أكد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، خلال لقائه بممثلي ثماني شبيبات حزبية ممثلة بمجلس النواب، على أن التحضير للاستحقاقات القادمة ليس مسألة تقنية، بل هي مسألة معقدة، تتقاذفها العديد من التحديات، أبرزها البحث عن صيغ مبتكرة لإعادة الثقة للعمل السياسي وللأحزاب السياسية، وجعل المواطنين، وأساسا الشباب، يستعيدون الأمل ويترجمونه عبر المشاركة السياسية والنزول للتصويت، مؤكدا على أن حزب التقدم والاشتراكية، رفقة أحزاب من المعارضة، يعمل من أجل تقديم مذكرة مشتركة تتضمن تصورا شاملا ومتكاملا لتخطي الإشكاليات المطروحة، وأساسا أزمة الثقة، وجعل الاستحقاقات القادمة محطة تكرس دولة المؤسسات. تأكيدات الأمين العام لحزب الكتاب جاءت، خلال استقباله، مساء أول أمس الاثنين، بالمقر المركزي للحزب بالرباط، ممثلي ثماني شبيبات حزبية ممثلة بمجلس النواب. يتعلق الأمر بالشبيبة الاشتراكية، وشبيبة الاتحاد الاشتراكي، وشبيبة الأصالة والمعاصرة، والشبيبة الاستقلالية، وشبيبة الحركة الشعبية، وشبيبة الاتحاد الدستوري، وشبيبة العدالة والتنمية، فضلا عن شبيبة التجمع الوطني للأحرار. هذه الشبيبات الحزبية أحدثت ائتلافا من أجل إعداد مذكرة تتضمن مختلف المقترحات بشأن توسيع التمثيلية السياسية للشباب على كافة مستويات المؤسسات المنتخبة، وذلك انطلاقا من الجماعات الترابية، وصولا إلى المؤسسة التشريعية بغرفتيها، حيث أطلقت في هذا الصدد حملة ترافعية اتجاه الأحزاب السياسية بغرض أن تضمن في المذكرات الخاصة بالتحضير للاستحقاقات القادمة والتي ينتظر أن ترفعها لوزارة الداخلية، تصورا يأخذ بعين الاعتبار حضور فئة الشباب في المشهد السياسي، يكرس من جهة مكسب اللائحة الوطنية، ومن جهة أخرى يحمل مقترح تأهيلها بشكل يمكن الطاقات الشبابية، إناثا وذكورا، من الوصول إلى المجالس المنتخبة المحلية، والإقليمية، والجهوية. وقال نبيل بنعبد الله، في تفاعله مع مقترحات ممثلي الشبيبات الحزبية، "إن التفكير جار في كيفية تدارك أزمة الثقة، وإطلاق تعامل جديد مع الفضاء السياسي الذي بات يخضع لآليات جديدة، حيث بات التعبير عن الآراء السياسية والمواقف يتم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وكثير من الشباب يكيل للأحزاب السياسية عديد اتهامات، ولا يتداول بشأنها إلا تلك الصور النمطية البشعة، مؤكدا أن الاستجابة للطموحات والحاجيات الجديدة التي أصبح يطرحها الشباب باتت تفرض تعاملا جديدا مع الفضاء الحزبي، وتوسيع إشراك هذه الفئة في العملية السياسية". وأشار بنعبد الله، بشأن اللائحة الوطنية، سواء الخاصة بالشباب أو النساء، أن التفكير جار لوضع هندسة جديدة لها، على أساسا أن يتم توسيع هذه اللائحة لتضم الأطر من ذوي الكفاءة الموجودة داخل الأحزاب، والتي لا تتوفر على حظوظ النجاح في الاستحقاقات التي يحكمها العديد من الاعتبارات، وكذا بحث كيفية تنزيل تمثيلية أفراد الجالية المغربية بالخارج، كما يتم البحث عن السبل الكفيلة لترتيب أفضل لهذه اللائحة الوطنية بما يجعلها إحدى آليات التمييز الإيجابي والتي تمكن الطاقات الفكرية والقوة الاقتراحية من المشاركة وتقديم قيمة مضافة للعمل التمثيلي داخل المؤسسات المنتخبة. وأكد الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية