يحتفل المنتظم الدولي في 20 غشت من كل سنة باليوم العالمي للسكان الأصليين، والذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة. والهدف من الاحتفال بهذا اليوم هو تعميق التعاون الدولي لإيجاد الحلول للمشاكل التي يعاني منها السكان الأصليين في ميادين عديدة أبرزها حقوق الإنسان. كما تستهدف هذه المناسبة الأممية تحسيس وتوعية سكان العالم بالحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية للسكان الأصليين في مختلف قارات العالم . فالساكنة الأصلية تمتلك تنوعا ثقافيا ولغوية تتقاسم جزءا من حضارتها مع باقي الشعوب. وهي لازالت والى يومنا هذا صامدة في وجه "كوفيد 19 ".لذلك اختارت هيئة الأممالمتحدة لهذه السنة الشعار التالي: "كوفيد 19" وصمود السكان الأصليين. إن مصطلح السكان الأصليين ظهر بالتحديد مع الاكتشافات الجغرافية في القرن 15م والتي تزعمتها اسبانيا والبرتغال. هذه الرحلات البحرية تسببت في تغيير السلالات الأصلية وشعوب القارة الأمريكية الذين تم تهجيرهم في ظروف لا إنسانية، والتنكيل بهم وإبادتهم واستغلال خيرات أراضيهم. يقدر عدد السكان الأصليين، حسب تقديرات الأممالمتحدة، بحوالي 370 مليون نسمة، يعيشون في مخيمات في 90 بلدا، ويرفض معظمهم الاندماج في الحضارة الحديثة. إن السكان الأصليين ينتمون إلى ديانات وثقافات مختلفة. لهم عادات متجذرة، وموغلة في القدم. يتحدثون حوالي 700لغة. ورغم ذلك، فالساكنة الأصلية في مختلف قارات العالم لازالت تتعرض للعنف والعنصرية والإقصاء الاجتماعي والإهمال، ناهيك عن غياب حرية إبداء الرأي، والانخراط في الحياة السياسية .كما أنها لا تستفيد من أبسط الخدمات كالصحة والتعليم والشغل والتنمية البشرية كما هو الحال في بوليفيا وأمريكا الشمالية وأوغندا وبورما وكينيا. ففي الفليبين مثلا، وبالضبط بجزيرة مينداناو، يتعرض السكان الأصليون لعمليات قتل ممنهجة دون متابعات قضائية..وفي كندا، تم قتل عديدة من النساء والفتيات من السكان الأصليين خلال العقود الأخيرة. وفي فلسطين، لازال السكان يتعرضون لأبشع عمليات التهجير الممنهج والتنكيل والتعذيب من هدم للمنازل واستيلاء على القرى الفلسطينية وضمها إلى المستوطنات ناهيك عن حملات التطهير العرقي في تحد سافر لقرارات الأممالمتحدة. إن الاحتفال باليوم العالمي للسكان الأصليين فرصة للكشف عن مآسي وجرائم ترتكب في حق الساكنة الأصلية، في وقت يتشدق فيه كثيرون بالقيم الإنسانية وحقوق الإنسان والمبادئ وقوانين العدالة الدولية. خليل البخاري