أسدل الستار، مساء أول أمس الثلاثاء، على فعاليات الدورة الثالثة للملتقى الدولي للسينما في الداخلة، الذي نظم من قبل جمعية التنشيط الثقافي والفني، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.وتميزت هذه الدورة بإقامة مجموعة من الأنشطة، ضمن برنامجها العام، في مقدمتها دروس "ماستر كلاس"، في الموسيقى التصويرية، أشرف على تأطيرها مجموعة من السينمائيين من أكاديمية الأوسكار في الولاياتالمتحدة الأميركية، استفاد منها عدد من السينمائيين المغاربة، وكذا بعض شباب المنطقة. وتوزعت دروس هذا البرنامج، بين التعريف بالموسيقى التصويرية، وكذا شروط تحضيرها، بالإضافة إلى التعريف بأنواع هذه الموسيقى، حسب طبيعة المدارس الموسيقية التي تنتمي إليها، مع إبراز البعد الجمالي والجوانب التقنية لموسيقى الأفلام، مع التركيز على فن وثقافة الإبداع الموسيقي في مجالي السينما والتلفزيون. وعرف البرنامج العام لهذه الدورة أيضا، إقامة ورشات في كتابة السيناريو، بإشراف من الفنان بوشعيب الطالعي، أستاذ المسرح بمعهد التكوين المسرحي في الدارالبيضاء، همت وضع تصور عام لكتابة السيناريو، في أفق صياغة سيناريو أول فيلم مغربي باللهجة الحسانية، ينتظر أن يكون جاهزا في الدورة المقبلة، فضلا عن عقد جلسة للنقاش حول الصندوق الإفريقي للسينما، نشطته سعاد حسين، المسؤولة عن المشاريع السينمائية بالمنظمة الدولية للفرانكوفونية. كما دعا ضيوف الملتقى على هامش فعاليات المهرجان إلى زيارة معرض "الذوق والتذوق"، الموجه للتعريف ببعض الأطباق التقليدية المحضرة بمنتوجات محلية، بهدف تثمين بعض الجوانب غير المعروفة كثيرا من التراث المحلي. من جهة أخرى، أبرز المخرج الموريتاني، عبد الرحمان سيساكو، أنه أعجب بالمناطق الجنوبية للمملكة، ما دفع به إلى الإعلان رسميا في لقاء صحفي أقامته إدارة المهرجان، عن اختياره الأقاليم الجنوبية للمملكة، لتصوير فيلمه السينمائي الجديد، المقرر أن يشرع فيه، خلال الأشهر المقبلة. وأشار سيساكو، إلى أن إعجابه بالسينمائيين المغاربة، قاده إلى اختيار بطل فيلمه من بين الفنانين المغاربة، وهو الفنان رشيد الوالي، الذي سيجسد الدور الرئيسي لعمله الجديد. من جهته، قال المخرج المصري، سعد الهنداوي، صاحب فيلم "السفاح"، الذي عرض ضمن فعاليات المهرجان، إنه بصدد كتابة سيناريو فيلم سينمائي جديد، من المنتظر أن تصور مجموعة من مشاهده في المغرب من ضمنها الأقاليم الجنوبية للمملكة. وساهم هذا الملتقى حسب، شرف الدين زين العابدين، مدير الملتقى، إلى توفير فضاء لتبادل التجارب في المجال الثقافي والفني والاجتماعي بين المشاركين الأجانب وأبناء الأقاليم الجنوبية، كما مكن الزوار من اكتشاف الدينامية التنموية، التي تشهدها الأقاليم الجنوبية. وعرض ضمن المهرجان 21 فيلما سينمائيا من 12 دولة، من بينها 5 أفلام مغربية، وهي "الدار الكبيرة" للطيف لحلو، و"أولاد البلاد" لمحمد إسماعيل، و"المنسيون" لحسن بنجلون، و"موسم المشاوشة" لمحمد عهد بنسودة، و"البراق" لمحمد مفتكر. وكانت هذه الدورة كرمت الفنان المغربي يونس ميكري، والمخرج الموريتاني عبد الرحمان سيساكو، والفنان المصري هاني سلامة، إلى جانب كل من جون ديبي، ومايكل دانا، وهومي مان، وبول فيرغيسون، أعضاء أكاديمية "الأوسكار" الأميركية، فضلا عن الممثلة المصرية سمية الخشاب. تجدر الإشارة إلى أن الملتقى الدولي للسينما في الداخلة، ينظم بشراكة مع ولاية جهة وادي الذهب لكويرة، وبدعم من وكالة تنمية أقاليم الجنوب، ووزارة الاتصال، والمركز السينمائي المغربي.