ويعطي انطلاقة أشغال إحداث المحطة الصناعية المندمجة للنواصرويطلع على مشروع إنجاز منتزه صناعة الطيران دشن جلالة الملك محمد السادس، أول أمس السبت ببوسكورة، المصنع النموذجي «إنماء»، الذي يعد أحد المشاريع المنجزة في إطار الميثاق الوطني للإقلاع الصناعي، بغلاف مالي بقيمة 20 مليون درهم. وبعد إزاحة الستار عن اللوحة التذكارية وقطع الشريط الرمزي، قام جلالة الملك بجولة داخل المصنع الجديد الذي يتضمن ثلاث قاعات للعرض ومكتب للخبراء وفضاء للمراقبة وآخر للآلات فضلا عن منطقتين مخصصتين للتجميع واللوجستيك. ويهدف برنامج «إنماء» الذي يعد مبادرة فريدة على الصعيد العالمي في مجال مفهوم «المصنع النموذجي» الذي يروم التتبع الميداني للتحولات العملية التي تعيشها المقاولات، إلى تعزيز وتقوية تموقع 100 من المقاولات الصغرى والمتوسطة المغربية في المعدل سنويا، على مستوى التنافسية والجودة العملية (لين منادجمنت). وسيمكن هذا البرنامج، من خلال استهدافه للمقاولات التي تضطلع بدور القاطرة على مستوى النسيج الصناعي، من تحقيق تأثيرات ماكرو اقتصادية إيجابية تناهز 5ر1 في المائة من الناتج الداخلي الخام الوطني خلال الثلاث أو الأربع سنوات المقبلة. كما سيمكن من تعزيز جاذبية ومصداقية المغرب بالنسبة للاستثمارات الأجنبية المباشرة، بإحداث مصنع نموذجي مخصص للمناولين. ويأتي هذا المشروع لتكملة الإجراءات التي تم وضعها طبقا لأهداف الميثاق الوطني للإقلاع الصناعي من أجل تقوية النسيج الصناعي، والتي تشمل بالخصوص برنامجي «مساندة» و»امتياز» وكذا الصناديق العمومية والخاصة الموجهة لتمويل المقاولات الصغرى والمتوسطة، والتي رصدت لها اعتمادات تفوق 800 مليون درهم. ويتمثل الطموح في الرفع من تنافسية المقاولات المستفيدة بنسبة 25 في المائة، والتمكن من تخفيض مهم في التكاليف (ناقص 20 في المائة) وكذا تقليص مدة الإنتاج بنسبة 50 في المائة. وسيتم تنفيذ مبادرة «إنماء»، التي تم إطلاقها سنتان بعد توقيع الميثاق الوطني للإقلاع الصناعي (2015-2009)، اعتمادا على مفهوم وتصور مبتكر ل»المصنع النموذجي»، بغية نشر مبادئ التجربة العملية لدى مسؤولين مؤهلين يتم اختيارهم من طرف المقاولات المستفيدة. وسيسهر خبراء «إنماء»، بهذه المقاولات المستفيدة، على تتبع تنفيذ المبادئ التي تم اكتسابها داخل المصنع النموذجي على يد الخبراء المؤهلين، وفق مناهج تتميز بالفعالية بهدف تسوية الإشكاليات العملية الرئيسية. وستتطلب هذه المبادرة الرائدة على مستوى إفريقيا والشرق الأوسط والتي تعد ثمرة شراكة بين القطاع العام والخاص مساهمة بسيطة من المقاولات المستفيدة مقارنة مع الأرباح التي يمكن تحقيقها وخاصة عبر برنامج «مساندة» الموجه للمقاولات الصغرى والمتوسطة. وأظهرت التجارب السابقة أن المقاولات التي اعتمدت برامج للجودة العملية (لين منادجمنت)، قد تمكنت من تحسين إنتاجيتها بمعدل يتراوح ما بين 25 إلى 30 في المائة، مع إمكانية الرفع من هذه النسبة إلى 60 في المائة. وقد أكدت هذه الأرقام النتائج التي حققتها سبع مقاولات صناعية استفادت من برنامج «إنماء» خلال مرحلته التجريبية ّ. وكانت وزارة التجارة والصناعة والتكنولوجيات الحديثة قد أطلقت برنامج «إنماء» بشراكة مع كل من الوكالة الوطنية للنهوض بالمقاولة الصغرى والمتوسطة والمكتب الشريف للفوسفاط وثلاثة أبناك مغربية ومكتب الدراسات ماكينزي». وكان جلالة الملك محمد السادس، قد أعطى يوم الجمعة الماضية، انطلاقة أشغال تهيئة المحطة الصناعية المندمجة للنواصر «ميد بارك»، باستثمارات إجمالية تبلغ 743 مليون درهم. ويندرج هذا المشروع، الذي سيمكن، بعد إنجازه، من استقطاب استثمارات صناعية بقيمة أربعة ملايير درهم، في إطار تنفيذ مقتضيات الميثاق الوطني للإقلاع الصناعي، الذي يرمي إلى