الإعلام الرسمي الممول من الضرائب يجب أن يكون في خدمة المجتمع أكد مشاركون في لقاء حول «الشباب والإعلام»، نظم يوم الجمعة الماضي بالمحمدية، أن الإعلام المغربي ينبغي أن ينفتح على مطالب الشباب، ويساهم بدوره في تحقيق أهداف الإصلاح والتحول الديمقراطي. وأضاف المشاركون في هذا اللقاء، الذي نظم بشراكة بين كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية وجمعية المحمدية للصحافة والإعلام، أن إصلاح قطاع الإعلام وخاصة السمعي البصري منه يجب أن يكون ضمن جملة الإصلاحات التي ينادي بها شباب حركة 20 فبراير. وأوضح أحمد ملياني، عضو حركة 20 فبراير، أن الحراك الذي يعرفه المغرب في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية لامس أيضا الجسم الإعلامي، مبرزا أن من بين مطالب الحركة تحرير الإعلام وضمان حقوق الإعلاميين وتمتعهم بقدر كبير من الاستقلالية في معالجة القضايا الوطنية. وأضاف أن مجموعة من العاملين في مجال الصحافة بالمغرب واكبوا البرامج والنضالات التي تخوضها الحركة بصورة سلمية وواعية، مشيرا إلى أن الإعلام الرسمي الممول من الضرائب التي يدفعها المجتمع ينبغي أن يكون في خدمة هذا الأخير. من جهته، ذكر عبد الحميد جماهيري، مدير تحرير صحيفة «الاتحاد الاشتراكي»، أنه بعدما كان الشباب في السابق يعتبر إحدى المشكلات المطروحة، أصبح اليوم جزء من الحل، مشيرا إلى أن هؤلاء الشباب هم الذين يقومون حاليا باقتراح الحلول السياسية والاقتصادية ويناضلون من أجل تحقيقها. وأضاف جماهري أن الشباب أصبح في قلب الإعلام وموضوعه الرئيسي ومبرر عمله، مشددا على ضرورة انفتاح الإعلام السمعي البصري، وخاصة ما يتعلق منه بالتلفزيون، من أجل المساهمة في عملية التأطير ونقل مطالب الشباب والإصغاء إليه. أما نور الدين مفتاح، مدير نشر أسبوعية «الأيام»، فقد أبرز الدور الذي يلعبه الإعلام في حركات المطالبة بالتغيير والإصلاح بالعالم العربي, مشيرا إلى أن ما يقع حاليا بالمنطقة يعد لحظة تاريخية مهمة عكست قوة انتماء الشباب إلى الهوية والوطن واهتمامهم بالقضايا السياسية الكبرى، بعدما كان يسود اعتقاد بأن الشباب لا يهتم بالشأن العام. وأضاف أن الحراك السياسي بالعالم العربي ساهم في بعض تحولات العمل الإعلامي وجعل المواطن بمثابة صحافي أو شاهد عيان يدلي بشهادته بمهنية من خلال نقل تفاصيل الأحداث الجارية. وبالنسبة لمحمد زين الدين، أستاذ بكلية الحقوق بالمحمدية، فإن الإعلام يشكل محركا أساسيا لبعض الأحداث، فضلا عن مواكبته للتحول الديمقراطي وحركات الاحتجاج التي يقوم بها الشباب. وأضاف زين الدين أن من حق الشباب على الإعلام أن ينفتح على مطالبه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعاطي مع قضايا المجتمع بصفة عامة، مبرزا أن من مسؤولية الإعلام القيام بعملية التحسيس والتوعية بقضايا الشباب والمجتمع. أما خالد الكيراوي، مدير برامج بإذاعة «كازا إف إم»، فقد أشار إلى أن الحديث عن الإصلاحات السياسية العميقة بالمغرب يشمل أيضا إصلاح قطاع الإعلام وخاصة منه السمعي البصري، مبرزا أن الوقت قد حان لفتح نقاش سياسي بخصوص هذا النوع من الإعلام الذي تقيده مجموعة من القوانين. وبعد أن أشار إلى أن فئة عريضة من العاملين في الإذاعات الخاصة هم من الشباب، تساءل الكيراوي عن دور هؤلاء الإعلاميين في التعبير عن تطلعات الشباب، مشددا على أهمية التكوين في مجال الإعلام وخاصة في رحاب المؤسسة الجامعية. وكانت عميدة كلية الآداب والعلوم الإنسانية رشيدة نافع قد ذكرت في افتتاح هذا اللقاء، الذي تخلله توقيع اتفاقية شراكة وتعاون بين الكلية والجمعية، أن هذا اللقاء يهدف إلى فتح حوار بين عدد من الفعاليات حول ما يجري في هذه المرحلة المهمة من الحياة السياسية والتي يعبر فيها الشباب المغربي عن تطلعاته بمستوى عال من النضج والمسؤولية.