يعتبر محمد الهاشمي منسق لجنة شعبة الدراسات الأمازيغية بوجدة أن دور المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية لم يرق إلى تطلعات إدماج الأمازيغية في مناحي الحياة العامة، مؤكدا أنه لم يتوفق المعهد الملكي في خلق سياسة بداغوجية ناجحة، وأضاف أن مدرسي اللغة الأمازيغية لم يتلقوا إلا تكوينات متواضعة لا تمكنهم من فهم المنظومة الأمازيغية بالأحرى تدريسها وتلقينها للغير. وقال في تصريح ل «العلم» إن مد مسلك الدراسات الأمازيغية بالمراجع كان هزيلا من طرف المعهد الملكي إذ لا تتوفر مكتبة كلية الآداب إلا على بعض الكتيبات لا يتجاوز عددها الخمسين، واعتمد الطلبة على مجهوداتهم الشخصية في أبحاثهم الميدانية والعلمية، إضافة إلى دعم هؤلاء الطلبة من بعض أساتذة الشعبة. وأفاد أن الطلبة عانوا عدم توفير منح للبحث العلمي خصوصا للباحثين على المستوى الميداني، حيث التنقل بين القرى والمدن يثقل كاهل الطلبة من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الموروث الثقافي والأدب الأمازيغي. وأكد أن طلبة شعبة الدراسات الأمازيغية الآن هم بصدد إعداد جدول أعمال على المستويين القريب والبعيد، ومن أهم نقاطه عقد لقاءات مع المسؤولين، سواء على مستوى رئاسة الجامعة، أو على مستوى الوزارات المعنية، وحتى المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، والتنسيق مع المسالك الأخرى من أجل تشكيل لجنة وطنية لمتابعة سير تدريس الأمازيغية بالمغرب، إضافة إلى عقد ندوات صحفية ولقاءات جهوية وطنية ودولية خصوصا بعد الاتصالات التي أجريت من عدة فاعلين أعربوا عن دعمهم للطلبة سواء على المستوى المادي أو المعنوي. وذكر أن الضرورة ألحت على طلبة مسلك الدراسات الأمازيغية للاجتماع وتدارس مشاكلهم، خاصة بعد شيوع أنباء من قبيل إعادة النظر في تدريس الأمازيغية من قبل المجلس الأعلى للتعليم، وعدم نشر تصريحات واضحة فيما يخص سير الأمازيغية بالتعليم العمومي، سواء من المجلس الأعلى أو من عمادة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية. وأوضح أن انطلاق الشعبة كان خلال الموسم الجامعي 2007-2008، أي أن طلبة الشعبة بالفصل السادس حاصلون على دبلوم الدراسات الأساسية في شعبة الدراسات الأمازيغية، وهم مقبلون على تحصيل الإجازة، دون تلقي أي عروض أو أي إشارة توضح آفاق هذا المسلك رغم الخصاص الحاصل في متخصصين في المجال الأمازيغي، سواء في التدريس العمومي أو مجال السمعي البصري وغير ذلك من المجالات التي يمكن أن تتاح أمام طلبة المسلك. وقال بلاغ صادر في هذا الشأن إنه بعد سلسلة من اللقاءات والنقاشات التي خاضها طلبة شعبة الدراسات الأمازيغية بوجدة، والتي توجت بجمع عام حضره طلبة الشعبة بمستوياتها الثلاثة، تم التطرق لمجموعة من القضايا التي تهم سير الشعبة بشكل خاص، وتدريس الأمازيغية بشكل عام. وبعد نقاش مستفيض حول واقع وآفاق تدريس الأمازيغية، خصوصا بعد الترويج لمجموعة من الأنباء من قبيل إعادة النظر في ملف الأمازيغية في التعليم، والتراجع عن إجباريتها وتعميمها والعودة لاعتبارها مجرد مادة للاستئناس، وكذا التخلي عن حرفها الأصلي «تيفيناغ».. وكل هذا بدعوى عدم وجود موارد بشرية مؤهلة للتدريس