الرئيس اليمني يرفض التنحّي ويدعو معارضيه إلى صناديق الاقتراع أكد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أنه «صامد» في مواجهة التظاهرات الاحتجاجية المطالبة برحيله، و»متمسك بالشرعية الدستورية»، كما نقلت عنه وكالة الأنباء اليمنية الرسمية. وقال صالح «نؤكد أننا سنظل صامدين كالجبال، ولن تهزنا الرياح على الإطلاق، متمسكين بالشرعية الدستورية، وغير قابلين بالتآمر والانقلابات». وأضاف في كلمة أمام وفد نسائي في صنعاء أن «الذي يريد السلطة أو الوصول إلى كرسي السلطة عليه أن يتجه إلى صناديق الاقتراع، فالتغيير والرحيل يكون من خلال صناديق الاقتراع وفي إطار الشرعية الدستورية. أما الشارع فكل طرف يعرف حجمه فيه». وتابع الرئيس، الذي تنتهي ولايته في 2013، «هذا هو الشارع اليمني المعبّر عن تمسكه بالشرعية الدستورية، وهو الذي قال لا للفوضى، لا للانقلابات، لا لقطع الطرق، لا للخيانة، لا للتآمر، لا للحقد، لا للكذب». يأتي هذا التصريح بعيد مقتل متظاهر في الحديدة (غرب) وشرطي في عدن (جنوب) في ظل استمرار العنف وعدم تسجيل أي تقدم في مساعي الوساطة الخليجية لحلّ الأزمة في اليمن، وذلك بعد اجتماع غير مثمر بين وزراء خارجية دول مجلس التعاون والحكومة اليمنية في أبوظبي. وأكد مصدر يمني مسؤول لوكالة الأنباء الفرنسية اليوم الخميس أن وزير خارجية الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد سيزور صنعاء السبت مع الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني ضمن مساعي الوساطة الخليجية إلى حل الأزمة في اليمن. وذكر المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن الشيخ عبد الله الذي ترأس بلاده الدورة الحالية لمجلس التعاون سيزور مع الزياني صنعاء «لاستكمال مساعي الوساطة الخليجية». وعقد وزراء الخارجية الخليجيون اجتماعًا مع وفد حكومي يمني رفيع استمر حتى وقت متأخر من ليل الثلاثاء الأربعاء، وهو ثاني اجتماع للوساطة مع أطراف النزاع في اليمن، بعد اجتماع الأحد في الرياض مع المعارضة. وانتهى الاجتماع من دون تسجيل تقدم ملموس بخصوص الاتفاق على نقل السلطة في البلاد. وأكد بيان صادر من الاجتماع أنه «تم خلال الحوار تبادل وجهات النظر حول المبادرة الخليجية، وكان الحوار بناء عكس رغبة الجانبين في التوصل إلى اتفاق يحقق تطلعات الشعب اليمني في حياة آمنة مستقرة كريمة». وذكر البيان انه «تم التأكيد على بذل المزيد من الجهود لضمان الحفاظ على أمن واستقرار ووحدة الدولة اليمنية» من دون أي تفاصيل إضافية. إلا أن المتحدث باسم وفد الحكومة اليمنية أكد في تصريحات صحافية أن الاجتماع لم يحقق أي اختراق. وقال احمد بن دغر للصحافيين «نحن نتمسك بالدستور، ولا نستطيع أن نتجاوز الدستور»، في إشارة إلى تمسك الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بولايته الشرعية، وإصراره على أن يتم أي انتقال للسلطة في إطار الدستور، في حين تطالب المعارضة بتنحّيه فورًا، بعدما استمر حكمه 32 عامًا. ردًا على سؤال حول عدم توصل الاجتماع إلى حل للازمة، قال بن دغر لقناة العربية «للأسف الشديد نحن وهم في الشارع»، في