الفاسي الفهري: الحل لا يمكنه أن يكون عسكريا بل يتعين أن يكون سياسيا يتيح للشعب الليبي أن يقرر بنفسه وبشكل ديمقراطي مستقبله استقبل وزير الشؤون الخارجية والتعاون الطيب الفاسي الفهري، أول أمس الاثنين بمقر وزارته، عمران بوكراع نائب وزير الشؤون الخارجية الليبي المكلف بالقضايا العربية، وذلك في اتصال دبلوماسي نادر بين حكومة معمر القذافي وأحد أنصار التحالف الغربي الذي يسعى للإطاحة به. وكان المغرب واحدا من العدد الصغير من البلدان العربية والدولة الوحيدة في شمال أفريقيا التي شاركت علانية في محادثات مع القوى الغربية بشأن الأزمة الليبية. وأوضح بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون أن الفاسي الفهري ذكر، خلال المحادثات بينه وبين بوكراع، بعمق روابط الأخوة والتضامن التي تجمع الشعبين، والتزامهما الدائم ببناء الصرح المغاربي. كما جدد تشبث المغرب بالاحترام الكامل للوحدة الترابية والوحدة الوطنية لليبيا الشقيقة . فبهذه الروح، يضيف البلاغ، شاركت المملكة المغربية في الاجتماعات الدولية التي انعقدت بباريس ولندن ومؤخرا بالدوحة، والتي خصصت للأزمة الليبية . وكان وزراء خارجية القوى الغربية والدول العربية وجهوا في اجتماع الدوحة الأسبوع الماضي نداء إلى القذافي للتنحي عن السلطة. وتقول بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة إنها لن توقف حملتها الجوية في ليبيا حتى يرحل القذافي عن السلطة. من جانبه، قدم عمران بوكراع عرضا مفصلا حول مختلف جوانب الوضع المأساوي الذي يسود في هذا البلد. وبهذا الخصوص، ذكر الفاسي الفهري بأن قراري مجلس الأمن 1970 و 1973 بهذا الشأن، دعيا إلى وقف فوري لإطلاق النار، ذي مصداقية، يمكن التحقق منه ويضمن حماية فعالة للسكان المدنيين. ويدعو القراران أيضا إلى حوار سياسي شامل يستجيب لتطلعات الشعب الليبي ومطالبه المشروعة على المستوى السياسي والسوسيو- اقتصادي، كما يؤكدان على أهمية البعد الإنساني وضرورة تقديم المساعدات الضرورية للسكان المدنيين ضحايا العنف المسلح . وهذه بالذات هي المعايير، التي توجه العمل الدبلوماسي للمملكة المغربية على الصعيدين الإقليمي والدولي في إطار مساهمتها في البحث عن حل سياسي للأزمة المأساوية التي يعيشها هذا البلد المغاربي. وأضاف الوزير أنه بالنسبة للمغرب، فإن الحل لا يمكنه أن يكون عسكريا إذ يتعين بالضرورة أن يكون سياسيا منفتحا على المستقبل ويتيح للشعب الليبي أن يقرر هو بنفسه وبشكل ديمقراطي مستقبله. وقال «إن ليبيا التي توجد في قلب جنوب حوض المتوسط وشمال منطقة الساحل الصحراوي، تعد بلدا مغاربيا عربيا وإفريقيا هاما بالنسبة للاستقرار الإقليمي». وعبر الفاسي الفهري في الختام عن انشغال الحكومة المغربية والشعب المغربي بالوضعية الصعبة والعويصة للجالية المغربية المقيمة بليبيا، وطالب باتخاذ الإجراءات الملائمة لضمان أمنها وحماية حقوقها. وقد أعادت السلطات المغربية إلى الوطن حتى الآن بضعة آلاف مما يقدر بنحو مئة ألف مغربي يعيشون في ليبيا. ولم تذكر وزارة الخارجية كيف وصل بوكراع إلى الرباط، فالسفر من ليبيا مقيد بسبب منطقة حظر الطيران التي يفرضها التحالف الدولي.