على أنه، بعيدا عن الصور النمطية التي يتم ترويجها بشأن اللائحة الوطنية، فإن هذه الآلية هي التي مكنت من تواجد الشباب والنساء داخل المؤسسة التشريعية، والذين أظهرت الممارسة البرلمانية أهمية تواجدهم داخل هذه المؤسسة، قائلا "للأسف لا تظهر بالشكل الكافي، للعموم، القيمة المضافة للمساهمات التي يقدمها البرلمانيون الشباب والبرلمانيات النساء، سواء خلال النقاشات داخل اللجان النيابية، أو خلال طرح قضايا مفصلية في اللقاءات التي تتم مع المسؤولين الحكوميين، بل ولا تظهر قوتهم الاقتراحية". وخلال طرح الشبيبات الحزبية لمقترحاتها، نبه يونس سراج، الكاتب الوطني للشبيبة الاشتراكية، إلى بعض النواقص التي تحول دون حضور الشباب بشكل أفضل في المشهد السياسي، من بينها غياب تشجيع الأحزاب للشباب لتبوء مراتب متقدمة من الترشح، وعدم تواجد هذه الفئة بالشكل الكافي في الجماعات الترابية، فضلا عن غياب ميزانية خاصة بالتنظيمات الشبابية الحزبية. وأشار سراج إلى أن الشبيبات الحزبية تقترح، في هذا الصدد، إحداث آليات جديدة لدعم التمثيلية السياسية للشباب، كإحداث صندوق دعم الشباب، على غرار الصندوق الخاص بدعم تمثيلية النساء، وتمكين التنظيمات الشبابية الحزبية من الاستقلال المالي. من جانبها، اعتبرت نجوى كوكوس، رئيسة شبيبة حزب الأصالة والمعاصرة، أن الشبيبات تصر على المشاركة في النقاشات الجارية بخصوص التقعيد للاستحقاقات المقبلة، خاصة ما يتعلق بالقوانين الانتخابية، مبرزة أن اللقاء بالقيادات الحزبية يهدف أساسا إلى الترافع من أجل حملها على التفاعل مع خطابات جلالة الملك محمد السادس التي مافتئت تؤكد على تجديد النخب وإشراك الشباب. من جهته، أكد عبد الله الصباري، الكاتب الوطني للشبيبة الاتحادية أن هذه اللقاءات مع القيادات الحزبية ترمي الترافع من أجل ترصيد المكتسبات، والبحث عن صيغ لتعزيز التمثيلية والتمكين السياسي للشباب، وتجاوز مأزق العزوف السياسي الذي يبقى إشكالية تؤرق الطبقة السياسية. وشدد لحسن السعدي عن شبيبة التجمع الوطني للأحرار، على هاجس العزوف الذي يواجه التجربة الديمقراطية المغربية، مؤكدا على ضرورة أن ينصب مجهود القوى السياسة على الرفع من منسوب الثقة في العمل السياسي، مبرزا أن مذكرة الشببيات الحزبية التي يجري إعدادها، تسعى لتقديم مقترحات عملية في هذا الباب. أما سعيد مومني، عن شبيبة العدالة والتنمية، فأشار، من جانبه، إلى الصعوبات التي تحيط بمصالحة الشباب مع الفعل والعمل السياسي، مؤكدا أن العمل السياسي والبرلماني لم يعد مغر للشباب نتيجة حملات التشويه التي طالته، مشيرا إلى أن الإشراك السياسي للشباب ليس ترفا بل ضرورة ملحة وينبغي أن ينطلق ذلك من الجماعات الترابية المحلية، بحيث يصبح الشباب جزء من الحلول للإشكاليات التي تعرفها مناطقهم . وأكد عثمان الطرمونية، الكاتب العام للشبيبة الاستقلالية على ضرورة الحفاظ على مكسب اللائحة الوطنية للشباب، مقابل الدفع في اتجاه دعم توسيع تمثيلية الشباب في المجالس الترابية المحلية والمجالس الإقليمية والمجالس الجهوية والغرف المهنية، مشددا على أن إعادة ثقة الشباب في العملية السياسية رهين بتمكينه من الوصول إلى مراكز القرار، وليس الاقتصار على استعماله في الحملات الانتخابية للصياح وحشد المواطنات والمواطنين.