إشارة إلى المتظاهرين المطالبين برحيل صالح. وخلص بن دغر إلى القول «لدينا خوف وقلق بالتأكيد على بلدنا». وكانت المعارضة اليمنية أكدت للوساطة الخليجية في الرياض الأحد أنها مصرّة على مطلب تنحّي الرئيس اليمني ومتمسكة بصيغة أولى للمبادرة الخليجية، تنصّ على تنحّي صالح/وترفض صيغة ثانية تنصّ على نقل صلاحياته إلى نائبه من دون الإشارة بوضوح إلى تنحيه. يأتي ذلك فيما أفادت مصادر طبية عن ارتفاع حصيلة قتلى المتظاهرين في صنعاء يوم الثلاثاء إلى خمسة قضوا جميعهم بالرصاص أثناء تفريق الشرطة مسيرة للمطالبة بتنحّي الرئيس اليمني، فضلاً عن مقتل شخص في مدينة تعز في جنوب صنعاء أمس الثلاثاء أيضا. وأسفر قمع التظاهرات في اليمن عن مقتل أكثر من 130 شخصًا. إثر سقوط قتلى، دعت لجنة تنظيم التظاهرات إلى مسيرات احتجاج في أنحاء البلاد كافة. وميدانيًا، قالت لجنة تنظيم التظاهرات في الحديدة على البحر الأحمر أن مسلحًا على دراجة نارية أطلق النار فجر اليوم الأربعاء على متظاهرين في المدينة، مما أدى إلى مقتل احدهم. وقام المسلح، الذي نجح في الفرار، بإطلاق النار على متظاهرين كانوا نائمين في مكان الاعتصام الدائم في ساحة النصر في المدينة الساحلية الواقعة على البحر الأحمر. وقال المصدر نفسه إن ثمانية متظاهرين آخرين أصيبوا بجروح طفيفة. إلى ذلك، قتل شرطي وأصيب ثلاثة آخرون في اشتباكات وقعت أمس الأربعاء بين الشرطة والمتظاهرين المناوئين للرئيس علي عبد الله صالح في خور مكسر في مدينة عدن (جنوب) حسبما أفاد مصدر أمني لوكالة فرانس برس. وأكد بدوره مصدر طبي مقتل الشرطي، وأشار إلى أن المستشفى استقبل قتيلاً وثلاثة جرحى، جميعهم من عناصر قوات النجدة. وشلت الحركة بشكل شبه تام أمس الأربعاء في مدينة عدن كبرى مدن جنوب اليمن التزاما ب»عصيان مدني» دعت إليه تنسيقية شباب «ثورة 16 فبراير» في المدينة للمطالبة بتنحّي الرئيس عبد الله صالح. وطالبت «ثورة 16 فبراير» في عدن المواطنين بعدم الذهاب إلى مقار الأعمال أو الدراسة يومي السبت والأربعاء من كل أسبوع. وأغلقت المحال التجارية والمدارس والمؤسسات العامة والخاصة أبوابها، وخلت شوارع المدينة من المارة بعدما قام المحتجون بوضع حواجز من الحجارة وبراميل القمامة في معظم الشوارع الرئيسة والفرعية للحد من الحركة.وسمع تبادل إطلاق بشكل متقطع في حي المنصورة والشيخ عثمان عندما حاولت الشرطة تفريق العشرات من الشباب الواقفين بالقرب من الحواجز التي وضعوها للحدّ من مرور السيارات. وقال مصدر طبي في مستشفى النقيب إن المستشفى استقبل جريحين بالرصاص من سكان المنصورة. وفي نيويورك، فشل مجلس الأمن الدولي الذي عقد أول اجتماع له أمس الأول الثلاثاء حول الوضع في اليمن، في صياغة إعلان مشترك، وقد أعرب بعض الدبلوماسيين عن «قلقهم» حيال القمع الدموي الذي يقوم به النظام اليمني. وقال دبلوماسيون إن ألمانيا ولبنان، العضوين غير الدائمين في مجلس الأمن، قدما إعلانًا، ولكن أقلية من أعضاء المجلس عرقلته. وقالت سفيرة الولاياتالمتحدة سوزان رايس للصحافيين «كان الإعلان يتضمن دعوة إلى ضبط النفس واستمعنا إلى معلومات مقلقة حول اليمن».