تتهيأ جامعة كرة القدم لإحداث بطولة احترافية في مجموعة الصفوة تنطلق بداية من الموسم الرياضي المقبل. وقريبا تبدأ لجن المراقبة والوقوف على إمكانيات الأندية والفرق وما تتوفر عليه كالاستجابة لدفتر التحملات بهدف الحصول على رخصة الانخراط والمشاركة في الدوري الاحترافي. والجامعة مصرة على اعتماد نظام الاحراف بالفرق الجاهزة والمهيأة ويبقى بذلك الموسم الحالي انتقاليا في الصفوة من الهواية الى الإحتراف. وفي هذا الظرف تعيش أندية عريقة في القسم الأول مشاكل بالجملة. وهاهو الكوكب المراكشي -أحد ركائز كرة القدم الوطنية، وفريق مدينة سياحية بامتياز وذات إشعاع عالمي تنعم بتنمية مميزة، يعيش اليوم وفي الثلث الأخير من مسار الدوري الوطني بدون مدرب وبدون مكتب مسير وجماهيره أحرقت كل الأوراق، ينتابها الخوف والقلق أمام فريقها المرشح للنزول وهو في رتبة متأخرة بأضعف رصيد. وتحول في مطلع الألفية الثالثة الى موضوع للنقاش يسير تحت إشراف لجنة مؤقتة عجزت عن تدبير شؤونه والحديث اليوم عن تعويضها بلجنة للإنقاذ؟. نعم، الكوكب المراكشي في الرتبة قبل الأخيرة بسبعة عشر نقطة من انتصارين وإحدى عشر تعادلا وثمانية هزائم، والأغرب أن الفريق لم ينعم بالاستقرار إداريا رغم ارتباطه ببعض الأسماء، منها من كان في تشكيل المكتب وعاد ضمن اللجنة المؤقتة، وقد يوجد في لجنة الإنقاذ، وحتى الوضع الاستثنائي مع المدرب الزاكي الذي يبرر غيابه بوعكة صحية لم يتم الحسم فيه، وعجز مسؤولو الفريق في التسيير وفي المدينة إيجاد حل للمشكل. وفي مدينة الجديدة ليس الدفاع الحسني أحسن حالا من الكوكب، ظل المكتب المسير مفككا منذ البداية وواجه رئيسه «مصطفى مونديب» معارضة شرسة داخل مدار التسيير وخارجه، ووجد نفسه هو الآخر على غرار الكوكب بدون مكتب مسير وبدون مدرب مثقلا بالهموم. نعم الدفاع الحسني الجديدي وبدعم مهم من المكتب الشريف للفوسفاط يوجد في الرتبة الثالثة عشر وضمن المرشحين لمغادرة القسم، رصيده إحدى وعشرون نقطة من أربع انتصارات وتسع تعادلات وثمانية هزائم. استقال الرئيس «مونديب» في مقر عمالة المدينة في ظرف خرجت فيه لجنة للإنقاذ وتلتها أخرى مؤقتة، والشارع يغلي في الجديدة وجمعيات الجمهور ترفض الوضع المتردي وتدق ناقوس الخطر وتحذر مما يهدد مستقبل «الدفاع»، ولم تقبل أن يظل التسيير القار والمؤقت وحتى الرامي للإنقاذ حكرا على أسماء معينة، وعدد المدربين المسيرين الذين تعاقبوا على تأطير فريق الجديدة يترجم ما يعانيه الفريق من خلل ومشاكل في العمق. وفي القنيطرة يعيش النادي القنيطري (ياحسرة) وضعا مندلعا اختلط فيه الرياضي بالسياسي، وتم فيه جر التسيير الى القضاء في قضايا الطعن في مشروعية المكتب وسلامة الجمع العام، ورئيس الفريق حكيم دومو في مواجهة معارضيه باستمرار و»الكاك» يؤدي الضرائب بأثمنة باهضة يؤكدها التراجع؟ ومع الفرق الثلاثة الكوكب والدفاع والنادي القنيطري يوجد الصاعدان الى قسم الكبار شباب قصبة تادلة وشباب الريف الحسيمة بمشاكل خاصة تعاكس طموحات مسيريهما والجماهير في تادلة والحسيمة؟ صعد الفريقان ولم يجد كل منهما ملعبا يستقبل فيه منافسيه، إضافة إلى إكراه هول التكاليف، وعاشا مرحلة قاسية تعذر فيها الاستقرار التربوي والتقني مع تعاقب المدربين. وفي مدينة فاس يواجه الوداد الفاسي مشكلا موروثا مع إدارة الضرائب بسبب مستحقات ضريبية تراكمت عليه منذ ثلاثين سنة وعلى الرئيس الحالي عبد الرزاق السبتي ومن معه أداء الدين وتوفير تكاليف الحاضر؟ إنها مشاكل متنوعة ومختلفة تتناسل باستمرار وكرة القدم الوطنية تتأهب للاحتراف فكيف التحول؟.. وهل هي نهاية المؤسسات المريضة؟