نظم منتدى روافد للثقافة والفنون بتطوان يوم الجمعة 20 دجنبر 2019؛ بفضاء المركز السوسيو ثقافي لمؤسسة محمد السادس للتربية والتكوين بتطوان، لقاء ثقافيا لتقديم وتوقيع رواية «أوراق من ملفات مؤجلة» للروائي عبد الجليل الوزاني التهامي. ويندرج هذا اللقاء ضمن حلقة جديدة من سلسلة «كتاب صدر»، وهي تظاهرة ثقافية عمد من خلالها المنتدى إلى تقديم وتوقيع كتب حديثة الإصدار في شتى مجالات الإبداع، والاحتفاء بمؤلفيها، بمشاركة فاعلة ووازنة لثلة من النقاد . وفي هذا اللقاء تم تسليط الضوء على رواية صدرت حديثا عن مكتبة أم سلمى الثقافية في طبعة أنيقة 2019 اختار الروائي لها عنوانا لافتا للأنظار، لتنضاف إلى الأعمال الروائية الأخرى التي صدرت للروائي عبد الجليل الوزاني التهامي؛ بعدما صدرت أولى رواياته سنة 2003 «الضفاف المتجددة – تيكيساس»، لتعقبها رواية «لقاء مساء العمر» سنة 2005، فرواية «احتراق في زمن الصقيع» 2007، ثم رواية «أراني أحرث أرضا من ماء ودم» 2011، ثم رواية «ليالي الظمأ» 2013، بعدها رواية «امرأة في الظل أو ما لم نعرف عن زينب» التي نال بها الروائي جائزة كتارا للرواية العربية 2015، ثم رواية «متاهات الشاطئ الأزرق» 2017؛ ليختم الروائي هذه القائمة بعمله الجديد موضوع اللقاء والاحتفاء. أدارت اللقاء الدكتورة كريمة الوزاني وهي عضوة بالمنتدى، حيث أعربت في كلمتها الترحيبية عن سعادتها لتسيير اللقاء الذي يحتفي بتجربة روائية مرموقة لكاتب لبى نداء الكتابة فأبدع وأجاد، ثم أعطت الكلمة لرئيسة المنتدى الشاعرة فاطمة الميموني التي رحبت بالحضور الوفي للتظاهرات الثقافية والأدبية التي ينظمها المنتدى، كما شكرت المشاركين الذين سيتقدمون هذا العمل الحديث الإصدار بقراءات نقدية فاحصة. وأثث هذا اللقاء وقدم له كل من الدكتور محسن بنعجيبة والدكتور محمد سعيد البقالي، حيث ساهم الأول بورقة نقدية عنونها ب: «بنية التقابل في الرواية وتجلياته في المتن الحكائي»، إذ عمد أول الأمر إلى توضيح السمات العامة للكتابة الروائية عند المحتفى به سواء على مستوى المضمون أو على مستوى السرد، حيث أجملها الباحث في نقط مهمة على رأسها: اعتماد الروائي على سياسة داخلية لسرد الأحداث دون تصنع أو إقحام أو تكلف – تدفق السرد لديه بشكل قوي وبطريقة تشويقية يصعب على القارئ مقاومتها– تنوع المضامين ذات الطابع الإنساني والاجتماعي والسياسي – اهتمام الروائي بقضايا المرأة والنقد– غياب المتلقي الجيد داخل المجتمع. بعدما تقدم الباحث في مداخلته وأبرز أهم سمات الكتابة الروائية عند الكاتب، عمد إلى قراءة العنوان وتفكيكه، فأشار إلى هيمنة التقابل القائم بين المؤجل والمصرح به في عنوان الرواية؛ والمعجل أو العجلة الذي يظهر جليا على مستوى المتن الحكائي، فتيمة التأجيل في نظره تُفقد الإنسان التفاعل مع الزمن والأمكنة والأصدقاء والأهل والأقارب..، وتغلق الأبواب أمام الحلول، ويتسبب في تراكمات وتفاعلات مضطربة، وأشار أيضا إلى أن هناك رسالة مستنبطة تدعو إلى نبذ سلوك التأجيل والحث بدل ذلك على نهج سلوك التعجيل في حل المشاكل، ليختم الباحث مداخلته بالشكر الجزيل للمنتدى في شخص رئيسته الشاعرة الميموني، وللمحتفى به الذي عدّه علما من أعلام الكتابة الروائية في المغرب وخارجه، لأنه حقق تراكما في الكتابة الروائية وأكد علوَّ كعبه في هذا الميدان. أما مداخلة الدكتور محمد سعيد البقالي فقد عنونها «ببلاغة الفقد في رواية أوراق من ملفات مؤجلة»، استهل الناقد مداخلته باستهلال وضح فيه أن الممارسة الروائية تتيح للكاتب إمكانات هائلة لبناء عالمه وفق مجموعة من القناعات، كما أبان الباحث أيضا عن السمات الأساسية لبلاغة الفقد وبعض تمظهراتها وتجلياتها على مستوى المتن الروائي وتواترها من البداية إلى النهاية، ثم تطرق إلى الفضاء الروائي باعتباره حاضنا للزمان والمكان الذي تدور فيه أحداث الرواية وعلاقته بهذا الفقد، ثم ختم مداخلته بخلاصة عامة لما تم تناوله. وبعد المداخلتين النقديتين أعطيت الكلمة للمحتفى به الروائي عبد الجليل الوزاني التهامي للحديث عن تجربته الروائية وأسباب نزول الرواية وتأليفها، وأهم المحطات التي قطعها لكتابتها، ليختم كلمته بأن الكتابة هي فرض بالنسبة له وسنة لا يمكن الحياد عنها، ذلكَ أن روح الإبداع عنده لا ينضب ودائم التجدد والعطاء، حيث أن هناك عملين جديدين سيصدران له عما قريب، أولهما رواية اختار لها اسم «صهوة السراب»، أما العمل الثاني فهو عبارة عن سيرة ذاتية . وفي الختام شكر المنتدى لاحتضانه هذا اللقاء من جهة، وشكر الناقدين الذين ساهما بورقتهما في قراءة هذا العمل وتجويده من جهة أخرى، كما شكر الحضور الكريم على تلبية الدعوة ة وعلى تفاعله الراقي. ليتخم اللقاء بشواهد الحضور للمشاركين قدمها أساتذة جامعيون ونقاد، وللذكرى تم أخذ صورة جماعية لتخليد هذا اللقاء الباذخ والماتع.