يشهد الكتاب الورقي تنافسا شديدا من لدن الكتاب الإلكتروني. مع ذلك، فإن حركة النشر بنوعيها، تواصل نشاطها غير مبالية بإكراهات الواقع. على هامش الدورة السادسة والعشرين للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء، كان لبيان اليوم حوار مع نخبة من الأدباء حول إصداراتهم الجديدة وحول مشاركاتهم في الفعاليات الثقافية للمعرض، وكذلك حول نظرتهم الخاصة لمستقبل الكتاب الورقي، بالإضافة إلى قضايا أخرى. الباحثة الأكاديمية حورية الخمليشي: أنا جد متفائلة بمستقبل الكتاب الورقي أشارك في الدورة الحالية للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء، في ندوة حول “المنجز في الشعر المغربي”. والشعر المغربي يعرف تراكماً من حيث الإنتاج. فهناك أسماء وتجارب فردية متميّزة لشعراء مغاربة. وهو ما يطرح أسئلة عن مدى تأثيرها في الحياة الثقافية الراهنة. وهذا المنجز يحتاج إلى مواكبة نقدية تُعرّف به وبآفاقه. ونجد حالياً إقبال عدد كبير من الشعراء الشباب على نشر أعمالهم. ما يعني أن الشعر مستمر دائماً ولم يمت، وأننا نعيش عصر الشعر والرواية معاً. وهنا يمكن أن نتساءل: هل وفرة الإنتاج تعني الجودة، وإلى أي مدى تتوفّر خصائص الشعرية في كل هذه الإنتاجات؟ وبالتالي هل هذه الإنتاجات تجسّد ظاهرة الشعر مفهوماً ولغة، باعتبار الخصائص الفنية للغة هي العلامة الدالة على انتمائه إلى دائرة الشعر؟ *** فيما يتعلّق بتجربتي الأدبية، إذا كنت تقصد سلسلة كتبي الشعرية، فقد مرّت بمراحل عديدة، بداية بمرحلة الإعجاب والعشق للقصيدةفي مرحلة التّمدرس من خلال مؤلّفات جبران خليل جبران، وخاصة في كتابه “النبي”، وأشعار الشابي والسياب ومي زيادة وغيرهم. اخترتُ الدراسات الأدبية بعد أن أدركت بأن الشعر لا يحتاج إلى إعجاب وعشق فحسب، بل يحتاج إلى معرفة وثقافة. تلقي مفهوم الشعرية العربية وتطوّرها في وقت كان الاهتمام بالقراءة والقارئ يشغل الكثير من الدراسات والنظريات وخاصة الاتجاه البنيوي “تودوروف” و”رولان بارت” ودراسات السيميولوجيا “أمبرتو إيكو”، بالإضافة إلى مقاربات النقد الثقافي. وبعد أن أنجزت في مرحلة الإجازة بحثاً عن الرمز في شعر محمود درويش، قادني هذا العشق المعرفي للشعر إلى متابعة دراستي العليا المتخصصة في الشعر الحديث في الوحدة التي كان يرأسها الشاعر محمد بنيس. وهي لحظة مهمة في حياتي في تلقّي درس الشعر. فقد كانت فرصة اللقاء المعرفي بالشعر العربي الحديث والشعر المغربي الذي هو جزء من الشعرية العربية،وكذلك اللقاء بأعمال شعرية كبيرة في العالم العربي وغير العربي.ففي هذه المرحلة أدركت أن الشعر الحقيقيصوت الإنسانية وضميرها، وأن الشعر مسؤولية وحرّية وانفتاح على شعريات العالم. ما قادني إلى الاهتمام بالترجمة. فالترجمة مسألة أساسية وسمة الحداثة والتحديث. أنجزت دكتوراه عن “الترجمة والتأويل في النص العربي القديم بإشراف إدريس بلمليح.