لم يتوقف النزيف، ولم تنعم الأندية في مدار الصفوة بالاستقرار، في المجال التربوي والتقني في مدار كرة القدم الوطنية. ووسط ركام المشاكل يغير فريق الدفاع الحسني الجديدي مدربه مصطفى الفتوي الشريف، وفي هذه المرة، لرفض الجامعة تسليمه رخصة تدريب التي تسمح له بالتأطير، واستنجد الفريق الجديدي بالمدرب جواد ميلاني في خامس تجربة له في الموسم الحالي. ويرضخ مسؤولو الفريق الجديدي إلى التغيير من جديد، وكأن أزمة الفريق وأعطابه تنحصر في التأطير التقني والتربوي؟ بينما المشاكل متراكمة منذ مدة في التسيير، والفريق تحت إشراف لجنة مؤقتة بعد استقالة مصطفى منذيب مكرها من مهمة الرئاسة وسقوط المكتب المسير. ورافق الحدث استقالة المدرب خالد كرامة في وضع مندلع وأجواء متوثرة. نعم، خمسة مدربين تعاقبوا على تدريب الدفاع الحسني الجديدي والموسم الرياضي لم ينته بعد، وتعددت اللجن في فضائه (التسيير-الإنقاذ...)، والفريق مهدد بالنزول. وفي مراكش ليس الكوكب في أحسن حال، حيث يسير حاليا تحت إشراف المدرب فتحي جمال، في رابع تغيير، والتسيير أوكلته سلطات المدينة إلى لجنة مؤقتة يقودها الرئيس السابق «رشيد بنرامي» بهدف الإنقاذ، والفريق في رتبة متأخرة تجعله ضمن المرشحين لمغادرة مجموعة الكبار. وهكذا يعود الفريق المراكشي الى رئىسه السابق «بنرامي» ومدربه السابق فتحي جمال، بعد فشل التغيير، نتيجة مقاومة شرسة تصدت بقوة للتحول الذي حاولت فعاليات مراكشية تحريكه. والصراع مندلع على نار هادئة؟ والغريب أن مراكش ناجحة في مجالات متعددة أقواها السياحة، وظلت كرة القدم استثناء في زمن التأهب لدخول الإحتراف، وفي مرحلة تعززت البنية التحتية الرياضية لمراكش بمركب رياضي كبير. وحتى فريق الوداد يسير حاليا تحت إشراف رابع مدرب في هذا الموسم، بتعاقده مع فخر الدين راجحي، وفضاؤه يغلي، والجدل مفتوح بقوة في المدار الودادي حول المردود التقني والنتائج. وفي مدينة قصبة تادلة صعد الفريق قبل تحضير الملعب وفرضت النتائج على المكتب المسير تغيير المدرب، وتم التعاقد مع المؤطرين: عبد المالك العزيز، محمد سهيل، خوخشي، فؤاد الصالحي؟ ولم تتطور المردودية، وبقي الفريق حيث كان في الأسفل، عاجز على مسايرة إيقاع التباري في قسم الكبار، مما يؤكد أن مشاكل الفريق التدلاوي بعيدة عن المجال التربوي والتقني. وأفرز الدوري الوطني بالقسم الأول استقرار الوضع التربوي في خمسة أندية، عمل مسيروها على الاحتفاظ بالمدربين: المغرب الفاسي (رشيد الطاوسي)، أولمبيك خريبكة (يوسف لمريني)، وداد فاس (عبد الرحيم طالب)، حسنية أكادير (جمال السلامي)، الفتح الرباطي (الحسين عموتة). وتواجه كرة القدم المعضلة في غياب قانون ينظم مهنة التدريب، وذلك رغم صدور قانون الاحتراف وقانون اللاعب، وبقي قانون (المدرب) المربي حبيس الرفوف، ولم يتم الإفراج عنه، والمدرب بمتابة الحائط القصير الممكن تخطيه والقفز عليه عند كل ما تشتد الأزمة في الفريق، ويتحول المدرب إلى كبش فداء، وهو القطعة الوحيدة التي يلجأ المسيرون لتغييرها لامتصاص غضب الجمهور. وقراءة في لائحة المدربين الذين تم تغييرهم تترجم ما يجري ويدور أمام استقرار التسيير، وكأن مشاكل كرة القدم الوطنية وراءها مدربون، ليبقى المسيرون منزهين عن العبث؟