استقبلت مدينة أزيلال شهر رمضان في أجواء من التفاؤل والتضرع رغم المخاوف من انتشار وباء كورونا وتأثيراته البالغة على الحياة العامة. وتزامن غرة شهر رمضان مع تساقطات مطرية وفيرة أحيت آمالا في النفوس التي ضاقت انتظارا لهذه اللحظة منذ يناير الماضي حيث لم يهطل المطر إلا قليلا لم يتجاوز بضع مليمترات. تساقطات مطرية تحيي آمال تحسن الغطاء النباتي والزراعات في هذا الإقليم الجبلي ولكن بالخصوص تحسين الموارد المائية وحقينة سد بين الويدان أحد أبرز المنشآت المائية بالجهة ككل، والتي لا تتجاوز حاليا ال 30 في المائة. وشهدت المدينة في أول أيام رمضان حركية قليلة بالنظر للوضع العام الذي تعرفه البلاد في ظل حالة الحجر الصحي، إذ غالبا ما اقتصرت التنقلات للأسواق التي تعرف وفرة في العرض واستقرارا في الأثمان. وعلى صعيد مصالح عمالة الإقليم فقد تم اتخاذ مختلف التدابير لتوفير جميع المواد الاستهلاكية، بشكلها الاعتيادي مع تكثيف عمليات المراقبة وزجر الغش. فيما تواصلت عمليات توزيع المؤن والمساعدات الغذائية على مختلف الفئات الاجتماعية المعوزة والهشة، وهي العملية التي تحرص السلطات المحلية على تنفيذها من خلال تنظيم قوافل تجوب القرى والمداشر المعنية لتفادي الاختلاط وتنقل الساكنة. ومن جهة أخرى تواصل ساكنة الإقليم التوجه إلى فروع البنوك من أجل الاستفادة من المساعدات المالية المخصصة من قبل الدولة للتخفيف من آثار وباء كوفيد 19 على الفئات الأكثر هشاشة. كما نظمت السلطات المحلية بتعاون مع مؤسسة القرض الفلاحي فرقا متنقلة في القرى والمداشر التي لا توجد بها شبابيك بنكية من أجل تسهيل عملية توزيع المساعدات، وهي العملية التي تم تجنيد عدد من الموظفين والمعدات حتى تمر في ظروف جيدة. فقد خصصت وكالة القرض الفلاحي بأزيلال 23 وحدة متنقلة لتمكين المستفيدين من مستحقاتهم في 23 جماعة ترابية من أصل 44 على أساس أن تعمم هذه العملية على جميع الجماعات الترابية بالإقليم خلال الأيام القادمة. ويتم سحب هذه المساعدات المالية، التي يمنحها الصندوق الخاص بتدبير جائحة كوفيد 19 الذي تم إحداثه بتعليمات سامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، من فروع البنوك، ومكاتب بريد المغرب ووكالات تحويل الأموال وفقا للإجراءات الوقائية التي وضعتها الجهات المختصة في جميع الجماعات الحضرية والبلدية. وفي هذا السياق، تتلقى الأسر المكونة من فردين أول أقل مبلغ 800 درهم، والأسر المكونة من ثلاثة أفراد إلى أربعة أشخاص 1000 درهم، في حين تستفيد الأسر المكونة من أربعة أفراد من 1200 درهم. ومن أجل التخفيف من آثار جائحة كورونا من المقرر أن يستفيد من عملية الدعم المؤقت خلال المرحلة الأولى من خدمة راميد على مستوى الإقليم 55 ألف و10 مستفيد. أما بالنسبة للمرحلة الثانية، والتي تهم غير المستفيدين من خدمة راميد والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي والعاملين في القطاعات المتضررة من الحجر الصحي تم تسجيل إلى حدود اليوم أزيد من 11 ألف و500 طلب مقبول. ومن جهة ثانية قامت السلطة المحلية والمنتخبين وفعاليات المجتمع المدني بانتقاء الأسر المعوزة التي تضررت بشكل مباشر من جراء الحجر الصحي، حيث بلغ عددها حوالي 86 ألف أسرة. وبدأت عملية توزيع المواد الغذائية الأساسية ذات الاستهلاك الواسع على هذه الأسر منذ أواخر الشهر المنصرم، حيث بلغ عدد القفف الموزعة إلى غاية 12 أبريل الجاري 30 ألف قفة، تم إيصالها إلى منازل المعنيين بالأمر تجنبا للتجمعات المحتملة وحفاظا على التطبيق السليم للحجر الصحي. ومن المقرر أن يصل عدد هذه القفف الغذائية، التي سيتم توزيعها بجميع الجماعات الترابية في إطار هذه العملية الإنسانية بمساهمة كل من مجلس جهة بني ملالخنيفرة والمجلس الإقليمي لأزيلال والجماعات الترابية وكذا بعض فعاليات المجتمع المدني المحسنين، إلى أزيد من 125 ألف قفة في غضون الأيام القليلة المقبلة. وقد لقيت هذه العملية الإنسانية استحسانا لدى الاسر المتضررة من هذه الظروف الاستثنائية التي شكلت فرصة للتعبير عن قيم التضامن والتكافل لساكنة هذا الإقليم في مثل هذه الظروف الصعبة.