يبدأ ليفربول الإنجليزي حملة الدفاع عن اللقب الذي توج به الموسم الماضي على حساب مواطنه توتنهام، بمواجهة متجددة، يومه الثلاثاء، مع مضيفه نابولي الإيطالي، فيما سيكون برشلونة الإسباني أمام رحلة صعبة في ألمانيا ضد بوروسيا دورتموند، في الجولة الأولى من مسابقة دوري أبطال أوروبا. وعلى ملعب “سان باولو”، يحل ليفربول ضيفا على نابولي وهو مدرك بأن الأمور لن تكون سهلة على الإطلاق، استنادا إلى مواجهة الفريقين الموسم الماضي حين تأهل فريق “الحمر” إلى ثمن النهائي كثاني المجموعة الثانية خلف باريس سان جيرمان الفرنسي، وبفارق الأهداف فقط عن منافسه الإيطالي، بعد أن تبادلا الفوز كل على ملعبه بنتيجة واحدة 1-0. وخلافا للموسم الماضي، حين كانت المجموعة تضم سان جيرمان، يبدو ليفربول ونابولي مرشحين بقوة للحصول على بطاقتي المجموعة الخامسة إلى الدور ثمن النهائي، بما أنها تجمعهما بريد بول سالزبورغ النمسوي وغنك البلجيكي. وتحضر الفريقان بأفضل طريقة لمباراة، يومه الثلاثاء، التي ستكون الثانية بينهما هذا الصيف بعدما تواجها وديا في أواخر يوليوز وخرج نابولي منتصرا بثلاثية لورنتسو إينسينيي والبولندي أركاديوس ميليك والألماني أمين يونس، إذ حقق ليفربول السبت على حساب نيوكاسل (3-1) فوزه الخامس من أصل خمس مراحل في الدوري الممتاز، فيما حقق منافسه الإيطالي فوزه الثاني في ثلاث مباريات في الدوري المحلي، وذلك على حساب سمبدوريا بثنائية البلجيكي درايس مرتنز. وكانت مباراة السبت الأولى لنابولي هذا الموسم على ملعبه “سان باولو” الذي خضع لعملية إعادة تأهيل، أثارت جدلا كبيرا لاسيما من قبل مدرب الفريق كارلو أنشيلوتي الذي انتقد بشدة الأعمال التي نفذت في غرف الملابس. وقال أنشيلوتي بحسب ما نقل عنه موقع النادي “لقد رأيت الوضع في غرف تبديل الملابس في ملعب سان باولو.. لا أجد الكلمات لوصفه.. أنا غاضب من الأخطاء وعدم كفاءة أولئك الذين أوكل إليهم تنفيذ هذه الأعمال”. وتساءل أنشيلوتي عما إذا كانت أعمال التأهيل ستنجز في الوقت الكافي، قائلا “خلال شهرين يمكن بناء منزل، لكنهم لم يتمكنوا من إنجاز تأهيل غرف الملابس! أين نقوم بالتبديل قبل اللعب مع سمبدوريا وليفربول؟”. ورد مسؤولون عن التأهيل بالتأكيد أن الأعمال أنجزت، في وقت نشر النادي عبر “تويتر” أيضا شريطا مصورا قصيرا من داخل الغرف، بدا فيه أن معظم الأعمال الأساسية من الطلاء والخزائن والتجهيزات قد أنجزت، لكن مع تبقي العديد من الأدوات مبعثرة في الأرض، إضافة إلى عدد من السقالات المعدنية الموزعة في أرجاء الغرف. وبغض النظر عما إذا كان أنشيلوتي محقا في انتقاده لعملية إعادة التأهيل والفوضى العارمة في غرف الملابس، كان مرتنز سعيدا بالعودة إلى ملعب “سان باولو” السبت ضد سمبدوريا، موضحا “أردنا أن نقدم أداء جيدا في مباراتنا الأولى أمام جماهيرنا وكان من المهم لنا أن نعود إلى سكة الانتصارات في الدوري”، بعد الخسارة الدراماتيكية في المرحلة الماضية أمام يوفنتوس حامل اللقب 3-4 بهدف سجله مدافع الفريق الجنوبي السنغالي كاليدو كوليبالي في مرماه عن طريق الخطأ في الوقت بدل الضائع. وعلى ملعب “سيغنال إيدونا”، يفتتح برشلونة مشواره في المسابقة القارية التي توج بلقبها