع. وبالتوازي مع ذلك، شهدت أحياء أخرى في ضواحي تونس العاصمة، منها حي العمران الأعلى والمروج وحي التضامن ،إطلاق نار في الهواء، وتحليق مكثف لمروحية،ما يعني أن قرار حظر التجول ليلا تم خرقه. وكانت وزارتا الداخلية والدفاع التونسيتان أعلنتا مساء أمس عن فرض حظر للتجول من التاسعة ليلا،ولغاية الخامسة فجرا، في إقليمتونس الكبرى الذي يشمل محافظات تونس العاصمة وبن عروس ومنوبة وأريانة. وبررت الوزارتان التونسيتان هذا القرار بالحفاظ على أمن المواطنين وسلامة الممتلكات، في أعقاب أعمال الشغب والنهب والاعتداءات على الممتلكات العامة والخاصة والأشخاص التي شهدتها تونس خلال الأيام الثلاثة الماضية. ويأتي هذا التوتر، فيما تشهد تونس اضطرابات أمنية اندلعت على خلفية تصريح لوزير الداخلية السابق فرحات الراجحي اتهم فيه قائد هيئة أركان الجيوش التونسية بالتحضير لإنقلاب عسكري، ورئيس الحكومة التونسية المؤقتة بالكذب، ورجل الأعمال كمال باللطيف بأنه رئيس حكومة الظل التي تدير شؤون البلاد. وفيما تعيش تونس اضطرابات أمنية، رفض رئيس الوزراء التونسي الباجي قائد السبسي تصريحات وزير الداخلية السابق فرحات الراجحي عن التحضير «لانقلاب عسكري» في تونس معتبرا أنها «خطيرة ولا اساس لها من الصحة». وقال السبسي في مقابلة بثها التلفزيون الرسمي مساء أول أمس الاحد إن «التصريحات التي أدلى بها مؤخرا فرحات الراجحي وزير الداخلية السابق هي كلام خطير ولا اساس له من الصحة». وقال الراجحي الخميس الماضي في تسجيل نشر على موقع فايسبوك «سيتم تنفيذ انقلاب عسكري في حال فوز الاسلاميين في الانتخابات»، في إشارة إلى حركة النهضة الاسلامية التي تأسست 1981 من قبل راشد الغنوشي لكنها ظلت محظورة لاكثر من 20 عاما قبل الاعتراف بها حزبا قانونيا بعد 14 يناير. وأوضح «أن تعيين رشيد عمار رئيس أركان جيوش البلاد هو تمهيد لذلك». واعتبر رئيس الوزراء أن «هذه الاتهامات خطيرة جدا والمقصود منها إدخال البلبلة في البلاد وأشعال نار الفتنة»، مؤكدا أن «القضاء سيكون الفيصل بشان هذه التصريحات سيما وأن المؤسسة العسكرية قررت إحالة الموضوع على القضاء». من جهة أخرى، أوضح السبسي ان «الأجهزة الامنية تعيش في الفترة الراهنة أزمة نفسية وأزمة ثقة لأنها شعرت أنها مستهدفة»، مشيرا إلى «قرار وزارة الداخلية تتبع عدد من الاعوان الذين ثبت تورطهم فى أعمال عنف ضد مواطنين وصحفيين بعد مظاهرات وسط العاصمة نهاية الاسبوع الماضي». وشهد وسط العاصمة تونس الاحد مجددا مواجهات بين متظاهرين معارضين للحكومة وعناصر من الشرطة وذلك غداة فرض حظر للتجول لم يحل دون وقوع اعمال عنف جديدة في الضاحية الفقيرة للعاصمة. ولجأت الشرطة في وسط العاصمة الى الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين تجمعوا لليوم الرابع على التوالي. وأوردت وكالة تونس إفريقيا للانباء أن قوات الأمن أوقفت حوالى سبعين شخصا يشتبه في تورطهم في «أحداث الشغب» وأشارت إلى غصابة «تسعة من عناصر الامن». ويطالب المتظاهرون بمزيد من الاصلاحات رغم اسقاط نظام زين العابدين بن علي في 14يناير كما يطالبون برحيل الحكومة.