وعياً من برنامج مشارف بحاجة الممارسة السياسية في بلادنا إلى المعرفة الاجتماعية، وانطلاقا من اقتناع البرنامج باستحالة أن تقود الطبقة السياسية تطور الدولة والمجتمع بانفصال عن التفكير السوسيولوجي، سيحاول البرنامج مواكبة الحراك الذي يعيشه المغرب اليوم مع دينامية 20 فبراير وما تلاها من تحولات انخرطت فيها جميع مكونات المجتمع المغربي، بإعطاء الكلمة لعلماء الاجتماع في هذا النقاش العمومي من خلال حصة هذا الأسبوع، وأيضا في حلقات قادمة. أما أول ضيوف هذه الكوكبة من السوسيولوجيين المغاربة فسيكون الدكتور إدريس بنسعيد أستاذ علم الاجتماع بجامعة محمد الخامس بالرباط ليتحدث أولاً عن أهمية الوساطة السوسيولوجية التي لا يمكن للدولة والأحزاب الاستغناء عنها في تعاملهما مع التحولات الحالية، لأن تهميش المعرفة التي توفرها العلوم الإنسانية تفتح المجال مع الأسف للاعتماد الكلي على المقاربات الأمنية والسياسوية في المعالجة والتدبير. لذا، من أجل اقتراح أفق أوسع للتأمل في التحولات التي تعرفها بلادنا، يحل إدريس بنسعيد ضيفا على ياسين عدنان هذا الأسبوع لمناقشة موقع المغرب بين القوانين العامة ومقولة الاستثناء، ومن أجل التأمل في هذا التحول السريع والمفاجئ للشبيبة المغربية من وضعية العزوف والغياب عن المشهد السياسي إلى وضعية الفعل والنزول إلى الشارع، ولمساءلة الطريقة التي حول بها الشباب طاقتهم من المجتمع الافتراضي إلى المجتمع الواقعي في الوقت الذي ظلت فيه آليات التنشئة الاجتماعية من أسرة ومدرسة وتلفزيون وغيرها خارج اللعبة. موعدكم مع هذه الحلقة من مشارف مساء يوم غد الأربعاء 4 ماي على الساعة الحادية عشرة والنصف ليلاً على شاشة الأولى.