تم التذكير خلال برنامج خاص بتتويج الفائزين بالدورة الخامسة لجائزة الإبداع الأدبي على شاشة القناة الثانية للتلفزة المغربية، والذي تولى تنشيطه عتيق بنشيكر برفقة فدوى الحساني، بأن هذه المسابقة عرفت مشاركة ما يفوق أربعمائة متباريا في الأجناس الإبداعية الآتية: الشعر والقصة القصيرة والرواية، بثلاث لغات هي: العربية والأمازيغية والفرنسية. وأن لجنة خاصة اشتغلت في الظل وأفرزت خمس عشرة مساهمة، لتحال بعد ذلك على لجنة أخرى للتحكيم، ارتأت أن تنتقي مساهمة واحدة من كل جنس إبداعي على حدة. كما تم التذكير خلال هذا البرنامج، بشروط هذه المسابقة التي تتمثل في تراوح سن المشاركين بين الثامن عشر والثلاثين، بالإضافة إلى وجوب حمل الجنسية المغربية. وأعطيت الكلمة في مستهل هذه الحلقة للأديب المغربي عبداللطيف اللعبي باعتباره راعيا لهذه المسابقة، حيث أبدى تمنيه بأن تتكاثر مثل هذه المبادرات وتتنوع، لأن من شأنها أن تمنح نفسا جديدا للثقافة المغربية، والتحفيز على مزيد من العطاء. وذكر أن بلدنا ليس بحاجة فقط إلى الخبز وحرية التعبير، بل هو بحاجة كذلك إلى مبدعين، يتحدثون عن أحلامهم وآلامهم ورغباتهم وتوقهم إلى عالم أفضل. وشدد على أهمية ظهور جيل جديد من المبدعين، مذكرا بأن الميثاق الوطني للثقافة الذي طرحه للنقاش، يحتل فيه الشباب موقعا هاما، لأن سن الشباب هو السن القادر على العطاء، وتمنى أن الحلم الذي حمله لما يزيد عن أربعين سنة في سبيل الرقي بالثقافة المغربية، أن يحمله الجيل الجديد، كل وفق طريقته، مستدركا القول إن هذه ليست دعوة لهؤلاء الشباب لكي يكونوا نسخة مطابقة لجيله، بل عليهم أن يخلقوا مستقبلهم الخاص وأن يحافظوا على الثقة في أنفسهم. وكان الفائز بجائزة الشعر المكتوب باللغة العربية، المبدع عبداللطيف فضول، الذي شدد على الأهمية التي تكتسيها مثل هذه المبادرة، ودعا إلى ضرورة تكثيف الجهود لدعم الكاتب، خصوصا في ظل أزمة القراءة. ونال الجائزة في نفس الجنس الأدبي، باللغة الأمازيغية، المبدع عبدالحكيم بقي، حيث اعترف بدور حفظ الأشعار في صقل موهبته، مذكرا بنصيحة أبي تمام، والمتمثلة في حفظ مائة ألف بيت من الشعر ونسيانها. فيما نالت الجائزة نفسها باللغة الفرنسية، المبدعة حنان كوثر، التي ذكرت أهمية السند الذي قدمه لها أبواها، لشق طريقها في هذا المجال الإبداعي الذي يتطلب الكثير من الجهد والصبر. بينما نال جائزة القصة القصيرة المكتوبة باللغة العربية، المبدع أنس الشريف، الذي ذكر أن دافعه لكتابة هذه المجموعة القصصية، هو لقاؤه بصديق حكى له معاناته في مخيمات تندوف، فارتأى نقل هذه المعاناة في قالب إبداعي لنصرة القضية الوطنية. وكانت الجائزة الخاصة بهذا الجنس الأدبي، باللغة الأمازيغية، من نصيب المبدع حسن داهو، الذي ارتأى أن يهدي هذه الجائزة إلى كافة مناضلي الثقافة الأمازيغية. ونالت المبدعة صوفية ملوك الجائزة عن مجموعتها القصصية المكتوبة باللغة الفرنسية، موضحة أن من أوحى لها بكتابة هذه المجموعة هو تعاطفها مع طفل تعرفت عليه أثناء إقامتها في اليابان، يدعى «أومي»، إلى حد أنها أطلقت اسمه على مجموعتها التي رشحتها للفوز بهذه الجائزة. أما جائزة الرواية المكتوبة بالعربية، فكانت من نصيب المبدعة رجاء بوقراد، التي كانت متأثرة جدا بهذا الفوز، وأبت إلا أن تهدي الجائزة إلى سكان المناطق الجبلية الذين يعانون من قساوة العيش، متمنية استمرارية هذه المسابقة، حتى تتمكن الأجيال الجديدة من تحقيق أحلامها. ونال الجائزة في هذا الجنس الأدبي باللغة الفرنسية، المبدع نوفل مرزاق، الذي لم يفوت الفرصة دون أن يوجه شكره العميق لوالديه، حيث شجعاه على ممارسة هوايته في الكتابة الإبداعية ووثقا بموهبته. غير أن اللافت في هذه الدورة، هو حجب الجائزة المخصصة للغة الأمازيغية في جنس الرواية، وقد تم اعتبار ذلك، أن مؤلفي هذا الجنس الأدبي، لا تزال تنقصهم التجربة، غير أنهم مع مداومة الممارسة والاحتكاك بتجارب مختلفة في هذا المجال، سيجعلهم يحققون ذواتهم، ويصبحون في مستوى المنافسة. تجدر الإشارة إلى أن الفائزين، حصلوا على تذكار عبارة عن شراع، باعتباره يرمز إلى الصمود والسير على الدرب الطويل والشاق، الذي ليس سوى درب الإبداعي، كما تمت التوصية بطبع الأعمال الفائزة.