تطوير وتسويق عرض تنافسي يستجيب لحاجيات المستثمرين المغاربة والأجانب. ويهدف المشروع إلى تطوير محطة صناعية من الجيل الجديد تتخصص في مجال صناعة الطيران والدفاع والأمن والإلكترونيك والمواد المركبة واللوجيستيك الصناعي وعدة أنشطة أخرى مرتبطة بها. وستتم تهيئة المحطة الصناعية المندمجة وفق تصور حديث يمكن من استقطاب وإحداث سريع لشركات صناعية تتوخى ضمان التنافسية على مستوى الجودة والتكلفة، عبر تمكينها من مجموعة من الأنشطة المشتركة (مركز للأعمال، شباك وحيد لاستقبال المستثمرين وخدمات جماعية ولوجيتسكية متبادلة). كما تتضمن ورشات قابلة للتشغيل من أجل توفير مواقع للاستقرار المؤقت للشركات والمصانع تستجيب لحاجيات المستثمرين. وسيتم إنجاز أشغال تهيئة المحطة الصناعية المندمجة «ميد بارك»، التي تمتد على مساحة 125 هكتار، على شطرين، يشمل الشطر الأول مساحة 63 هكتار وتنتهي الأشغال به في الفصل الأخير من 2012، في حين يمتد الشطر الثاني، الذي تنطلق الأشغال به في الفصل الأول من سنة 2015 وتنتهي في الفصل الأخير من سنة 2016، على مساحة 62 هكتار. وتراهن المحطة الجديدة، التي ستستفيد من وضعية المنطقة الحرة، على استقبال 300 مقاولة وكذا خلق 15000 منصب شغل مباشر. وبهذه المناسبة، اطلع جلالة الملك على مشروع إنجاز منتزه صناعة الطيران بالنواصر، الذي ستتم تهيئته على مساحة 15 هكتار بتكلفة مالية تبلغ 30 مليون درهم. وباعتباره متنفسا ترفيهيا، سيتضمن هذا الفضاء، الذي سيتم إنجازه بمحاذاة المحطة الصناعية المندمجة للنواصر «ميد بارك»، مركزا رئيسيا وتجهيزات اجتماعية ورياضية (مراكز متعددة الخدمات، فضاءات لألعاب الأطفال، ملعب رياضي، مسبح وفضاء للعروض)، وممرات للمشي والتنزه ومرافق تجارية وخدماتية. وسيتم إنجاز المشروع في إطار شراكة بين وزارة الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة ووزارة الشباب والرياضة والمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر والأملاك المخزنية وجماعة النواصر. إثر ذلك، أشرف جلالة الملك محمد السادس، على تدشين معهد التكوين في مهن صناعة الطيران، تم إنجازه باعتمادات إجمالية تبلغ 5ر113 مليون درهم. ويتوخى هذا المعهد، الذي تمت برمجته في إطار الميثاق الوطني للإقلاع الصناعي، تمكين العاملين في صناعة الطيران والفضاء، من عمال وتقنيين وأطر وسيطة، من تكوينات قبل التشغيل وبعده، وكذا من دروس لاستكمال التكوين وتطوير المهارات بهدف الاستجابة لحاجيات ومتطلبات المقاولات. كما سيوفر المعهد تكوينات أخرى مرتبطة بمهن صناعة الطيران، من قبيل المشتريات والجودة واللوجيستيك والهندسة والتدبير والتسيير الصناعي. ويضم هذا المعهد، الذي تم تشييده على مساحة إجمالية تبلغ 21500 متر مربع، بناية رئيسية (1450 متر مربع) ومحترفات للأشغال التطبيقية (2320 متر مربع) وجناحا إداريا (475 متر مربع) وداخلية ومطعما (1690 متر مربع). وستمكن المؤسسة الجديدة من تكوين 300 متدرب خلال سنة 2011، و450 متدرب خلال 2012، في أفق بلوغ سقف 800 متدرب سنويا بعد إتمام بنائها. ويعد إنجاز معهد التكوين في مهن صناعة الطيران، ثمرة شراكة بين وزارات التشغيل والتكوين المهني، والصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة، والاقتصاد والمالية، وتجمع الصناعات المغربية في مجال الطيران والفضاء، والاتحاد الفرنسي لصناعات ومهن التعدين،والوكالة الفرنسية للتنمية. ويأتي تشييد المؤسسة الجديدة في إطار برنامج واسع للتكوين رصد له غلاف مالي بقيمة 510 مليون درهم، يروم مواكبة الجهود المبذولة والاستثمارات المتعلقة بالمهن الدولية بالمغرب. وإلى جانب المعهد الجديد يشمل البرنامج إنجاز أربعة معاهد مماثلة متخصصة في صناعة السيارات ومعهدا خاصا بصناعة النسيج والألبسة.