فالترجمة الأدبية أصعب أنواع الترجمات. أحببت دراسة ترجمات بلاشير للأدب العربي، لأنه أحب المتنبي وترجم ديوانه، وعرّف الغرب بأكبر شاعر عربي. فبلاشير من علماء الاستشراق العلمي. ألّفتُ سلسلة من الكتب التي تهتمّ بالشعر العربي وأجناسه وانفتاحه وقدرته على أنسنة العالم.ودرستُ لمدة سنتينجماليات الفنون، بعد أن أدركت أن الشعر منبع الفنون.وستصدر قريباً دراستي عن هذا الموضوع، من خلال تجارب شعرية فردية على درجة كبيرة من الوعي التنظيري والإبداعي والنقدي، وكذلك أعمالي الشعرية التي ستصدر لاحقاً. *** عرف الأدب المغربي المعاصر تطوّراً ووعياً كبيراً في مختلف أجناسه السردية والشعرية. وهذا الوعي بالأدب المغربي أشار إليه عبد الله كنون في كتابه “النبوغ” منذ فجر التاريخ إلى عصوره الحديثة. وقد أشرتُ سابقاً إلى أن “النبوغ” في معاجم اللغة العربية يأتي بمعنى البراعة والجودة والموهبة والإبداع والقدرة الخلاّقة في الآداب او العلوم أو الفنون. فكان لهذا الكتاب تأثير كبير على الحركة الأدبية والشعرية في المغرب. وهذا دليلٌ على وعي الأديب المغربي بمزايا التّقدّم الأدبي والثقافي، وبمشروع التحديث بالمغرب بعد أن أدرك الأدباء المغاربة رسالة الأدب في الحياة منذ ذلك العهد. ولدينا اليوم تجارب فردية متميّزة في الرواية والقصة والشعر والنقد وغيرها من أجناس القول. ليس من السهولة بمكان كتابة شعر الهايكو. وللهايكو شعراؤه الكبار في اليابان. فهو شعر الومضة والحكمة. هناك العديد من الشعراء والنُّقاد يستسهلون كتابة الهايكو، بينما هو شعرٌ له تقاليده وشروطه وخصائصه المستمدَّة من الشعرية اليابانية. شعرٌ يعتمد على التّكثيف والإبداع والمعرفة والتأمّل. وهو مختلف عن الومضة القصصية. وهناك العديد من الترجمات للهايكو الياباني إلى العربية. *** أنا جد متفائلة بمستقبل الكتاب الورقي. لا أنكر أهمية الكتاب الإلكتروني وسرعة وسهولة تداوله في ظل عصر التكنولوجيا الرقمية، سواء الحاسوب أو الهاتف الذكي أو اللوحة الإلكترونية. وهو ما تسبب في محاصرة شديدة للنشر الورقي. وهذا كله لا يمنع من أن الكتاب الورقي سيظل موجوداً رغم كل التحديات، ورغم ما تعانيه دور النشر من قرصنة إلكترونية. فللكتاب الورقي جذورٌ عريقة، وله قُرّاؤه ومُحبّوه. ومعارض الكتب والإقبال عليه دليلٌ على استمراريته.فهو أكثر راحة عند القراءة،لذلك تجدني أقرأ أكثر بكثير ممّا أكتب. شخصياً لي علاقة روحية مع الكتاب الورقي. أحبّ لمس الورق وشمّ رائحته، وأشعر بلذّة التّصفّح. وأشعر بنشوة وأنا آخذ قلماً لأضع خطًّا على فكرة أو صورة أعجبتني. *** أحدث إصداراتي كتاب (الشعر والغناء وترسيخ الثقافة الكونية. من روائع القصائد المغناة في الشعر العربي). كتاب يحتفي بالموسيقى، والغناء، وبزمن العمالقة، وبالزمن الجميل. والزمن الجميل لا يعني البكاء على زمن ولّى ولم يعد. بل يعني أن الشعر والغناء في أرقى صوره الإبداعية يتحدى