ناصر القدوة ل «بيان اليوم»: أصبح من حق الشعب الفلسطيني الاطلاع على تفاصيل وفاة عرفات كشف الدكتور ناصر القدوة رئيس مجلس إدارة مؤسسة ياسر عرفات لمراسل «بيان اليوم» الجمعة الفائت، بأن هناك استعدادات تجري لنشر التقرير الطبي الفرنسي الكامل الذي سلم للسلطة عن أسباب وفاة الرئيس الفلسطيني الراحل. وأوضح القدوة بأن قرار نشر التقرير الطبي الكامل عن أسباب وفاة عرفات اتخذ في الاجتماع الرابع لمجلس أمناء مؤسسة ياسر عرفات الذي عقد الثلاثاء الماضي، برئاسة عمرو موسى في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة. وأضاف القدوة «اتخذ قرار بنشر التقرير الطبي الفرنسي على الموقع الالكتروني للمؤسسة (مؤسسة ياسر عرفات) وهذا سيتم بمجرد أن نقوم بإعداد تلخيص للتقرير باللغة العربية»، في إشارة إلى أن التقرير الذي سينشر هو التقرير الفرنسي الذي سلم للسلطة الفلسطينية باللغة الفرنسية. وأشار القدوة إلى أن قرار نشر التقرير الفرنسي بكل تفاصيله ومحتوياته جاء كخطوة في إطار «إنهاء جزء من النقاش حول هذا الموضوع»¡ مشيرا إلى أن التقرير يؤكد وفاة عرفات مسموما. وعن الوقت الزمني المطلوب لنشر التقرير الفرنسي الكامل الذي سلم للجانب الفلسطيني عن أسباب وفاة عرفات والذي لم ينشر من قبل، قال القدوة «خلال أسبوعين أو ثلاثة»¡ مضيفا «التقرير يشير بشكل واضح إلى أن الوفاة لم تكن طبيعية وعلى الأغلب هي وفاة نتيجة تسمم»، مضيفا « التقرير لمن يريد أن يفهم فهو واضح». وأكد القدوة بأن التقرير سينشر بكل أوراقه ونتائج الفحوصات التي أجريت لعرفات عقب نقله من رام الله إلى فرنسا لتلقي العلاج عقب تدهور صحته في مقر الرئاسية الفلسطينية حيث كان محاصرا من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي. وأوضح القدوة بأن قرار نشر التقرير الفرنسي الكامل عن أسباب وفاة عرفات يأتي في إطار إنهاء جزء من النقاش الدائر حول أسباب وفاته. وبشأن أسباب التأخر الفلسطيني لسنوات عن نشر التقرير الطبي عن وفاة عرفات قال القدوة «لماذا التأخير؟ لأسباب عديدة بما فيها بعض الجوانب القانونية المتعلقة بالقانون الفرنسي، ولكن حاليا رأى مجلس الأمناء - لمؤسسة ياسر عرفات- أنه بعد مرور هذه الفترة الآن، أصبح من حق الشعب الفلسطيني الاطلاع على التفصيل وعلى النص بدقة من ناحية كافة الفحوصات وكافة الإجراءات». وأشار القدوة إلى أن هذه أول مرة ينشر فيها التقرير الفرنسي عن أسباب وفاة عرفات، وقال «لم يسبق أن نشر في السابق، طبعا كان موجودا لدى السلطة الفلسطينية»، منوها إلى أن المستشفى الفرنسي سلم نسختين عن التقرير نسخة لسها الطويل زوجة عرفات والثانية سلمت للقدوة الذي نقلها بدوره للقيادة الفلسطينية، مضيفا « كان واضحا من البداية أن هذه النسخة ستسلم للسلطة الفلسطينية وهذا ما تم بالفعل». وتابع القدوة قائلا لبيان اليوم «النسخة التي سوف تنشر هي رسميا بحوزة السلطة الوطنية الفلسطينية»، مشيرا إلى أن التقرير سينشر بكل مكوناته» بما في ذلك الفحوصات التي أجريت «للرئيس الفلسطيني الراحل. ونوه القدوة بأن التقرير الذي سينشر هو باللغة الفرنسية، مضيفا «لذلك نحن حريصين على إنجاز تلخيص للتقرير باللغة العربية». ومن المعلوم أن الجانب الفلسطيني يتهم إسرائيل باغتيال عرفات من خلال تسميمه بطريقة ما خاصة وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرييل