استقبلت قصبة المهدية بإقليم القنيطرة أمس الثلاثاء، وفدا رفيعا يتكون من سفير الولاياتالمتحدةالأمريكية ووالي جهة الغرب ومدير التراث الثقافي بوزارة الثقافة ومكتب جمعية خريجي المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث وشخصيات أخرى. ووقف الوفد على بدايات أشغال ترميم دار المخزن بقصبة المهدية والتي انطلقت مؤخرا. وقدم أعضاء الجمعية للوفد نبذة تاريخية عن تاريخ القصبة ومكوناتها وشروحات حول المسح الأثري الذي قاموا به لدار المخزن ثم قدموا مشروع الترميم وجوانبه التقنية والأهداف التي يتوخاها المشروع. وتقوم جمعية خريجي المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث بتنسيق مع المفتشية الجهوية للمباني التاريخية بإنجاز مشروع ترميم دار المخزن بقصبة المهدية بدعم من صندوق السفراء الأمريكي ومديرية التراث الثقافي كجزء من مشروع مندمج، يتوخى رد الاعتبار لقصبة المهدية، إذا ما تجندت كل الجهات المسؤولة وانخرطت في هذا المشروع الطموح الذي يحركه مبدأ الحفاظ على الهوية الوطنية أولا وهاجس دمج التراث في التنمية الشاملة ثانيا. وكانت جمعية خريجي المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث قد وقعت في شتنبر 2010 اتفاقية مع سفارة الولاياتالمتحدة ومديرية التراث الثقافي خصصت الأخيرة بموجبه للمشروع غلافا ماليا قدره مائتي ألف درهم ومنح بموجبها صندوق السفراء الأمريكيين دعما للجمعية بلغ مائة ألف دولار أمريكي ستتسلمها الجمعية على دفعات بحسب تقدم الأشغال. وللإشارة فإن مشروع ترميم دار المخزن بقصبة المهدية يندرج ضمن برنامج حافل لاحتفال جمعية خريجي المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث بالذكرى العشرين لتأسيسها. فقد تأسست الجمعية سنة 1991 مع تخرج الفوج الأول للمعهد الذي فتح أبوابه سنة 1986 ودشن أول مدرسة مغربية لتكوين الأثريين والمتحفيين والأنتربولوجيين. ومنذ تأسيسها إلى اليوم، نظمت الجمعية عدة أنشطة علمية وتحسيسية وورشات وأعمال تقنية ميدانية ودورات تكوينية وغطت أنشطتها مجمل التراب الوطني، وأصدرت مجلة دورية متخصصة في التراث. كما دخلت الجمعية في شراكات برامج جمعتها مع عدد من الوكالات الحضرية والمجالس المحلية ومؤسسات ثقافية، وهي اليوم تنجز مشروعا تحسيسيا حول التراث لفائدة منظمة اليونسكو، كانت الأخيرة قد نظمت بشأنه منافسة بين الجمعيات والمنظمات.