رئيس المجلس البلدي لمدينة مريرت يعلن الحرب على المشاركين في تظاهرات 20 مارس استشاط رئيس المجلس البلدي بمدينة مريرت غضبا، ولم يرق له أن يرى مسيرة سلمية نظمتها ساكنة مريرت يوم 20 مارس الجاري في إطار دعوة حركة 20 فبراير للتظاهرة من أجل المطالبة بالإصلاح والتغيير. خاصة وأن المتظاهرين رفعوا شعارات مطالبة برحيل الرئيس الذي هو في نفس الوقت مستشار برلماني. خلال يوم 21 مارس اعترض هذا الرئيس سبيل أحد رجال التعليم المشاركين في تلك التظاهرة وانهال عليه بالضرب والسب والقذف دون مبرر فقط لأنه شارك إلى جانب آخرين في المطالب بالإصلاح وبتغيير أحوال مدينتهم التي عشش فيها الفساد على حد تعبير شهود عيان. ولم يقتصر الرئيس على هذا السلوك الأرعن الذي أقدم عليه هو وبعض معاونيه، بل تعدى الأمر إلى تهديد كل من شارك في تلك التظاهرة، وقال بالحرف «لو كنت حاضر غدي نربيكم»، وتناسى أن التظاهرة السلمية التي عرفتها المدينة على غرار ما عرفته مختلف المدن المغربية، تأتي في سياق الحراك المجتمعي والسياسي الذي تعرفه بلادنا والذي تجاوب معه جلالة الملك في خطابه التاريخي ليوم 9 مارس الجاري. وقد اعتبر شباب مدينة مريرت الذين قالوا أنهم تلقوا تهديدات عبر الهاتف، أن «هذا الاعتداء المدان يعتبر تهديدا مباشرا ورسالة لشباب ومناضلي وحركة 20 فبراير ولكل من أراد الالتحاق بقافلة التغيير بالمدينة وزَرعِ الرعب فيهم» ، مؤكدين على أن ذلك يشكل «حلقة جديدة من مسلسل المضايقات والتعسفات التي تستهدف المناضلين الشرفاء بالمنطقة بدءا من المتابعات القضائية وتلفيق تهم واهية لهم لإسكاتهم وإقبار أصواتهم، والتي يلتجئ إليها هذا الرئيس وأعوانه ورموز الفساد بالمنطقة كلها». واعتبرت المصادر ذاتها أن تلك الأساليب التي وصفوها ب «البائدة» لن تثنيهم عن مطالبهم الأساسية وفضحهم لكل الخرقات والنهب والاستنزاف الذي تتعرض له ثروات المنطقة. ومن جانب آخر، تعرض أحد المستشارين الجماعيين للإهانة والتحقير من طرف الرئيس المذكور، على خلفية رفضه التصويت لفائدة الحساب الإداري للمدينة، حيث إن الرئيس قام بتهديد المستشار الجماعي، بسحب رخصة استغلاله لكشك بالمدينة استفاد منه باعتباره من ذوي الاحتياجات الخاصة. وقد خلفت هذه الوقائع حالة احتقان وسط المدينة، حيث خرجت الساكنة مساء يوم الأربعاء الماضي في وقفة احتجاجية شارك فيها العشرات من المواطنين والمواطنات توافدوا من مختلف القرى المجاورة، خاصة وأن الوقفة تصادف تنظيمها وعشية انعقاد السوق الأسبوعي يوم الخميس بالمدينة، كما شارك في هذه الوقفة شباب حركة 20 فبراير الذين جاؤوا من مدينة خنيفرة. وقد ردد المتظاهرون شعارات تندد بالفساد وتطالب برحيل رموزه ومحاسبتهم عن الجرائم التي اقترفوها، كما نددوا بسلوكات رئيس المجلس البلدي الذي بات يعتبر نفسه فوق القانون على حد تعبير أبناء المدينة، خاصة وأنه جيش بعض أتباعه لتنظيم وقفة احتجاجية مضادة دون أن يدرك أن مثل هذا السلوك يمكن أن ينجم عنه انزلاقات قد تدخل المدينة في دوامة من العنف لا تحمد عقباها.