شارون، كان اتخذ قرارا في عهد الرئيس الأميركي السابق جورج بوش بالتخلص من عرفات. وأشار القدوة إلى أن هناك قناعة فلسطينية بمسؤولية إسرائيل عن اغتيال عرفات من خلال تسميمه، وقال «قناعاتنا واضحة والتقرير الطبي الفرنسي واضح لمن يريد أن يفهم، والموقف الإسرائيلي الرسمي بما في ذلك قرارات الحكومة الإسرائيلية بإزالة عرفات كذلك واضحة. فكل شيء واضح، لا يوجد غموض، لكن ما كان ينقص الأمر هو الدليل المادي القاطع» عن مسؤولية إسرائيل عن اغتيال عرفات. وأشار القدوة إلى أن هناك متابعة فلسطينية للحصول على الدليل القاطع حول مسؤولية إسرائيل عن اغتيال عرفات، منوها إلى أن هناك لجان فلسطينية وخاصة في المجال الأمني تواصل متابعتها للحصول على الدليل القاطع عن مسؤولية إسرائيل، مشيرا إلى أن الشق الأمني في غاية التعقيد حيث لا يوجد مسرح للجريمة على حد قوله. وأشار القدوة إلى أن كل من يطلع على التقرير الطبي الفرنسي عن وفاة عرفات سيصل إلى القناعة التي توصل إليها الجانب الفلسطيني. وبشأن إذا ما كان قرار نشر التقرير الفرنسي عن وفاة عرفات اتخذ من قبل القيادة الفلسطينية، قال القدوة «بصراحة القرار هو قرار المؤسسة –مؤسسة ياسر عرفات-لكن لا اعتقد بان هناك أي معارضة من قبل السلطة». ونوه القدوة أنه من خلال بقاء ملف وفاة عرفات مفتوحا، فإنه سيتم الحصول على التسريبات الإسرائيلية التي ستوصل في نهاية الأمر للدليل القاطع على مسؤولية إسرائيل عن اغتياله، مشيرا إلى أن قرار نشر التقرير الفرنسي الكامل عن أسباب وفاة عرفات يأتي في إطار الإصرار الفلسطيني على بقاء الملف مفتوحا. وحول أهم القرارات التي اتخذها مجلس أمناء مؤسسة عرفات الذي عقد الثلاثاء الماضي برئاسة عمرو موسى بصفته رئيسا لمجلس الأمناء، قال القدوة «تمت إعادة انتخاب عمرو موسى رئيسا لمجلس الأمناء والاستمرار في عقد ملتقى القدس الدولي» علما بأن الاجتماع الأول عقد في الرباط بتعاون مع بيت مال القدس الشريف، وأيضا اتخذت قرارات أخرى متعلقة «بالأرشيف»، أرشيف عرفات الموجود في تونس وإعادة تنظيمه وأخذ صورة الكترونية عنه ونقلها للأراضي الفلسطينية. وأشار القدوة بأن مؤسسة عرفات ستقدم بعض الخدمات لبعض القطاعات من الشعب الفلسطيني ولن يقتصر دورها على الجانب المتعلق بتراث عرفات بشكل مباشر. ونوه القدوة إلى أن مجلس أمناء مؤسسة ياسر عرفات أقر في اجتماعه الذي عقد في القاهرة الثلاثاء الماضي، قرارات مجلس الإدارة المتعلقة بإجراء الإصلاحات الشاملة في ضريح عرفات وسط رام الله، وإنهاء العمل في المتحف بالوقت المحدد، مشيرا إلى أن مجلس الأمناء أقر إصدار مجلة فصلية تصدر عن مؤسسة ياسر عرفات. وكان مجلس إدارة مؤسسة ياسر عرفات أقر في اجتماعه الأخير الطلب من حركة حماس ضرورة ترك منزل ياسر عرفات في غزة وإرجاع مقتنياته. وأكد خلال اجتماعه في القاهرة، دعمه لاقتراح عضو المجلس كمال الشرافي بضرورة استعادة بيت الشهيد ياسر عرفات في غزة، وتحويله إلى مقر دائم لهذه المؤسسة. كما أقر الاجتماع اقتراح عضو مجلس الإدارة بهية الحريري بإطلاق حملة للترويج لإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، كما أضاف ثلاثة أعضاء جدد له بعد اعتذار البعض لانشغالهم. وكان الاجتماع عقد بمقر جامعة الدول العربية بمشاركة عربية وفلسطينية واسعة، وشخصيات دينية إسلامية ومسيحية.