بالمؤسسات العمومية، دون أدنى إشارة للكفاءات المقبلة على التخرج في الموسم الجامعي الجاري. وأضاف أن هذا اللقاء خلص إلى مجموعة من التوصيات والمقترحات ، وتم فرز لجنة لمتابعة سير مسلك الدراسات الأمازيغية بالجامعة، كما هي في ذات الوقت لجنة تحضيرية لإعداد مشروع جمعية طلبة شعبة الدراسات الأمازيغية بوجدة، وهي حاليا بصدد التنسيق مع مسالك الدراسات الأمازيغية على المستوى الوطني. وانتخب محمد الهاشمي منسقا للجنة، عبد العزيز عدا نائبا أولا للمنسق، فائزة الشكوتي نائبة ثانية للمنسق مكلفة بالعلاقات الدولية، أشرف بقاضي وعبد الخالق أعكي مكلفان بالإعلام والتواصل، عبد العزيز حنون وسناء الترساني مكلفان بمالية اللجنة وجواد الزوبع، عبد الصالح لمريني، محمد أندراوي، مستشارين. وتأتي مبادرات إدراج الأمازيغية في التعليم العالي في سياق الصلاحيات المخولة للجامعات في اتخاذ بعض المبادرات البيداغوجية في استقلال عن الإدارة المركزية، في سياق التفاعل مع محيطها السوسيوثقافي والاقتصادي. وتبقى الأهداف الأساسية والإستراتيجية بخصوص الدراسات الأمازيغية في الجامعة المغربية ممثلة في تكوين الطلبة وباحثي المستقبل قصد تأهيلهم لإنجاز بحوث ودراسات أكاديمية حول اللغة والثقافة الامازيغيتين وتشجيع التدريس والدراسة باللغة الأمازيغية في التعليم العالي، إضافة إلى تهييء الطلبة إلى سوق الشغل لاسيما في مجالات التدريس، والوساطة الثقافية والفنية ومختلف مجالات الحياة، بهدف تسهيل التواصل بالامازيغية. كما تنبغي الإشارة إلى أن فهم المشهد السوسيوثقافي واللغوي بالمغرب والوظائف التربوية للغة الأمازيغية واستيعابها في كل مناحي الحياة الاجتماعية والثقافية للمغاربة يقتضي بالضرورة تكوين أطر ذات كفاءة عالية وتكوينا جيدا لن تضمنه إلا الدراسات العليا في مجال اللغة والثقافة الامازيغيتين إن تم استثمارها بشكل أفضل. و يأخذ التصنيف العالمي للجامعات بعين الاعتبار عدة مؤشرات من بينها الانسجام والتفاعل الايجابي للمؤسسة الجامعية مع محيطها، وكذلك جودة البرامج التي تؤهل الشباب إلى مستويات الإبداع والابتكار في شتى صنوف العلم والمعرفة باللغة الأم، وفق معايير منظمة اليونسكو للتربية والعلوم والثقافة. وبذلك يمكن أن نتساءل عن مكانة اللغة والثقافة الامازيغيتين في الجامعة المغربية في أفق 2025 من جهة، ومستوى دمقرطتها أمام الوضع اللغوي والثقافي السائد ببلادنا. ويشتمل مقرر مسلك وماستر الأمازيغية في بعض الكليات بالمغرب على مواد اللغة والتواصل والإعلاميات بالإضافة إلى مواد التخصص ذات الصلة بالثقافة الأمازيغية، كاللغة، والأدب، والتربية، والتاريخ، واللسانيات الاجتماعية، والجغرافية والبيئة، والفنون والتراث الثقافي، والفن المعماري، والفنون التقليدية، والموسيقى، وعلم الاجتماع، والفلسفة، والأنتروبولوجيا و أكد على أهمية فسح المجال أمام طلبة الجامعة لتعلم اللغة والثقافة الأمازيغيتين لأول مرة من خلال مسالك مخصصة لهذا الغرض، بالنظر لكون ذلك يشكل قيمة مضافة بالنسبة للطلبة مقارنة مع زملائهم الذين لم تتح لهم هذه الفرصة في الماضي. ويعتبر إحداث مسالك الدراسات الأمازيغية في الجامعة مكسبا مهما بالنسبة للغة والثقافة الأمازيغيتين.