بالإعلان عن تقييم نتائج الدورة المنقضية، وأهم مضامين الدورة المقبلة، اختتمت مساء أمس، بمدينة الداخلة، عاصمة جهة وادي الذهب، فعاليات الدورة الثالثة للملتقى الدولي للسينما، المنظم من قبل جمعية التنشيط الثقافي والفني بالأقاليم الجنوبية، بشراكة مع ولاية جهة وادي الذهب لكويرة، بدعم من وكالة تنمية الأقاليم الجنوبية، ووزارة الاتصال، والمركز السينمائي المغربي. الدورة التي تميزت بعرض، 21 فيلما سينمائيا من 12 دولة من القارات الخمس، من بينها 5 أفلام مغربية، أنتجت في الفترة الممتدة ما بين الدورتين الماضية والحالية و عروض مجانية بالهواء الطلق وبعض الفضاءات الثقافية، تساهم في ترسيخ ثقافة سينمائية بين سكان المدن الصحراوية، شهدت تكريم الفنان المغربي يونس ميكري، والمخرج الموريتاني عبد الرحمان سيساكو، الذي سبق له أن ترأس لجنة تحكيم مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة سنة 2007. والفنانين العالميين، جون ديبي ومايكل دانا وهومي مان وبول فيرغيسون، وكذا الفنانين المصريين هاني سلامة وسمية الخشاب، بحضور مجموعة من الفنانين الآخرين، إلى جانب العديد من الفنانين المغاربة والأجانب. وحسب المنظمين فان الهدف من انعقاد هذا الملتقى السينمائي، الذي جاب خلال دورتيه الماضيتين مدينتي العيونوالداخلة، هو الترويج لمختلف المؤهلات التي تميز الأقاليم الجنوبية للمملكة، مع إبراز قدراتها على احتضان كبريات التظاهرات العالمية، باعتبار المهرجان يتوفر على مجموعة من الخصوصيات ساهمت في إرسائه كمناسبة سنوية قارة بهذه الأقاليم لعرض آخر الأعمال المنتجة، وأيضا مناسبة للقاء الفنانين المغاربة والأجانب مع جمهور المدينة. كما اعتبروا أن المهرجان يواصل صموده من أجل مواكبة الحركية السينمائية والثقافية في المغرب، رغم الإكراهات، التي تواجهه. ومن جهته كذلك اعتبر وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة خالد الناصري هذه الدورة موعدا سينمائيا متميزا ينفتح على التجارب السينمائية المختلفة، ويتميز بجودة البرمجة الموازية له والحافلة بالعديد من الأنشطة التي تسهم في تنشيط الحياة الثقافية والفنية بهذا الجزء الغالي من الأقاليم الجنوبية العزيزة. وأبرز أن المغرب خطا خطوات بارزة نحو تشييد صرح سينمائي متطور من أبرز أسسه دعم الإنتاج السينمائي، مضيفا أن «بلادنا تعمل حاليا على تجنيد كل الإمكانات المتاحة لتشجيع تشييد المركبات السينمائية وتجهيزها بوسائل العرض الحديثة. من جهة أخرى شهدت فعاليات هذا الملتقى الذي اختتم يوم أمس، بعرض 21 فيلما تمثل 12 بلدا تعالج مجموعة من المواضيع، من بينها الفيلم الفرنسي «رسول» والبريطاني «حب سري» والأشرطة المغربية «ولاد البلاد» و»موسم المشاوشة» و»كتاب الحياة»، والمصري «الاغتيال»، والسينغالي «نيران مانصار»، والمالي «الأريكة»، فضلا عن إطلاق دورة السينما الروسية بعرض مجموعة من الأعمال لكبار المخرجين الروس انطلقت بعرض الشريط الوثائقي الروسي «سفر مع الحيوانات الأليفة»، مع برمجة مجموعة من الأفلام، التي تحث على ضرورة الحفاظ على البيئة، بتنسيق مع المصالح الخارجية لمجموعة من القطاعات الحكومية، إضافة إلى «الماستر كلاس»، حول تأليف موسيقى الأفلام مستوحى من برنامج التعليم ل»فيلم سكوريونز لأكاديمية موشن بيكتشرز أرتس أند ساينسز» المخصص للمخرجين والملحنين المغاربة. الذي نظم بشراكة مع أكاديمية الأوسكار الأميركية، وأطرها مختصون من هوليوود، إضافة إلى تنظيم ورشة حول كتابة السيناريو، تم تأطيرها من قبل الفنان المغربي، بوشعيب الطالعي، وذلك في إطار هذه التظاهرة التي تميزت أيضا بجلسة للنقاش حول الصندوق الإفريقي للسينما نشطته السيدة سعاد حسين المسؤولة عن المشاريع السينمائية بالمنظمة الدولية للفرنكوفونية. كما تم تنظيم ورشة لفائدة شباب المنطقة في مجال كتابة سيناريو جماعي لأول تجربة سينمائية باللهجة الحسانية. ومن جهة أخرى تمت برمجة مجموعة من الجولات إلى عدد من مدن جهة وادي الذهب الكويرة، للوقوف على مختلف الإنجازات التي حققت بهذه الأقاليم. كما تمت استضافة الفنانين المغاربة والأجانب وضيوف الملتقى الوافدين من مصر وفرنسا واسبانيا وبريطانيا وروسيا والولايات المتحدة وبلجيكا وبوركينا فاسو والسنغال وموريتانيا وتونس، علاوة على المغرب،إلى زيارة معرض «الذوق والتذوق»، الموجه للتعريف ببعض الأطباق التقليدية المحضرة بمنتوجات محلية، بهدف تثمين بعض الجوانب غير المعروفة كثيرا من التراث المحلي. ووفقا لبرنامج هذه الدورة، تم عرض عدد من الأفلام بالهواء الطلق بالساحة الكبرى الحسن الثاني، فيما جرت العروض الأخرى داخل الخيام التي تم إعدادها لهذا الغرض. وتماشيا مع الاهتمام الكبير الذي ما فتئت تبديه مدينة الداخلة لمجالها البيئي، تم بالمناسبة إقامة خيمة خاصة بالبيئة للتحسيس بأهمية المحافظة عليها، وذلك بشراكة مع جمعية المبادرة والطبيعة وجمعية الناس للتنمية.