الزمان والمكان، وتعبير عميق عن رسالة إنسانية بلغة سامية هي لغة القصيدة. يشير الكتاب إلى المراحل التاريخية الكبرى التي عرفتها الموسيقى العربية. كما يقدّم نماذج مشرقة من القصائد المغناة من الشعر العربي القديم والحديث، ومن الشعر العامي. منتخباتٌ من مختلف البلدان العربية في المشرق، وبلاد الشام، والخليج العربي، ودول المغرب العربي، مع التعريف بنماذج من كبار الملحنين الذين قدموا هذه الأعمال لأشعار قديمة من العصر الجاهلي إلى العصر الأندلسي بظهور الموشّحات وقصائد تنتمي إلى العصر الأموي والعباسي، وتنتمي كذلك لشعراء الحداثة والرومانسية العربية، بالإضافة إلى الشعر العامي. فغالباً ما يعرف المتلقي اسم الأغنية دون معرفة الملحّن والشاعر الذي كتب القصيدة. *** الشاعر عبد اللطيف الوراري: النشر الالكتروني يمثل تهديدا حقيقيا ومتناميا للورقي أشارك مساء يومه الجمعة ابتداء من السادسة مساء، في ندوة “المنجز الشعري في المغرب وسؤال التجاوز” بالمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء؛ وهي – في نظري- من الندوات المهمّة التي يحتضنها المعرض؛ لأنّه بدل من الاكتفاء بموائد سريعة واحتفائية في الغالب، ينبغي أن تُمنح لفضاء المعرض منصّات جديرة بوسعها أن تتيح للمتدخّلين فرصة سانحة للسؤال والمدارسة والتأمّل، ولحمهور المهتمّين محاورتهم جنبًا إلى جنب. وغنيٌّ عن البيان أن الشعر المغربي في العقود الأخيرة، على الأقلّ منذ أواخر الثمانينيات، قد حقّق طفرة قويّة على مستويّات شتّى في الكتابة الشعرية، وهو ما على الخطاب النقدي أن يواكبه ويبحث فيه. ولهذا، لا يمكن الحديث عن نقد الشعر في المغرب إلا باستحضار ما تراكم من منجز شعري غزير كمّاً وكيفاً، ومن ثمة يمكن أن نطرح سؤال التجاوز ونقايس مستويات تحقّقه ونسب تردّداته في مدونتنا الشعريّة المعاصرة. *** جديد إنتاجاتي، هما إصداران: الأول تحت عنوان “الذات، الهوية، الكتابة: حواراتٌ في الشعر المغربي” (منشورات بيت الشعر في المغرب، الرباط 2019)؛ وهو كتاب حواري وأوتوبيوغرافي يشتمل على حوارات مع نحو ثلاثين شاعرًا وشاعرة، كلّ واحد منهم يُمثّل بشكل خاص قضيّته الرئيسية داخل الشّعر الذي يكتبه وشكل علاقته بالجيل الذي ينتمي إليه من الأجيال المؤسسة خلال العقود الثلاثة التي أعقبت الاستقلال السياسي والثقافي للمغرب (الستيني، السبعيني والثمانيني). والثاني تحت “سِيَر الشُّعراء: من بحث المعنى إلى ابتكار الهويّة”؛ وهو كتاب يدرس السير التي كتبها بعض الشعراء وجنَّسوا محكيّاتهم تحتها (ذاتية، ثقافية وشعرية)، وهي قليلة بالقياس إلى عشرات السير الأخرى التي ألّفها مؤلفون من زوايا ومشارب وأفهام أخرى مختلفة. تُعبّر هذه السير عن روح جديدة في كتابتها، وعن كيفيّاتٍ مخصوصة في بنائها وتخييلها، ويتجلى فيها الشِّعر بأناه الغنائي والمجازي حاضِرًا فيها بكثافته ليس على مستوى الكون الاستعاري والتخييلي