لازالت تداعيات التدوينات التي صدرت في مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تضمنت تحريضا على العنف والتطرف ضد سائحات من بلجيكا قمن بأنشطة اجتماعية بجنوب المغرب منطقة تارودانت، تثير ردود فعل غاضبة لدى هيئات المجتمع المدني والحركة الحقوقية ومختلف الفاعلين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي. واعتبرت الأصوات التي استنكرت ما تضمنته هذه التدوينات، بأن الأمر يتعلق بتصرف لا ينبغي السكوت عنه أو تجاهله، لكونه تصرف يمس بصورة المجتمع المغربي المعروف بالتسامح و التعايش وقبول الاختلاف، بل و يضرب عرض الحائط المشروع المجتمعي و رسالة الدستور المغربي المرتكزة على المساواة و احترام الآخر. وفيما عبرت جمعية جسور ملتقى النساء المغربيات، في بلاغ لها، عن شجبها للخطاب الذي تضمنته التدوينات، والذي هو ليس فقط خطاب عنصري، بل خطاب إرهابي، يضرب عرض الحائط المشروع المجتمعي و رسالة الدستور المغربي المرتكزة على المساواة و احترام الآخر، أطلق فاعلون من مختلف المجالات بينهم كتاب، وجامعيون وفنانون وسينمائيون وجامعيون وفاعلون جمعويون ، نداء استنكار ضد دعاة الكراهية. وطالب جمعية جسور، بوضع حد لمثل هاته التصريحات المتطرفة، خاصة وأنها صدرت عن رجل تعليم من المفروض أنه مسؤول على تربية الأجيال وتكوينها، وكذا عن نائب برلماني من خلال صفحته الشخصية، عبر الفايسبوك والذي نشر تدوينة يتهم فيها سائحات بلجيكيات يتطوعن في عمل إنساني بأحد المناطق النائية، بضواحي اقليم ترودانت” بنشر الفاحشة وسط مجتمع محافظ كما شكك في نوايا المتطوعات في هذا الورش التطوعي” هل لهم هدف انساني أم شيء آخر..” . واعتبرت ردود الفعل، أن هذه التدوينات ، والتي تضمنت دعوة للتطرف من خلال التركيز على الملابس الصيفية للمتطوعات، كان حري على أصحابها القيام بالتنويه بقيمة العمل الانساني والمجهود الذي تقوم به فئة كبيرة من المتطوعين والمتطوعات الأجانب بتنسيق مع جمعيات محلية.. حيث يسخرون جهدهم وأوقاتهم وأموال منظماتهم لأعمال هادفة ونبيلة لبعض السكان المغاربة الذين يعيشون في ظروف صعبة. وشددت جمعية جسور بالقول ” إننا نعلن لجميع الفاعلين من مختلف دول العالم أن المغرب ظل ولازال قبلة لمختلف الثقافات والحضارات و مقر استقبال لكل سكان العالم مهما كانت دياناتهم وجنسياتهم ومحب للتعايش والتسامح ونشر ثقافة التضامن، مؤكدة الرفض التام للترويج للكراهية والعنف والخطاب العنصري المتطرف ، مطالبة في الوقت ذاته، بوضع حد لهذه التصرفات المشينة ومعاقبة كل من سولت له نفسه المساس بالحرية والاستقرار. فيما تضمن النداء الاستنكاري ضد دعاة الكراهية، دعوة إلى التعبئة لمواجهة هذا الخطاب الذي يحاول إعلان الوصاية على المغاربة بالتحدث باسمهم أو أخذهم كرهائن.