وأخيرا توجت طنجة بقصرها للثقافة والفنون بعدما تأخر حصولها على مركب ثقافي كما حظيت به مدن صغيرة وأقل منها في كل شيء منذ زمن طويل. قصر الفنون والثقافة، الذي يرتقب أن يرى النور ويتم الإعلان عن افتتاحه في قادم الأيام، يعد بحق معلمة هندسية رائعة، تشمل على مسرح كبير يسع لحولي 1400 مقعد، وقاعتين صغيرتين بطاقة استعابية لزهاء 200 كرسي لكل منهما، بالإضافة إلى أربعة أجنحة خاصة بالتكوين والتدريب في الفن المسرحي، والفن الموسيقي، وفن الرقص، والفنون التشكيلية – البصرية والرقمية، وفضاء متعدد الاختصاصات للأطفال ورواق للمعارض الفنية، وفضاءات قد تتسع لممارسات أخرى… مشروع ضخم وهام اختير لقيادة إدارته الدكتور رشيد أمحجور الذي راكم تجربة غنية داخل البلاد وخارجها، والتي تجمع بين التسيير والتدبير الإداري، والبحث والإبداع في المجالات الثقافية والفنية، فالرجل أستاذ سابق بالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بالرباط، ومدير الدراسات ونائب مدير ثم أستاذ في المعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان. شغل الدكتور أمحجور منصب مندوب وزارة الثقافة بتطوان ثم بطنجة، وعين مديرا لمركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية بأصيلا ولمهرجان أصيلة الدولي، كما تحمل إدارة رواق الفن المعاصر محمد الدريسي…، سبق له وأن نظم العديد من دورات مهرجان طنجة بلا حدود، ثم بعده مهرجان طنجة لفنون العرائس والدمى والأدائيات… كما للدكتور رشيد أمحجور، ابن طنجة، مساهمات ودراسات عديدة في المجال المسرحي والفنون الدرامية والبصرية، وأعمال مسرحية قام بكتابتها وإخراجها، فضلا عن إشرافه على تكوينات لفائدة الشباب في مختلف أنحاء البلاد بالإضافة إلى مشاركاته العربية والدولية العديدة والنوعية في مجموعة من المنتديات والمهرجانات المسرحية والمؤتمرات العلمية والفكرية في مجال النقد والتنظير المسرحي والفني… لهذه التراكمات ولتجارب أخرى لا يسع المجال هنا لذكرها برمتها، يتفق الجميع على أن الدكتور رشيد أمحجور كان دائما الرجل المناسب في المكان المناسب، ويرى أهل الثقافة والفن بطنجة وعموم المغرب بأنه سيعطي دفعة قوية للممارسة الثقافية في طنجة والجهة برمتها من خلال قصر الفنون والثقافة، خاصة وأن لطنجة وجهتها من الفنون التراثية والحداثية، ما يمكن معه أن يبعث على الافتخار به في فضاء كقصر الفنون، ولما عرف به كمهندس وخبير ثقافي ذي كفاءات عالية.. هذا المشروع، الذي يعد فضاء فنيا ضخما يقدم إضافة هامة للمشهد الثقافي والفني في عاصمة البوغاز، خاصة، والمغرب بصفة عامة، يضم عددا من المرافق، منها مسرح كبير وبجانبه قاعتان صغيرتان للعروض وقاعات للتكوين وأخرى للرقص، كما يضم القصر ورشات تكوينية واستوديو تسجيل، ومرافق أخرى من شأنها أن تلبي الحاجيات الثقافية المتزايدة بالمدينة. هذا، وانطلقت أشغال إنجاز هذه المعلمة الثقافية الأولى من نوعها بجهة الشمال، سنة 2017 على مساحة تبلغ 24000 متر مربع، بمحاداة شاطئ مالاباطا بطنجة، وبميزانية بلغت حوالي 210 مليون درهما، وذلك في إطار المشاريع الملكية الكبرى التي تهدف للارتقاء الثقافي بالجهة، وتعزيز جاذبية المنطقة، وقدرتها التنافسية على جذب السياح. وستعمل هذه المؤسسة المعلمة على تشجيع جميع أشكال التعبيرات الإبداعية سواء تلك التي تتناغم مع التراث العتيق لمدينة طنجة والجهة الشمالية، أو تلك التي تواكب النمط العصري بكل أساليبه وأجناسه العديدة والمتنوعة. بطاقة تقنية مسرح القاعة الرئيسية 1400 مقعد مقاسات الخشبة 20/13م ارتفاع عشرة أمتار ارتفاع داخلي 18 متر كشافات الإضاءة 140 بروجيكتور من مختلف الأنواع والأحجام أجهزة الصوت من نوع L'ACOUSTIC بروجيكتور فيديو ليزر 12000 لومانس 8 غرف الممثلين مطعم كبير قاعات للمكتبة قاعتان للمسرح مجهزتين بالإضاءة والصوت بسعة 200 مقعد 4 قاعات متعددة الاستعمالات قاعة للتمارين قاعة الحكاية قاعات للموسيقى قاعات للرقص قاعة المعارض بهو بعلو 20 متر مدخل فخم مصمم وفق الهندسة العربية الأندلسية