لهذه السير، بل كذلك على مستوى تشييدها فنّيًا. لقد أثارت مثل هذه السير، مُجدَّدًا، مسألة الشعر المقيم في قلب الظاهرة السردية. والعكس صحيح؛ عندما يتعلق الأمر بالسيرذاتي وشكل استضافته داخل الفضاء الشعري. *** عندما دوّنتُ أول حروف أبجديّتي الخاصة في لحظة خاطفة، لم أكن أتصوُّر أن الكتابة قد ملأت علي أفقي ونطقت اسمي الثاني باعتبارها شرط وجود إلى الأبد. حدث هذا قبل ثلاثين سنة. كان الشاعر أوّلًا، المفتون بالروح الرومانسية وقيمها الفنية، ومع الوقت تطوّرتْ رؤيته للعالم، بل أخذت تنزاح باستمرار إلى مسرح القسوة وشظف الحياة الإنسانية ومشاهد عذابها وصراعها للخلاص الأرضي. ثُمّ التحق به الباحث الذي عاركته الدراسة الأكاديمية في الجامعة على يد أساتذةٍ أكفاء، فأصبح صاحبنا يزاول مهمّة الناقد بما تفرضه من شغف ومتابعة حينًا ومؤونة وعنت حينًا آخر . أشعر أنّ هذا اللقاء الذي تمّ بينهما كان ضروريًّا، فبعد الموهبة وشطحاتها لا مندوحة من خبرة ووعي وتأمُّل هي متاع الناقد نفسه. لنقل إنّ هناك تجاوبًا بين الشعر والنقد، هو تجاوب فعاليّتين تتحاوران في الذهاب-الإياب داخل معماري الكتابي نفسه، ولا تقعان على طرفي نقيض. فكل منهما يلبي حاجةً نفسيةً، علاوةً على ما ينهضان به من أعباء المعرفة والتأمل والبحث. في كتابتي الشعرية سعيت أن يكون لي صوتي بين أبناء جيلي، مثلما اهتممت في منجزي النقدي بأسئلة الشعرية العربية قديمها وجديدها، وبتجارب الشعر العربي الحديث والمعاصر التي كانت تنادي عليّ من أمكنة بعيدة، وحاولت عبره أن أجدّد النظر في مسائل الإيقاع والحساسية الشعرية الجديدة والسيرة الذاتية في الشعر. وقد انخرطت قبل سنوات قليلة في الاهتمام بالمشروع السيرذاتي داخل مجال الشعرية العربية نقداً وتقييماً، وهو يهمّ مجموع أمشاج السيرة الشعرية وأنواعها الكتابيّة من قصائد وسير ذاتية وثقافية ورسائل ويوميّات. *** يعرف الأدب المغربي في وقتنا الراهن حركيّة لافتة للنظر والإعجاب، سواء في المجال الشعري أو السردي بكلّ صنوفه وأجناسه التعبيريّة. بل يمكن القول إنّ ما يُكتب عندنا يشكّل القاعدة الصلبة للثقافة العربية المعاصرة، ويقدم صورة مشرقة عنها في ظلّ زمان رمادي يعبث بأجمل رموز حضارتنا وقيم تعايشنا المشترك. الحضور الذي يمثّله فاعلو هذا الأدب، والجوائز التي ينالونها، والاعتراف القويّ الذي استحقّوه من القاصي قبل الداني، ليس إلا علائم فوق الإطراء على دليل عافية وبشارة خير. *** أرى أنّ أدبنا المعاصر يغتني بالأشكال أو التعبيرات الفنية الجديدة التي يستلهما في حواره مع الثقافات الأخرى الوافدة من أوروبا واليابان وأمريكا وغيرها، وهو ليس انتقاصًا من أصالة هذا الأدب وعراقته كما يرى البعض أو يغمز به، بقدر ما هو ضرورة لإثرائه وتحديثه باستمرار وتجديد رؤاه الإبداعية ومواقفه من العالم المصطخب الذي يحيا فيه. *** لست متفائلا بخصوص الكتاب الورقي إلى حد