الجوع يقود قطا للتربص بسرب حمام ساحة محمد الخامس بالدارالبيضاء القط يؤمن طعامه على حمامة بعد نجاح عملية الافتراس على غير عادته طائر النورس يبحث عن الغذاء بنافورة ساحة محمد الخامس بالبيضاء كلب يظفر بقطعة عظم وسط مجموعة من الكلاب الأخرى بالقريعة “ابقوا في منازلكم”.. “لا تخرجوا إلا للضرورة”.. “التزموا بتعاليم الطوارئ الصحية”.. “الزموا بيوتكم”.. كل هذه الجمل والعبارات تتردد بشكل متكرر وواسع خلال هذه الفترة الأخيرة، بعد الإعلان عن حالة الطوارئ الصحية بالمغرب التي أملاها انتشار فيروس كورونا بالبلاد. وخلال زمن وجيز، انخرط جميع المواطنين المغاربة في نداءات ودعوات ملازمة البيوت وعدم الخروج إلا للعمل، أو اقتناء الحاجيات الغذائية، أو زيارة العيادات الطبية، واقتناء الدواء من عند الصيدليات بالنسبة لمن يعاني من الأمراض المزمنة. نتيجة هذا الوضع الاحتياطي والاحترازي من تفشي وباء كورونا بين المغاربة، أصبح التحرك محدودا في الخارج وسريعا أثناء قضاء الحاجيات، خوفا من حمل فيروس كوفيد-19 من قبل الشخص إلى منزله، ونشره وسط أفراد عائلته. لكن، مع هذا التوقف الاضطراري والمفاجئ للحركة في الخارج بسبب عدوى كورونا المميتة، أصبحت العديد من الحيوانات الأليفة تجد اليوم صعوبة في الوصول إلى الطعام، بعدما كانت تتغذى على ما يجود به الناس في الشارع من غذاء. وكثيرة هي الصور التي تمر أمامنا لأشخاص قدموا الغذاء في الأيام العادية لحيوانات أليفة؛ الطيور، والقطط، والكلاب.. اقتنوها خصيصا لها، أو كانوا يحملون غذاءهم ودفعهم الجانب الإنساني إلى الرأفة بها، والجود عليها بقطع من اللحم، أو الجبن، أو السمك، أو الخبز، أو الحبوب.. غير أنه في ظل هذه الظرفية الصعبة، والتي أرغمت البشر على توقيف حركتهم بشكل كلي في انتظار مرور عاصفة كورونا، يلاحظ اشتداد معاناة حيوانات الشارع في إيجاد الغذاء.. فقد أضحت الكثير من الطيور والقطط والكلاب تقطع مسافات طويلة للبحث عن الطعام، لاسيما في بعض الشوارع والأحياء التي كانت الحركة لا تتوقف بها، خصوصا على مستوى وسط المدن، على غرار العاصمة الاقتصادية الدارالبيضاء التي كان لجريدة بيان اليوم بالبيضاء جولة ببعض أحيائها حيث توقفت عند مجموعة من المشاهد لحيوانات تتحرك في الشوارع والأزقة بحثا عن الطعام، في أماكن لم تعتد الوصول إليها. ومن أمثلة هذه الصور التي رصدتها عدسة بيان اليوم أثناء إعداد هذا الربورطاج، نذكر تحليق الحمام من أحياء مختلفة إلى “كراج علال” بشارع محمد السادس بالبيضاء، بحثا عن الطعام في جنبات أكبر سوق للحبوب، وهو مكان لم يعتد الوصول إليه نظرا لشدة الازدحام به خلال الأيام العادية. وهذه الملاحظة أبدتها العديد من الساكنة بالحي المعروف بالحركية الدائمة والمستمرة، على اعتباره نقطة مهمة من حيث تجارة الملابس الجاهزة بالجملة والتقسيط، ومن تم فتواجد الحيوانات به يكاد يكون منعدما، خصوصا خلال فترات الذروة التي يكون فيها الحي مكتظا بالزبناء كأيام الأربعاء والسبت والأحد. وفي سياق متصل، أصبح فضاء الحمام “ساحة محمد الخامس” المقابل للمحكمة الابتدائية ومجلس مدينة الدارالبيضاء بوسط هذه الأخيرة، خاليا من الزوار الذين كانوا يوفرون حبوب الطعام للحمام، نظرا لامتثالهم حاليا إلى تعاليم السلطات العمومية بشأن الحجر الصحي. لكن عادة منح الحمام حبوب الطعام في الساحة المذكورة، لا زال يداوم القليل من الناس عليها. وهو ما صادفناه أثناء زيارتنا للساحة، حيث وجدنا شخصا حاملا كيس حبوب لحمام فضاء “مجلس المدينة”.. وإذا كان الحمام يحلق بأجنحته فوق سماء الدارالبيضاء للبحث عن الغذاء في الأحياء الشعبية التي لا يلتزم بعض سكانها بالحجر الصحي، فإن القطط والكلاب أصبحت ملزمة بالبحث طويلا بين الأزقة والدروب عن قمامات الأزبال المنزلية لتجد ما تسد به جوعها خلال الظرفية الحالية. وفي جولتنا بالشوارع الرئيسية لمدينة الدارالبيضاء، رصدنا العديد من اللقطات التي كانت تبحث فيها القطط والكلاب عن الغذاء، خصوصا وأنها كانت فيما مضى تجد طعامها بسرعة بجانب المطاعم، ومحلات الأكلات السريعة، أو القمامات التي يلقى بها الطعام غير المرغوب فيه من قبل الزبناء. وفي هذا الربورطاج، مجموعة من الصور التي توثق للوضع الحالي الذي آلت إليه الحيوانات الأليفة، بعد الحجر الصحي الذي أصبح ملزوما على الإنسان لطرد كابوس كورونا من شوارع المغرب. وفي انتظار أن تعود الحياة إلى وضعها الطبيعي، ستظل الحيوانات تبحث طيلة هذه الأيام عن طعامها بين مختلف القمامات المنزلية، أملة أن تجد الغذاء الخاص بها، كما كان في السابق، حيث كان العديد من الأطفال والشباب.. يقومون بتوفير الماء وتوزيع الجبن والطعام على القطط والكلاب في الشارع والفضاءات العمومية.