يحتضن رواق ” living 4 art ” بمدينة الدارالبيضاء من 6 الى 20 مارس الجاري ، معرضا تشكيليا يجمع ثلة من الفنانات والفنانين اللواتي / الذين بصموا على التميز طيلة مسارهم الفني . المعرض يشارك فيه 17 فنانا من مختلف المدارس التشكيلية بجديد أعمالهم الفنية والابداعية، حيث يقدمون اعمالا تتكامل فيما بينها ، و تحقق التناسق و الانسجام و التوافق ، و تراهن أيضا على الاختلاف في الوقت ذاته ، كما تحمل في جوهرها تيمات ثقافية و فنية متعارضة احيانا و متداخلة احيانا اخرى، تم الاشتغال عليها بتقنيات متنوعة تجمع بين المادة و اللون و الشكل… حفل افتتاح المعرض الجماعي يوم الجمعة 6 مارس الجاري ،حضرته عدة أسماء وازنة من عالم الفن التشكيلي ، ومن عالم الثقافة والاعلام ، كما حضرته مجموعة من الطلبة والمهتمين بالفن التشكيلي الجاد والراقي . في تصريح صحفي ، أكد مدير الرواق أحمد لحلو أن المعرض الجماعي يشكل جسرا للتواصل والتعاون بين المشاركين من اجل المساهمة في نشر الثقافة البصرية وتقريبها من عموم المواطنين من مختلف فئاتهم الاجتماعية ، من خلال عرض الاعمال الفنية وفتح نقاش بخصوصها مع الزوار والفنانين والنقاد والاعلاميين … المعرض يندرج في سياق الاستراتيجية الفنية والجمالية التي أسس لها رواق” living 4 art ” ، منذ احداثه الى اليوم بغية تقريب وجهة نظر العديد من الأعمال الابداعية والجمالية من مختلف المدارس والطرائق والتقنيات ، بغض النظر عن تكوينات الفنانين الأكاديمية أو الذاتية . اذا يسلط المعرض الضوء على بعض طلائع الحساسية الجديدة في التحديث و التجريب على صعيد الفن التشكيلي من خلال رصد توثيقي لتجارب ابداعية أخلصت للغة الجمال البصري و ساهمت في بلورة معالمه الكبرى داخل المغرب و خارجه . الفنانون المشاركون في المعرض الجماعي : سعاد فلالي ، ليلى ملين ، مولاي علي الادريسي ، عادل الطاهري ، ليلى لطفي ، سعاد بناني ، زهور برغوت ، كورين دي لهاي ، محمد حجي ، سعيدة عمار ، كرستيان بنيشو ، صونية زمراني ، مات سيدني ، نجيب اللبار ، سميرة بناصر ، خديجة مغرب ، مونوكرام ارو فيكا ، وضيفة شرف المعرض الفنانة رجاء لحلو التي حازت مؤخرا على جائزة من طرف منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة( اليونيسكو)، تشجيعا وعرفانًا بعطاء هذه الفنانة المتميزة والمجددة في عالم الفن والابداع الجمالي . الفنانة التشكيلية سميرة بناصر تشتغل وتعيش بالدارالبيضاء فنانة متجددة استطاعت بإبداعاتها الجميلة أن تنقل كل ما في الواقع والطبيعة إلى عمل فني غاية في الانبهار والأناقة الفنية، فهي مجمل رصد لحالات تسجيلية كما اقتضاه الواقع من حيث الجمال والدهشة والروعة أيضا ، ما ترصد عين الكاميرا الفوتوغرافية اليوم واقعاً معيناً ما يخص المجتمع والطبيعة . في أعمال هذه الفنانة التي عرضت في أروقة عديدة في المغرب وفي كندا ، تدخلت العواطف وأحاسيس الفنانة المرهفة في رصد هذه الأعمال، فكان هناك التصويرية الرمزية والتصويرية التعبيرية . الفنانة سميرة بناصر في مرسمها يأتي المجتمع اليها لكي تصوره لا أن تذهب هي اليه كما يقول الرسام الفرنسي غوستاف كوربي . أعمالها تحتوي على مياه فنية عذبة ولذيذة تستحق المتابعة والدراسة . الفنان محمد حجي أستاذ الفن التشكيلي بالدارالبيضاء لوحاته مليئة بألوان الأشكال التي تتشابك أو تكمل بعضها البعض، عمله هو نتيجة بحث طويل حول كيف يمكن أن يكون للشكل حياة .الفنان محمد حجي استطاع أن يفرض أسلوبه وفلسفته الفنية، حيث هناك نوع من الروحانية السحرية ،لا تشابه بين لوحاته الفنية كما يعتقد البعض، انه فنان استثنائي اذ يعتمد على أسلوب جمالي يستعيد صفاء وأناقة الماضي، ويعانق حشود شخوصه التعبيرية في طقس احتفالي يتطلب فضاء رحبا ودعوة صامتة ، لعالم يستنشق الحرية الفنية والجمالية بكل تعبيراتها ودلالاتها. محمد حجي يشتغل على مشروع فني حداثي ، يغوص في أعماق هذا الفن الذي أعطاه كل وقته وكل حبه ، انه فنان صادق ، يبدع بصدق ، حيث يصل فنه الراقي الى المتلقي بصدق أيضا . مولاي علي الادريسي يعيش بمدينة مراكش فنان هادئ وصامت ، لكن ابداعاته الصباغية تفور بالحركة . يشتغل في تجربته الصباغية الحالية ، على اللغة الصامتة للإيقاع بكل تنويعاته ، وابدالاته ، ويحيل مقتربه البصري في عمله التشكيلي والرمزي ، على الجوهر الانساني للوجود . انه يرسم الايقاع المتعدد بدل أن يكتب أو يتكلم ، لكن ما يبرزه يحدثنا ويمنحنا متعة التعبير عن أبجدياتنا الأولى . فعلى غرار الجميل ، يدل الايقاع على شيء أخر يتجاوز الظاهر . ان الايقاع في أعمال التشكيلي مولاي علي تمظهر تجريدي للفكرة والحلم معا ، فهذه الخصوصية تضفي على تجربته المهمة قوة بلاغية ، اذ الايقاع حكيم مثل الصورة .