القذافي: برلوسكوني خانني والثوار قضيتهم باتت خاسرة أكد الزعيم الليبي معمر القذافي أمس الثلاثاء أن الثوار الذين يقاتلون نظامه سيهزمون وأن الشعب الليبي يقف إلى جانبه، معربا عن شعوره بالتعرض «للخيانة» من حليفه السابق رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني. وقال القذافي لصحيفة «ايل جورنالي» الايطالية إن الثوار «فقدوا الأمل، وقضيتهم باتت خاسرة»، وذلك ردا على سؤال حول الوقت الذي قد تستغرقه استعادة القوات الحكومية للسيطرة على شرق ليبيا. وأضاف العقيد الليبي أن الثوار لديهم «خيارين: الاستسلام أو الهرب»، مؤكدا أن «هؤلاء الإرهابيين يستخدمون المدنيين دروعا بشرية بما في ذلك النساء». من جهته، أعلن وزير الخارجية الفرنسي الآن جوبيه أمس الثلاثاء أن وزراء خارجية دول مجموعة الثماني لم يتفقوا خلال اجتماعهم في باريس على ضرورة التدخل عسكريا في ليبيا، معترفا بانه لم يتمكن من «إقناع» نظرائه بهذه المسألة. وقال جوبيه لإذاعة أوروبا 1 بعد عشاء عمل مساء الاثنين مع نظرائه في الولاياتالمتحدة وروسيا وألمانيا وبريطانيا وايطاليا وكندا واليابان «حتى اللحظة، لم أقنعهم». وذكر بان فرنسا وبريطانيا «بادرا» إلى الدعوة لإقامة منطقة حظر جوي أو شن ضربات محددة الأهداف لإضعاف القدرة العسكرية لمعمر القذافي. واقر بان «القذافي يسجل نقاطا». ومن دون الحديث علنا عن مصير بنغازي معقل الثوار الليبيين وثاني مدن البلاد، اعترف الوزير الفرنسي بان المجتمع الدولي لن يتمكن من منع القذافي من استعادتها. وقال «اليوم لا نملك الوسائل العسكرية بما أن المجتمع الدولي لم يقرر التزود بها». وأوضح جوبيه أن وزراء مجموعة الثماني اتفقوا على الاستئناف السريع للمحادثات داخل مجلس الأمن الدولي للتوصل إلى قرار يزيد الضغط على الزعيم الليبي، متحدثا عن إمكان إقامة حظر بحري. كما اتفق وزراء مجموعة الثماني على إشراك الدول العربية والإفريقية في أي تحرك حول ليبيا. ومن المقرر أن يستأنف وزراء خارجية مجموعة الثماني محادثاتهم صباح الثلاثاء على أن تنتهي في الساعات الأولى من بعد الظهر. وعد الجيش الليبي الاثنين بالعفو عن جميع العسكريين الذين التحقوا بصفوف الثوار «إذا رجعوا نادمين وسلموا أسلحتهم»، كما نقل التلفزيون الرسمي عن اللجنة العامة الموقتة للدفاع. ونقل التلفزيون عن اللجنة العامة الموقتة للدفاع أن «قوات الشعب المسلح (الجيش) وهي تزحف لتطهير البلاد من العصابات وشراذم القاعدة تعلن إلى جميع العسكريين المغرر بهم بأنه سيتم العفو عن كل عسكري يرجع نادما ويسلم سلاحه». وحققت قوات النظام الليبي الأحد تقدما في اتجاه معقل الثورة في شرق ليبيا بعدما استعادت عددا من المدن مستخدمة المدفعية والطيران، وتقدم خط الجبهة باتجاه الشرق بينما تسقط مدينة تلو الأخرى بأيدي قوات نظام القذافي الذي أكد تصميمه على القضاء على الثورة. وسقطت صباح أول أمس أربع قذائف على مسافة 6 كلم غرب اجدابيا، الهدف التالي للقوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي على طريق استعادتها السيطرة على شرق البلاد من الثوار، من دون أن توقع ضحايا، كما أفاد الثوار لوكالة فرانس برس. وسقطت القذائف الأربع على مقربة من مستديرة عند المدخل الجنوبي للمدينة، على ما أوضح المتمردون الذين ما زالوا يسيطرون على المدينة الواقعة على مسافة 160 كلم جنوب معقلهم بنغازي. وشاهد صحافيو فرانس برس فجوتين قطر كل منهما أربعة أمتار تبعد الواحدة عن الأخرى خمسة أمتار تقريبا. وعلى الطريق بين اجدابيا وبنغازي كان العديد من المدنيين صباح الاثنين يفرون من المدينة شرقا في شاحنات صغيرة محملة بالحقائب والأكياس والفرش. وهبت عاصفة رملية على المنطقة قبل الظهر. وبعد سقوط البريقة بأيدي قوات القذافي، باتت اجدابيا الواقعة على مسافة 80 كلم شرق البريقة و170 كلم جنوب بنغازي آخر مدينة يسيطر عليها المتمردون قبل معقلهم في بنغازي، ثاني كبرى المدن الليبية وحيث مقر المجلس الوطني الانتقالي الذي شكلته المعارضة.