نظمت مؤخرا شعبة ماستر دراسات في الثقافة الشعبية المغربية، ندوة وطنية حول التراث الشعبي، هوية وتنمية بشراكة مع جمعية ابن طفيل للتنمية والثقافة، برحاب كلية الآداب. وترأست هذا اللقاء فاطنة الغزي المنسقة البيداغوجية التي تسهر على هندسة هذا المشروع العلمي في وقت ظلت الثقافة الشعبية في منأى عن الاهتمام وبقيت مقتصرة على التداول الشفهي وعلى ما تحفظه الصدور وتتناقله ذاكرة الأجيال دون أن تحتضنها الكتب والوثائق والمخطوطات مقارنة مع الثقافة العالمة التي نالت حظها الأوفر. وتميز اللقاء بحضور حشد من الطلبة والأساتذة الباحثين المهتمين بالشأن الثقافي الشعبي من مختلف مدن المغرب، تمكنوا من الإطلاع على تراثنا الغني بفسيفسائه ومكوناته الأمازيغية والعربية والإسلامية والإفريقية واليهودية... هذا التراث الذي أضحى من الصعب الحديث عنه كهوية أحادية المرجع وإنما هوية واحدة بفسيفساء متعدد. وتناولت المداخلات مجموعة من المحاور من بينها التراث الشعبي المغربي من خلال مخطوطات الخزانة الحسنية: مقاربة كوديكولوجيا، ودور تثمين التراث الشعبي في التنمية المستديمة، ورمزية التغايرية المناخية في الموروث الشعبي للفلاح، وتم خلال هذا اللقاء إغناء جل المحاور من طرف المتدخلين. وتبين من خلال الندوة أن المجال في حاجة إلى العمل على استنباط قيم المجتمع المغربي الأصيلة والتي تصون ذاكرته وهويته. وكللت أشغال هذه الندوة الوطنية بتكريم طلاب وطالبات ماستر الدراسات للأستاذة فاطنة الغزي.