كيف تابعت مباراتي فريقي الرجاء والوداد البيضاويين برسم إياب ربع نهائي عصبة أبطال إفريقيا، خاصة في ظل التألق اللفات لحارسي المرمى أحمد رضا التكناوتي أنس الزنيتي، وهما من أبناء فريق المغرب الفاسي الذي كنت مؤطرا به لسنوات طويلة؟ أولا أهنيء الرجاء و الوداد على التأهل إلى دور نصف النهاية في دوري الأبطال. وأتمنى أن يكون النهائي مغربيا إن شاء الله. طبعا كنت سعيدا لما قدمه لاعبو الفريقين وضمنهم الحارسان التكناوتي والزنيتي اللذان كان حارسين سابقين لفريق المغرب الفاسي. والد التكناوتي كان حارس مرمى ووالدة الزنيتي كانت حارسة مرمى، هل تعتقد أن ذلك لعبا دورا في تطوير مستواهما؟ بالفعل رضا وأنس من المواهب والطاقات المتميزة في حراسة المرمى. التكناوتي هو ابن عائلة رياضية والده امحمد كان حارسا سابقا لفريق المغرب الفاسي وهو أستاذ لمادة التربية البدنية والرياضة. أما الزنيتي فينتمي بدوره لعائلة مميزة رياضيا، إذ كانت والدته حارسة مرمى في كرة القدم، وهي أستاذة في ميدان التربية والتعليم. كم سنة قضيت في مجال تكوين حراس المرمى؟ قضيت 32 سنة في التنقيب وتكوين حراس المرمى. كانت بدايتي ممارسا مع الراحل حميد الهزاز. في سنة 1988 وأنا في سن السادسة والعشرين دخلت مجال تحضير حراس المرمى. في تلك الفترة كان هذا الاختصاص نادرا، حيث كان هناك مدربان فقط لحراس المرمى هنا علال بنقسو ولعلو، لأن جل الفرق لم تكن تعتمد مدربا خاصا بتدريب الحراس. في المغرب الفاسي كنت أساعد المدرب الفرنسي جون بيير كنايير في تحضير الهزاز وقاسم والحراس الآخرين، وهذا المدرب هو من اقترحني لهذه المهمة، وفي تلك الفترة جلب المغرب الفاسي الحارسين فتاح المودني ورفاهية وعرض علي المسيرون التكلف بمهمة تأطير الحراس فقبلت، وتنبأ لي المدرب كنايير بمستقبل ناجح في هذا المجال. وما الذي ساعدك حتى تتميز في هذا المجال؟ ما ساعدني على تحقيق نتائج إيجابية في المجال كوني عايشت حراس عمالقة كلبيض والراحل الهزاز وغيرهم. هذا المعطى ساهم في تكويني، واستفدت من تجربتهما ميدانيا والحمد لله. منذ تلك الفترة وأنا في الميدان أشتغل في التنقيب عن المواهب وتحضير أجيال من الحراس، ودوما ما كنت أشارك في الدورات التكوينية. وبالمناسبة أشكر الأخ امحمد التكناوتي الأستاذ الحارس السابق للماص، لأنه من رواد مدرسة حراسة المرمى الخاصة بالمغرب الفاسي، والتي شهدت مشاركة حوالي 100 حارس للمرمى. أين تشتغل حاليا؟ حاليا أشتغل في فريق المغرب التطواني في تجربة أخرى. بالنسبة لي أساهم في تأطير الشباب أينما أكون. وأشكر مسيري المغرب التطواني على منحي الثقة. وأتمنى أن أكون عند حسن ظنهم. حاليا نهيئ حراس المرمى في مدرسة الفريق ونسعى لتعزيز الفريق الأول بعناصر مميزة وقد ألحقنا بالفعل عنصرا يتوفر على مؤهلات واعدة. وبالمناسبة أود التذكير بأننا نعتمد في عملنا على تطوير المستوى الفني لحراس المرمى، وأرى أن بعض الأندية تتوفر على حراس مغمورين في حاجة إلى الثقة وتطوير المستوى. هل يمكن أن تذكر لنا بعض الأسماء التي تخرجت على يديك؟ هناك مجموعة من الحراس من أبناء مدينة فاس ومدن أخرى كالحارس أيت بولمان ابن مدرسة الرجاء وقضى بها فترة قبل أن أحوله إلى مدرسة المغرب الفاسي ثم التحق بعد ذلك بالمنتخب الوطني. هناك خالد فوهامي ابن مدرسة الوداد، والذي انتقل إلى فريق اتحاد طنجة. وعندما كان حارسا احتياطيا في فترة معينة قمنا بجلبه إلى الماص. وبعدها في مدة وجيزة حظي بدعوة المنتخب الوطني وتابعنا كيف شارك في كأس أمم إفريقيا في ثلاث دورات. وبالنسبة لأنس الزنيتي، فقد واجه صعوبات في بداية مساره الكروي من بعض الأشخاص الذين لم يؤمنوا بقدراته، لكن شخصيا كنت أعرف قيمته كحارس له مستقبل واعد. لماذا لم تقم بتكوين أحد أبنائك في حراسة المرمى؟ لا.. أبعدت ابني عن الميدان بعد شهر من التداريب وبينت له أنه لا يتوفر على المؤهلات المطلوبة. في البداية لم يتفهم الأمر، لكن بعد فترة أدرك حقيقة قراري. كلمة أخيرة.. شخصيا سأواصل عملي في البحث عن المواهب الواعدة في حراسة المرمى في أفق تأهيلهم للحاضر والمستقبل.