افتتحت اليوم الجمعة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية التابعة لجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، أشغال ندوة وطنية حول "التراث الشعبي .. هوية وتنمية"، بمشاركة ثلة من الباحثين والأساتذة الجامعيين. وتهدف هذه الندوة، التي ينظمها "ماستر دراسات في الثقافة الشعبية المغربية"، إلى تجديد التصورات الأدبية والعلمية حول الثقافات الشعبية بصفة عامة والمغربية بصفة خاصة، والتعرف على الثقافة الشعبية المغربية ومعارفها باعتبارها عملية يسهل توظيفها في التنمية البشرية. وأبرزت الاستاذة فاطنة الغزي، منسقة "ماستر دراسات في الثقافة الشعبية المغربية"، في افتتاح هذا اللقاء الذي سيستمر على مدى يومين، أن التعرف على التراث الشعبي عملية تسهل توظيفه في التنمية البشرية لارتباط الإنسان به. وأشارت، في هذا السياق، إلى أن التنمية مركب يشمل مجموعة من المكونات والمضامين تتداخل وتتفاعل في عملياته ونتائجه جملة من العوامل والسياقات المجتمعية، منها القيم الثقافية والاجتماعية المتوارثة وكذا القيم المحفزة للعمل والإنماء والهوية والوعي بضرورة التطوير والتجديد. وأوضحت السيدة الغزي أن تراث الأمم ركيزة أساسية من ركائز هويتها الثقافية وعنوان اعتزازها بذاتيتها الحضارية في تاريخها وحاضرها، مبرزة أن التراث الثقافي ليس معالم وصروحا وآثارا فحسب، بل هو أيضا كل ما يؤثر عن أمة من تعبير غير مادي ومعارف ومعتقدات وفنون شعبية. واعتبرت أن إحداث مسلك ماستر دراسات في الثقافة الشعبية المغربية، الذي يعتبر التكوين الأول بالمغرب في تناوله للمكونات الأربع لتراثه الشعبي (العربي والأمازيغي والحساني واليهودي والمغربي)، نابع من كون الهوية الثقافية تشتغل في التراث الثقافي عموما والشعبي خصوصا كشرط وكمناخ باعتبارها سندا للإبداع وشرطا للإحساس بالذات والانتماء. ويتضمن برنامج هذه التظاهرة، التي تنظم بشراكة مع جمعية "ابن طفيل للتنمية والثقافة"، تقديم مجموعة من العروض تتمحور، على الخصوص، حول "دور تثمين التراث الشعبي في التنمية المستدامة" و"المعتقدات الشعبية المغربية لفترة ما قبل الإسلام" و"المرأة في شعر الملحون" و"التقاليد الشعبية الفنية الأمازيغية" و"التراث الشعبي المغربي ومقاربة النوع".