أوصى المشاركون في اليوم الدراسي حول «المخطوطات والوثائق والبحث العلمي»، الذي نظمه مركز وادي سوس للدراسات والخدمات تحت شعار «المخطوطات ذاكرة وتواصل» نهاية الأسبوع الماضي، بضرورة تنسيق الجهود بين كل الأطراف؛ الفاعلين والمهتمين بتراث المنطقة، بمن فيهم جمعيات المجتمع المدني والمجالس العلمية والمؤسسات الجامعية، وبضرورة دعم المشاريع المهتمة بجمع التراث المحلي وتوثيقه وصيانته ورقمنته، حث الجهات المعنية على تشجيع ثقافة المخطوطات وعلم الكوديكولوجيا واستثماره في التنمية البشرية وإدماجه كذلك في المقررات الدراسية والجامعية، تنظيم تكوينات خاصة بأصحاب المخطوطات وذوي الخزانات الخاصة وتكثيف الأيام التحسيسية لفائدتهم قصد اكتساب تقنيات المحافظة على هذه المخطوطات ووقايتها من التلف، تنسيق الجهود بين كل الأطراف لتنبيه المسؤولين عن الشأن للحفاظ على معالم ذاكرة المنطقة، خصوصا قصبة إنزكان التاريخية، حث المركز على البحث عن الشركاء لإنشاء مركز للمخطوطات والوثائق يكون مزارا للباحثين والمهتمين، و كذا متحفا يحافظ على هوية المنطقة، وأجمع هؤلاء على ضرورة العمل على نشر مداخلات وعروض هذا اليوم الدراسي وتفعيل التوصيات على أوسع نطاق ورفعها إلى الجهات المعنية قصد الإطلاع والعمل تنفيذها كل في مجال اختصاصه. وقد تميز هذا اليوم الدراسي بمشاركة ثلة من الأساتذة الباحثين والمتدخلين ذوي المستوى الرفيع، حيث عقدت خلاله جلستين علميتين، الأولى برئاسة عمد كلية الشريعة الدكتور الحسين أفا، وأطرها كل من الدكتور محمد الحاتمي، حول موضوع «المخطوطات والبحث العلمي» والدكتور مصطفى طوبي حول موضوع «علم المخطوطات»، أما الجلسة العلمية الثانية برئاسة الدكتور عبد الله أكرزام، أطرها الدكتور المهدي السعيدي حول موضوع «المخطوطات والوثائق ووسائل الاتصال الحديثة»، ثم الدكتور إحيا الطالبي حول موضوع «نحو إستراتيجية فاعلة لإنقاذ خزائن المخطوطات بسوس». كما تم خلال هذا اليوم الدراسي، التوقيع على الإتفاقية الإطار بين مركز وادي سوس للدراسات والخدمات ونيابة وزارة التربية الوطنية بعمالة إنزكان أيت ملول. ويروم هذا اللقاء، إلى تقريب المخطوطات والوثائق والبحث العلمي، من الباحثين والطلبة والمهتمين وخلق فضاء للتوثيق، وذلك بالبحث عن الشركاء من أجل إعداد مراكز متخصصة في التوثيق والنسخ، على اعتبار أنها غير متوفرة في الجهة، وقد قرر المركز أن يجعل من تنظيم مثل هذه التظاهرات، تقليدا ومنهجية للعمل من أجل ملامسة القضايا والإشكاليات المرتبطة بأهدافه. يشار إلى أن مركز وادي سوس للدراسات والخدمات، إطار تأسس يوم 13 دجنبر 2009، يهتم بتعبئة الطاقات التي تزخر بها الجهة لإشراكها في بلورة أفكار ومقترحات للمساهمة في الإقلاع التنموي الذي يقتضيه واجب المواطنة، مستحضرا لأهمية ومركزية الدراسات والأبحاث في وضع خطط تنموية و بلورة رؤى مستقبلية تكون أرضية لأي مشروع تنموي، ويتوخى المؤسسون إلى أن يكون المركز مرجعا ونقطة اتصال حيوي للدراسات والأبحاث الاستشارية والخدمات، معتمدا على مجموعة من المبادئ والوسائل والأهداف من بينها، المساهمة في دراسة وتحليل القضايا التنموية ووضع آليات لمعالجتها، جمع المعلومات وتنظيمها وبرمجتها بهدف بناء قاعدة بيانات متكاملة متعلقة بمجالات اشتغال المركز، كما يتوخى مؤسسو المركز تقديم الخبرات الإستشارية والخدمات اللوجيستيكية لتنظيم محاضرات وندوات ولقاءات ومؤتمرات ومعارض وورشات.