المرشحون لخلافة بن لادن مع مقتل أسامة بن لادن، صارت كل الاحتمالات مفتوحة الآن. لكن لا أحد يفترض أن القاعدة قُبرت مع زعيمها، والسؤال الآن هو: من سيقودها؟... ثلاثة مرشحين لهذا المقام تبعًا لما اتفقت عليه بعض الصحف البريطانية أول أمس الاثنين وهم كالآتي: أيمن الظواهري.. الرجل الثاني في التنظيم هذا الطبيب الجراح المصري هو المرشح الأول للخلافة الفورية، إذ ظل اليد اليمنى لبن لادن، وقائم مقامه والناطق باسمه. بدأ نشاطه في القاعدة منذ إنشائها، ويُعتبر، في الغرب على الأقل، »العقل المدبّر» لأكبر هجوم إرهابي في العصر الحديث في 11 سبتمبر 2001 على الولاياتالمتحدة. بعد اختفاء بن لادن في أعقاب هذا الهجوم، صار الظواهري »وجه القاعدة ولسانها»، المألوف للعالم، عبر شرائط الفيديو، التي كان يوجه منها التهديد والوعيد إلى الولاياتالمتحدة وحلفائها. وقد رفعت الحكومة الأميركية مكافأتها لمن يدلي بمعلومات تؤدّي إلى القبض عليه من 5 ملايين دولار إلى 25 مليون دولار. تبعًا للموسوعة الحرة »ويكيبيديا»، فقد ولد هذا الرجل في مدينة كفر الدوار، في محافظة البحيرة، في 19 يونيو 1951 في عائلة ذات مقام رفيع. فوالده، محمد ربيع الظواهري، من أشهر أطباء الأمراض الجلدية، وكان جده الشيخ محمد الظواهري أحد شيوخ الأزهر وشيخًا للظواهرية. في عام 1979، انضم الظواهري إلى منظمة الجهاد الإسلامي، وانتظم فيها، إلى أن صار من المسؤولين عن تجنيد الدماء الجديدة في صفوفها، ثم زعيمها. وحينما اغتال خالد الإسلامبولي الرئيس أنور السادات، نظمت الحكومة المصرية حملة اعتقالات واسعة، وكان الظواهري من ضمن المعتقلين. إلا أنها لم تجد له علاقة مباشرة بحادثة الاغتيال، لكنها أودعته السجن بتهمة حيازة أسلحة بدون ترخيص. وبعدما أفرج عنه في 1985 توجه إلى المملكة العربية السعودية، ليعمل في أحد مستشفياتها، على أنه لم يستمر في عمله هذا طويلاً، فسافر إلى باكستان، ومنها إلى أفغانستان، حيث التقى ببن لادن. وأقام هنا إلى أوائل التسعينات مقاتلاً السوفيات، وسط صفوف المجاهدين. ثم غادرها إلى السودان، قبل أن يعود إليها مجددًا، بعدما سيطرت طالبان عليها في النصف الثاني من التسعينات. سيف العدل.. العقل المدبر للقاعدة يُتهم سيف العدل بتدبيره الهجومين الانتحاريين الكبيرين على السفارتين الأميركيتين في كينيا وتنزانيا في العام 1998. هو عقيد سابق في القوات الخاصة في الجيش المصري، ويعتقد أنه يترأس اللجنة العسكرية في القاعدة، إضافة إلى تمتعه بعضوية مجلس الشورى التابع لها. وقالت تقارير إنه المسؤول عن تدريب مجندي القاعدة على كيفية صنع المتفجرات واستخدامها، وإنه أقام معسكرا لهذا الغرض في رأس كمبوني على الأراضي الصومالية قرب الحدود مع كينيا. في هذا الصدد، يقال أيضًا إنه يتولى تدريب جماعة الجهاد الإسلامي المصرية وعناصر القاعدة في عدد من الدول، منها أفغانستانوباكستان. تتضارب المعلومات عن موقفه من هجمات 9/11. فقيل إنه عارضها - مع آخرين، منهم سعيد المصري ومحفوظ ولد الوليد - قبل شهرين من تنفيذها. وقيل، في الجهة المقابلة، إنه أشرف بنفسه على تدريب بعض منفذي هذه الهجمات. وتقول أنباء الآن إنه غادر أفغانستان منذ زمن، واستقر في إيران. لكن اسمه يظل بين الأبرز في قائمة أكبر المطلوبين للعدالة لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي «إف بي آي» منذ أحداث 9/11. سليمان جاسم بوغيث. .الناطق الرسمي باسم التنظيم كويتي ولد في عام 1965، ويُعتبر ناطقًا رسميًا باسم القاعدة، إذ ظهر في عدد من أشرطة الفيديو، وسُمع صوته في التسجيلات الإذاعية، وهو يعلن مسؤولية التنظيم عن قسم من الهجمات الإرهابية. وكان بوغيث معلّمًا في الفقه والشريعة، وأحد رموز الإسلاميين. شد الانتباه بإدانته من منبر مسجده الغزو العراقي للكويت أولاً، ثم حكومتها وأسرتها المالكة، مطالبًا بإطاحتهما لمصلحة حكومة دينية تفرض الشريعة في البلاد. لهذا فقد حظرت عليه الإمامة والخطابة في مسجده، وسحبت منه جنسيته الكويتية. وفي 1994، غادر بوغيث الكويت متوجّهاً إلى البوسنة لمحاربة الصرب، وأمضى فيها فترة شهرين، قبل أن يعود إلى بلاده. وفي 2000 غادر الكويت إلى أفغانستان، حيث التقى أسامة بن لادن، وانخرط في صفوف القاعدة. وتبعًا للمصادر الغربية، فقد وظفته هذه الأخيرة مستغلة حداثة سنّه النسبية لتوسيع نطاق جاذبيتها وسط الشباب، بعيدًا عن مسنّيها المحافظين وشخصياتها ذات الأصوات المغالية في التطرف. وهو حاليًا في قائمة أكبر المطلوبين للعدالة الأميركية. ومثل سيف العدل، ثمة اعتقاد أنه يعيش الآن في إيران. وتبعًا لموسوعة »ويكيبيديا» ففي يوليوز2003، صرّح أحد الوزراء الكويتيين بأن الحكومة الإيرانية عرضت على الكويت تسليمه لها. لكن هذه الأخيرة رفضت هذا العرض بحجة إنه لا يتمتع لديها بحق المواطنة.