انطلقت مساء أمس الثلاثاء بمركب الحرية بفاس، الدورة السادسة لمهرجان فاس للمسرح الجامعي، بتكريم المسرحي عبد الحق الزروالي، رائد المسرح الفردي بالعالم العربي، وهاشم صالح، أمين عام اتحاد الجامعات العربية، التابع للجامعة العربية ملصق مهرجان فاس للمسرح الجامعي وذلك بحضور ممثلي مجموعة من الجامعات من مصر، وتونس، وسوريا، والجزائر، والإمارات العربية المتحدة، والسعودية، وسلطنة عمان، والسودان، والأردن، والمغرب، والعديد من الفنانين المسرحيين المغاربة، وطلبة الكليات بفاس. وعلى إيقاع الشعر، وتكريما لروح الشاعر العربي الراحل، محمود درويش، افتتحت جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس العروض المسرحية في المهرجان بتقديم مسرحية "سرير الغريبة"، المقتبسة عن ديوان شعري لدرويش يحمل الاسم نفسه، أشرف عليها وأخرجها المسرحي سعيد الناجي، مدير مهرجان المسرح الجامعي بفاس، الذي صرح ل "المغربية" أن مسرحة الشعر، وخاصة شعر درويش، أمر صعب، وتحد، ومغامرة، رغب المسرح الجامعي بفاس ركوبها من أجل إعطاء الروح الجامعية لهذا النوع المسرحي، خاصة أن المسرح الجامعي بالعالم العربي يفتقر إلى روح المبادرة والمغامرة والاجتهاد، التي من المفروض أن تكون ميسمه الأساسي. وتتميز هذه الدورة السادسة من مهرجان فاس للمسرح الجامعي، الذي دأبت على تنظيمه كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بفاس، والذي دخل هذه السنة في شراكة مع جامعة سيدي محمد بن عبد الله، بكونها دورة عربية بامتياز، تعرف مشاركة مجموعة من الفرق المسرحية الجامعية العربية، في غياب الفرق المسرحية الأجنبية، التي عرفتها الدورات السابقة، واستضافة الدورة الأولى من المهرجان المتنقل للمسرح الجامعي العربي. وعن هذا الاختيار العربي في المهرجان، الذي تتواصل فعالياته إلى غاية 23 أبريل الجاري، ذكر سعيد الناجي أن اقتصار الدورة السادسة من مهرجان فاس للمسرح الجامعي على المشاركة العربية، جاء لتسليط الضوء على الممارسة المسرحية العربية، والاحتفاء بأول نشاط ثقافي مسرحي للشبكة العربية للمسرح الجامعي، التي تأسست في الدورة الخامسة من مهرجان فاس للمسرح الجامعي، بحضور ممثلي العديد من الجامعات العربية، واتخذت من جامعة سيدي محمد بن عبد الله مقرا لها، على أن تستقبل البلدان العربية المنتسبة للشبكة المهرجان في دوراته المقبلة. وأضاف الناجي أن الدورة السادسة من مهرجان فاس للمسرح الجامعي تشكل انطلاقة أخرى متجددة للعمل المسرحي الجامعي، الذي تقوم به جامعة فاس، ويستقطب أكثر فأكثر فرق الجامعات العربية، مشيرا إلى أنه "رهان قررنا منذ الدورة الأولى للمهرجان أن نرفعه، أي أن يكون المهرجان منفتحا على الجامعات العربية، ولهذا أعتقد أن مهرجان فاس للمسرح الجامعي أصبح ملكا لكل الجامعات العربية، ويحتاج إلى دعم كل الجهود والطاقات، ماديا ومعنويا، لكي يضمن استقرارا في الانعقاد، وقدرة على أن يحول فضاء جامعة سيدي محمد بن عبد الله إلى ملتقى للمسرحيين والجامعيين والطلاب العرب". وأوضح الناجي أن الالتفاف حول المسرحي العربي، وعقد لقاءات بخصوصه، تجد استجابة كبيرة من طرف المسرحيين فقط، أما الجهات الرسمية فمازالت استجابتها بعيدة عن طموح الناشطين في المجال، ورغم أن هناك العديد من المهرجانات المسرحية في العالم العربي، فهي ينقصها التنسيق الجيد. وعن المشاركة العربية في هذا المهرجان المسرحي، ذكر الناجي، أنها بلغت 14 فرقة مسرحية جامعية من عشر دول عربية فقط، لأن هناك دولا عربية ألغت مشاركتها في آخر لحظة، مثل ليبيا، التي تمر بظروف صعبة، أما سوريا، والأردن، فلن يشارك ممثلوهما إلا في الندوة ، أما فرقهما فستغيب عن المنافسة المسرحية، بسبب الظرف العربي الراهن. والفرق المسرحية العربية المشاركة في المهرجان هي: مسرحية "فانتازيا" للمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بالمحمدية، و"المتاهة" للإقٌامة الجامعية عمار بن فليس باتنة بالجزائر، و"وطن أو وطن" لجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا الخرطوم بالسودان، و"لمن نتكلم" لجامعة العين بالإمارات العربية المتحدة، و"المهزلة الأرضية" للمعهد العالي للفنون المسرحية بمصر، و"أنت لست غارا" لجامعة جازان بالسعودية، ومسرحية "بحسن نية" لجامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا الفجيرة بالإمارات العربية المتحدة، و"الهشيم" للمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير، جامعة عبد المالك السعدي بطنجة، و"الدهليز" للمبيت الجامعي القيروان بتونس، و"الرؤيا" لجامعة الملك سعود الرياض بالسعودية، و"فزاعة" لجامعة السلطان قابوس بسلطنة عمان. وتتكون لجنة تحكيم المهرجان من الناقد المسرحي المغربي حسن المنيعي، رئيسا، ومن الأعضاء: الممثلة بشرى أهريش، والجامعي عبد الفتاح الشاذلي، والمخرج بوسرحان الزيتوني من المغرب، و كريم عبود من العراق، وإبراهيم عسيري من السعودية، وهاشم غزال من سوريا. وبالموازاة مع العروض المسرحية، يشهد المهرجان أنشطة موازية مكثفة من قبيل فعاليات المقهى المسرحي، وندوة علمية حول "الدرس المسرحي في الجامعة"، تكريماً لعطاءات الجامعي حسن المنيعي العلمية، الذي كون مجموعة من المسرحيين والنقاد المغاربة، وشهادات لمجموعة من الفنانين حول "المسرح كما أراه"، ومعرض للكتاب المسرحي، وتنظيم توقيعات لمجموعة من الكتب المسرحية الصادرة حديثا لحسن المنيعي، ومحمد قاوتي، وعز الدين بونيت، إضافة إلى تقديم الأعمال الكاملة للراحل عبد الصمد الكنفاوي.