أكد خبراء علم المناعة في أحدث دراسة أجروها أن المرضى الذين سبق لهم الإصابة بنزلات البرد بسبب فايروسات تتعلق بكوفيد 19، تسمى "فيروس كورونا بيتا"، قد يكون لديهم مناعة أو يعانون من شكل أخف من المرض. وقال الخبراء إن المناعة ضد فايروس كورونا يمكن أن تستمر لمدة تصل إلى 17 عاما. ووجد الباحثون دليلا على أن بعض المناعة قد تكون موجودة لسنوات عديدة بسبب خلايا تائية تحمي الجسم من هجمات الفايروسات السابقة ذات التركيب الجيني المماثل، حتى بين الأشخاص الذين لم يتعرضوا لكوفيد19 أو السارس. والخلايا التائية هي نوع من خلايا الدم البيضاء وتشكل جزءا من خط الدفاع الثاني للجهاز المناعي ضد أي هجوم فايروسي، حيث تبدأ في الظهور بعد أسبوع تقريبا من الإصابة. ويعتقد الخبراء منذ فترة طويلة أنها توفر حماية دائمة للفيروسات لذلك يطلق عليها خلايا الذاكرة. وأجريت الدراسة على عينات دم أخذت من 24 مريضا تعافوا من كوفيد 19، و23 ممن أصيبوا بمرض السارس و18 لم يتعرضوا أبدا لأي من السارس أو كوفيد 19. ووفقا للباحثين، فإن نصف المشاركين الذين لم يتعرضوا لأي من السارس أو كوفيد 19، يمتلكون خلايا تائية أظهرت استجابة مناعية لفايروسات كورونا بيتا الحيوانية. وهذا يعني أن مناعة المرضى تم تطويرها بعد التعرض لنزلات البرد الشائعة الناجمة عن فايروسات كورونا. وتأتي هذه النتائج بعد أن وجد خبراء من معهد لاغولا لعلم المناعة في كاليفورنيا الشهر الماضي، نتائج مماثلة، تقول إن الذين أصيبوا بنزلات برد من قبل لديهم خلايا يمكنها مهاجمة فايروس كورونا. وقدم عالم المناعة، الأستاذ أنطونيو بيرتوليتي وزملاؤه من كلية الطب "ديك نيس" في سنغافورة، بعض النتائج حول الدور المحتمل للخلايا التائية في محاربة كوفيد 19. وقال الخبراء إن المرضى الذين تعافوا من فايروس الرئة القاتل، السارس، في عام 2003 أظهروا استجابات مناعية للبروتينات الرئيسية الموجودة في كوفيد 19. وأضافوا أن هذه النتائج تظهر أن الخلايا التائية، المتعلقة بالذاكرة الخاصة بالفايروس الناجم عن عدوى فايروس كورونا بيتا، طويلة الأمد، ما يدعم فكرة أن مرضى كوفيد 19 سيطورون مناعة طويلة الأمد للخلايا التائية. وأشاروا إلى أن النتائج التي توصلوا إليها تثير أيضا إمكانية مثيرة للفضول، بأن الإصابة بالفايروسات ذات الصلة يمكن أيضا أن تحمي أو تعدل الأمراض التي يسببها سارس كوفيد 2، سلالة فايروس كورونا الذي يسبب مرض كوفيد 19.