حالة العمى والاطمئنان الساذج؛ فرغم أن الكتاب الورقي ما زال يغري قرّاءه ويمارس فتنته عليهم برائحة الورق وطباع الوصال والحميمية، إلا أن النشر الرقمي بكلّ توابعه مثل تيسير النشر والاقتناء وسرعة الانتشار، عدا أروقة المكتبات الإلكترونية الضخمة، يمثّل تهديدًا حقيقيّاً ومتنامياً للورقيّ، وإلا لما علت شكاوى دور النشر في الآونة الأخيرة، وشكاوى المبدعين من أعمال القرصنة قبل أن تنزل الكتب نفسها إلى السوق. ولهذا، لا بدّ من دعم الكتاب الورقي من الجهات المسؤولة على قطاع الثقافة ومواكبته في كلّ مراحل نشره وتداوله، ومن تشريعات عاملة تحترم جهد المبدعين وتُجرّم مثل تلك الأعمال المشينة التي تنتشر مثل بقع الزيت التي تحدّ تدفق النهر، ومثل نيران المفرقعات الصينية التي تريد أن تحجب ضوء الشمس. *** الشاعر عبد السلام المساوي: الكتاب الإلكتروني.. بطل هذا الزمن! قبل عقدين من الزمن كنا نسخر من الذين يتفاءلون بالكتاب الإلكتروني، ونعتبر تفاؤلهم تسرعا في الحكم على الأشياء. كانت الشبكة العنكبوتية ما تزال تنسج خيوطها الأولى. وكانت الكتب الورقية بتاريخها وحسيتها وطراوة الرائحة في أوراقها، ما تزال تضرب في الرواج والتداول. وأذكر في هذا السياق أنه ذات مرة من سنة 1999، بمهرجان شفشاون الشعري، كانت الإعلامية فاطمة التواتي تسجل فقرة لبرنامجها الثقافي الأسبوعي، وكان يحضر في البلاطو كل من الشعراء عبد الكريم الطبال ورشيد المومني وأنا. وقبل نهاية الفقرة سألتنا، وكان الأنترنيت حديث الظهور: ما مستقبل الكتاب الورقي أمام ظهور الأنترنيت بما يحمله من وعود تحويل الكتاب إلى كيان إلكتروني؟ فأجمعت الأجوبة الثلاثة آنئذ على أن لا شيء يمكن أن يزحزح الكتاب الورقي عن مكانته الحضارية. ولم يكن يساورنا الشك في أن الأنترنيت لا يمكن بأية حال أن يؤثر على وضعية الكتاب الورقي. الآن وبعد مضي عشرين سنة على هذه النازلة، أقول إن الكتاب الإلكتروني يكتسح الآن ساحة التداول، خصوصا بعد أن تطورت آليات استقباله (اللوحات الإلكترونية الحواسيب المحمولة الهواتف النقالة البرمجيات القارئة على اختلاف أنواعها…). وإذا أضفنا ميزة سرعة الحصول على الكتب مهما شط مكان صدورها، تأكدنا من أن الأمور قد تغيرت كثيرا. وغدا حامل الكتاب الورقي في الشارع أو المقهى كائنا نادرا، أمام هجمة الشاشات المستقبلة للكتب وغيرها من المرئيات والمسموعات. لا ننسى كذلك أن الكتب لم تعد مقروءة فحسب، بل غدت مسموعة. وهذا الأمر حلَّ كثيرا من الصعوبات التي كانت تؤرق فاقدي حاسة البصر، الذين كانوا يطوفون على من يقرأ لهم بعض الصفحات قبل أن يظفروا ببعض المتطوعين. صار الآن بوسعهم أن يضعوا السماعات ويفتحون تطبيق اليوتوب على سبيل المثال ليعثروا على آلاف الكتب المسموعة وبشتى اللغات وبالمجان. لذلك نرى أن الكتاب الورقي سيندحر شيئا فشيئا، أما معارض الكتب فعمرها أضحى قصيرا بالنظر إلى إحصائيات مبيعاتها..