القاص والباحث المغربي عبد الكريم عباسي: بناء الشخصية رهين بالقراءة والمطالعة المنتظمة تشتمل هذه السلسلة على حوارات مع مبدعات ومبدعين من مشارب مختلفة، تختلف اهتمامتهم واتجاهاتهم الإبداعية، لكنهم يلتقون حول نقطة بعينها، ألا وهي الصدق في العطاء الفني والطموح إلى التجديد. في هذه الأيام المطبوعة بالوباء وبإكراهات الحجر الصحي، فتحوا لبيان اليوم صدورهم وتحدثوا لنا عن تجاربهم الإبداعية، عن معاناتهم، وعن أحلامهم وطموحاتهم. من هو عبد الكريم عباسي؟ عبد الكريم عباسي قاص وباحث باللغتين العربية و الأمازيغية، من مواليد مدينة القصيبة سنة 1965، أستاذ مكون بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بمدينة خريبكة، من إصداراتي " المصيدة – السوق اليومي و هو ترجمة ل للقاص و الكاتب هشام حراك agadazawassan، ثلاث مجموعات قصصية مصورة للأطفال موجهة للمؤسسات التعليمية بحرف تيفيناغ صدرت في أواخر 2015 ، مجموعة قصصية بالأمازيغية: " عداد وشوترير" – مملكة النحل – "الصياد والحيوانات" – – رواية "ملاذ الوهم والتيه" – كنز الغابة و هي أيضا حكاية مصورة للأطفال باللغتين العربية والأمازيغية بدعم من وزارة الثقافة – رواية "رياح المتوسط" إلى جانب كتاب جماعي " الصورة وتطوير منظومة القيم " حاز على مجموعة من الجوائز منها الجائزة الجهوية في المجالين العلمي والتقني لجهة الشاوية و رديغة من خلال إنتاج برنام لتعليم اللغة الأمازيغية: سلمتله من طرف الأكاديمية الجهوية للشاوية-ورديغة سابقا سنتي 2008 و 2009 و جائزة الاستحقاق الوطني لأطر التربية والتكوين سنة 2010 و الجائزة الوطنية للثقافة الأمازيغية عن سنة 2010. ما هي المهنة التي كنت ترغب فيها غير التي تمارسها الآن؟ هناك عشرات المهن التي كنت أطمح إليها لكن أهمها هي مهنة الترجمة الفورية كوظيفة على مستوى عالي وهذا يقتضي التمكن من اللغات الأجنبية خاصة الإنجليزية. ما هو أجمل حدث ظل موشوما في ذاكرتك؟ أجمل حدث عشته في مساري الأدبي هو توقيع روايتي الأخيرة "رياح المتوسط" في مسقط رأسي بلدة القصيبة، هذه الرواية التي استطاعت أن تجمع كل الأطياف وتحظى بدعم المجلس الجماعي للقصيبة. ما هو أسوأ موقف تعرضت له في مسارك الابداعي؟ أسوأ حدث وقع لي في مساري الإبداعي هو ضياع مؤلفاتي في إحدى المكتبات بالدار البيضاء، مات صاحبها وأغلقت المكتبة، وعندما تفقدتها وجدت فيها أناسا عمالا يعيدون تهيئة البناية من جديد، وعندما سألت قيل لي أن المكتبة بيعت لشخص آخر، عوضك على الله. ونفس الأمر في مدينة ابن سليمان، عندما ذهبت لتفقد كتبي قيل لي أننا لا نعرفك وأن من تسلم منك الكتب يوجد رهن الاعتقال بالسجن. ونفس الأمر وقع بمدينة القصيبة عندما ذهبت لتفقد الكتب قيل لي أن المكتبة بيعت لشخص آخر ولا وجود لكتبك فيها. وقعت هذه الامور وأنا أتوفر على تواصيل التسلم، فعلا.. العوض على الله. ما هي طموحاتك مستقبلا؟ ما كنت أطمح إليه وما أزال هو ترجمة مؤلفاتي إلى لغات أخرى، لأضمن لها انتشارا وتعريفا وقراء أكثر عبر العالم. كلمتك لشباب اليوم؟ نصيحتي لشباب اليوم هو مصاحبة الكتاب والتشبث بالمطالعة المنتظمة، واقتحام عالم اæ شخصيتك بدون قراءة متنوعة وبدون بناء العقل الذي هو الرأسمال البشري. كلمتك الأخيرة؟ أشكركم على تفضلكم بهذا الحوار الذي سيربطنا بقراء الجريدة الكرام، كما لا يفوتني أن أشكر عبركم جريدة بيان اليوم وملحقها الثقافي الذي يظل منبرا لامعا ونقطة مضيئة في الجريدة. في الأخير نرجو من الله أن يرفع عنا البلاء والوباء ويحفظ البشرية جمعاء.