تتواصل بمركب الحرية بفاس فعاليات المهرجان الدولي للمسرح الجامعي ، في نسخته السادسة التي انطلقت يوم أمس الثلاثاء، وهي الدورة التي تستضيف النسخة الأولى من مهرجان المسرح الجامعي العربي المتنقل وتتميز بمشاركة العديد من الفرق المغربية والعربية. وكان موعد الحاضرين من مشاركين وضيوف المهرجان مع حفل الافتتاح وقدم خلاله محترف جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، مسرحية سرير الغريبة، شعر محمود درويش، إخراج سعيد الناجي. وفى ثاني أيام المهرجان ستقدم ورشة المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير، اليوم مسرحية فانتازيا، إخراج أنور حساني جامعة الحسن الثاني المحمدية. هذا وستتوالى العروض المسرحية والأنشطة الموازية على مدى خمسة أيام حتى الثالث والعشرين من ابريل، غير أنه يمكن القول أن الجديد حقا هذه الدورة يتمثل في احتضان مهرجان فاس الجامعي للدورة الأولى من مهرجان المسرح العربي المتنقل الذي ولد كفكرة خلال الدورة الخامسة، وهاهو يخرج إلى الوجود بالفعل خلال دورة هذه السنة. وأكد الدكتور سعيد الناجي، مدير المهرجان أن هذا المهرجان يستضيف الدورة الأولى للمهرجان المتنقل للمسرح الجامعي العربي الذي قررت شبكة المسرح الجامعي العربي، والموجود مقرها بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، تنظيمه تباعا في البلدان العربية، ولهذا، نستقبل هذه الدورة الفرق الجامعية العربية من كافة الأقطار». وفي معرض كلمة المهرجان التي ألقاها رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله اعتبر الدكتور السرغيني فارسي أن مهرجان فاس للمسرح الجامعي في دورته السادسة يفتح ذراعيه للعالم العربي، ويخصص هذه الدورة للفرق المسرحية الجامعية من الأقطار العربية. ويضيف السرغيني: «إنه رهان أدركنا أهميته منذ الدورة الأولى للمهرجان، ووجهنا اهتمامنا الكبير للتواصل بين الشباب والطلاب في سائر البلدان العربية، وانتهينا إلى تأسيس شبكة للمسرح الجامعي العربي، ونحن إذ نطلق الدورة الأولى للمهرجان العربي للمسرح الجامعي، يحذونا أمل كبير بأن تبادر جامعة من الجامعات العربية لتنظيم الدورة الثانية منه، فيكون بذلك شجرة تقطف كل بلدان العالم العربي ثمارها». مؤكدا أن «جامعة سيدي محمد بن عبد الله وهي تحتفل بالمسرح الجامعي العربي، لا يمكن أن تغفل الإشارة إلى أن هذا الاحتفاء قد اقترن خلال هذا الموسم بتحولات كبيرة عرفتها المنطقة العربية، لعل أهم ما يميزها بروز قوي للشباب كقوة دافعة، وقوة استقطاب كبيرة للجميع، ولهذا يتملكنا إحساس بصواب اختيارنا حين فتحنا المجال لشباب الجامعة وطلابها لكي ينخرطوا في حركة إبداع فني، وحين حرصنا على أن نوفر لهم لحظات قوية لإثبات قدراتهم في هذا المجال». وحول دينامية وتنوع الفعاليات الطلابية بالجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، يضيف رئيس الجامعة «إننا نجعل من الجامعة فضاء للإشعاع الثقافي، الجامعة فضاء للعلم والمعرفة والتكوين، وفضاء للإشعاع الثقافي، مرآة لصورة البلد الثقافية والفنية، ومن جامعة القرويين التي كانت تنظم احتفال سلطان الطلبة إلى جامعة سيدي محمد بن عبد الله التي تنظم مهرجان المسرح الجامعي، نحرص على استمرار هذا الإشعاع في إنصات مستمر لصوت الطلبة وكل فعاليات الجامعة. وتشارك في هذه الدورة جامعة سيدي محمد بن عبد الله، جامعة عبد المالك السعدي، جامعة الحسن الثاني من المغرب إضافة إلى عدد من الجامعات العربية منها: جامعة عجمان بمسرحية «بحسن نية»، من تأليف عبد الله مسعود، وإخراج أيمن الخديم، وتشارك جامعة العين بمسرحية «لمن نتكلم»، تأليف وإخراج الفنان محمود أبو العباس، جامعة الملك سعود، وجامعة جازان بالسعودية، وأكاديمية الفنون بمصر، وجامعة باتنة بالجزائر، وجامعة السلطان قابوس بسلطنة عمان، وجامعة الخرطوم بالسودان، وجامعة تشرين، بسوريا، والجامعة الأردنية بالأردن، وجامعة وهران بالجزائر. وسيتميز المهرجان كذلك بافتتاح مناقشات العروض المسرحية بين الطلاب لأول مرة في تاريخه، واستضافة نقاد مسرح لتنشيط هذه النقاشات الطلابية، إضافة إلى تنظيم معرض للكتاب المسرحي، وتنظيم توقيعات كتب للدكتور حسن المنيعي ومحمد قاوتي والدكتور عز الدين بونيت، إضافة إلى تقديم الأعمال الكاملة للراحل عبد الصمد الكنفاوي. من جهة أخرى، ينظم المهرجان ندوة حول الدرس المسرحي في الجامعة وذلك تكريماً لعطاءات الدكتور حسن المنيعي العلمية في جامعة فاس. كما يكرم المهرجان وجهين من كبار وجوه العمل الجامعي والمسرحي، هما هاشم صالح الأمين العام لاتحاد لجامعات العربية التابع للجامعة العربية، والفنان المسرحي سليل مدينة فاس عبد الحق الزروالي، وهو تكريم ينسجم مع البعد الجامعي والمسرحي للمهرجان. ولهذا، حسب سعيد الناجي، يشكل المهرجان انطلاقة أخرى متجددة للعمل المسرحي الجامعي الذي تقوم به جامعة فاس، ويستقطب أكثر فأكثر فرق الجامعات العربية، ويضيف «وهذا رهان قررنا منذ الدورة الأولى للمهرجان أن نرفعه، أي أن يكون المهرجان منفتحا على الجامعات العربية. ولهذا أعتقد أن مهرجان فاس للمسرح الجامعي أصبح ملكاً لكل الجامعات العربية، ويحتاج إلى دعم كل الجهود والطاقات، مادياً ومعنوياً لكي يضمن استقراراً في الانعقاد، وقدرة على أن يحول فضاء جامعة سيدي محمد بن عبد الله إلى ملتقى للمسرحيين والجامعيين والطلاب العرب». وتجدر الإشارة إلى أن لجنة تحكيم المهرجان يترأسها هذه السنة الدكتور حسن المنيعي من المغرب، وتتكون من الدكتور عبد الفتاح الشاذلي وبشرى أهريش وبوسرحان الزيتوني من المغرب، الدكتور كريم عبود من العراق، إبراهيم عسيري مدير الهيئة الدولية للمسرح، فرع السعودية، وهشام غزال من سوريا.