خمس مرات لكن آخرها يعود إلى عام 2015، بمواجهة صعبة للغاية ضد دورتموند ضمن المجموعة السادسة التي تعتبر “مجموعة الموت”، بما أنها تضم أيضا إنتر ميلان الإيطالي الذي يلتقي الثلاثاء على ملعبه مع سلافيا براغ التشيكي. وأقر المدرب السويسري لدورتموند لوسيان فافر بعد القرعة بصعوبة المهمة ضد برشلونة وإنتر ميلان الذي يقوده هذا الموسم مدرب يوفنتوس وإيطاليا وتشلسي الإنكليزي السابق أنتونيو كونتي مع مجموعة من اللاعبين الجدد، قائلا “إنها حقا مجموعة صعبة للغاية، ما يجعل التحدي أكبر بكثير بالنسبة لنا”. وتابع “ماذا بإمكاني القول عن برشلونة ونجمه الأرجنتيني ليونيل ميسي ورفاقه؟ إنتر يريد العودة إلى قمة الكرة الإيطالية واستثمر كثيرا هذا الصيف من أجل محاولة تحقيق ذلك… من الجميل أن تحظى بفرصة مواجهة فرق من هذا النوع، والأماكن التي سنخوض فيها مبارياتنا خارج ملعبنا ليست سيئة على الإطلاق (نوكامب وسان سيرو بالتحديد)، لكن علينا أن نقدم أفضل ما لدينا في كل مباراة من أجل محاولة تخطي دور المجموعات”. أما قائد دورتموند ماركو رويس فقال “من الواضح أن هذه المجموعة صعبة للغاية.. نواجه منافسين لم نختبر أنفسنا ضدهم في الأعوام الأخيرة”. وستكون مواجهة “سيغنال إيدونا بارك” الأولى بين دورتموند وبرشلونة في المسابقة القارية، لكنهما التقيا سابقا على الكأس السوبر القارية عام 1998 حين توج النادي الكاتالوني باللقب بفوزه ذهابا على أرضه 2-0 قبل التعادل إيابا 1-1 (كانت تقام بنظام مباراتي ذهابا وإياب). وتلقى جمهور برشلونة خبرا سارا قبيل المواجهة الهامة ضد دورتموند بعودة نجمه ميسي الأحد الماضي إلى التمارين الجماعية بعد غيابه منذ نحو شهر بداعي الإصابة. ونشر النادي الكاتالوني على حسابه على تويتر “+ليو+ ميسي يتمرن مع الفريق والفرنسي عثمان ديمبيلي شارك بشكل جزئي في الحصة التدريبية مع الفريق”، مرفقا بصورة للأرجنتيني والفرنسي الى جانب مواطن الأخير أنطوان غريزمان. وتعرض الأرجنتيني لإصابة في ربلة الساق اليمنى خلال الحصة التدريبية الأولى بعد الإجازة الصيفية منتصف شهر غشت الماضي، ما أبعده عن المباريات الأربع التي خاضها فريقه حتى الآن في الليغا. ويدخل الفريقان الى مباراة الثلاثاء بمعنويات مرتفعة بعد الفوزين الكاسحين اللذين حققاهما في الدوري المحلي، دورتموند على باير ليفركوزن 4-0 بفضل ثنائية ماركو رويس، وبرشلونة على فالنسيا 5-2 بفضل ثنائية للعائد من الإصابة الأوروغوياني لويس سواريز. وفي المجموعة الثامنة، تبدو المنافسة مفتوحة تماما بوجود تشلسي الإنكليزي، بطل مسابقة “يوروبا” ليغ، وفالنسيا الإسباني الذي أقال مدربه مارسيلينو غارسيا الأربعاء وعين بدلا منه ألبير سيلاديس الذي سقط في اختباره الأول أمام برشلونة 2-5، وأياكس أمستردام الهولندي صاحب الانجاز الموسم الماضي حيث جرد ريال مدريد الإسباني من اللقب ووصل الى نصف النهائي بعد اقصائه يوفنتوس الإيطالي، إضافة الى ليل الفرنسي. ويبدأ تشلسي المشوار على أرضه ضد فالنسيا، فيما يلعب أياكس على أرضه أيضا ضد ليل. ويلعب يومه الثلاثاء أيضا ليون الفرنسي مع زينيت سان بطرسبورغ الروسي، وبنفيكا البرتغالي مع لايبزيغ الألماني ضمن منافسات المجموعة السابعة.