تم، أول أمس الأربعاء، إعطاء انطلاقة خدمات المركز الصحي “الأمل” من المستوى الثاني، وذلك بعد إعادة تأهيله وتجهيزه بمعدات بيوطبية أساسية وتجهيزات مكتبية، وكذا تعبئة الموارد البشرية الضرورية. ويندرج هذا المشروع، الذي أعطى انطلاقته وزير الصحة أناس الدكالي، في إطار تعزيز العرض الصحي بالمؤسسات الصحية الأولية على مستوى جهة الرباط – سلا -القنيطرة، من خلال تطوير خمس مراكز صحية بما فيها مركز “الأمل”، الذي يتواجد بمقاطعة يعقوب المنصور بالرباط. وبهذه المناسبة، أكد الدكالي أن المركز الصحي “الأمل” سيغطي حاجيات ساكنة مقاطعة يعقوب المنصور من الخدمات الأساسية، مضيفا أن هذا المركز يعتبر الرابع بالرباط الذي يعتمد خدمة طب الأسرة. وأوضح الوزير، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن طب الأسرة، الذي يمكن من تخزين كل المعطيات المرتبطة بالمريض وأسرته، يعد خدمة نوعية هدفها الاهتمام بالمريض وليس بالمرض، وكذا التكفل به طيلة مراحل حياته وبأفراد الأسرة وفق مقاربة طبية ونفسية واجتماعية أكثر منها مقاربة علاجية محضة. وأضاف المسؤول الحكومي أن المركز يتوفر على عدة تخصصات منها طب الأمراض الجلدية وطب الأطفال، كما يوفر تتبعا للأمراض المزمنة كداء السكري وارتفاع الضغط الدموي، وتتبع مرضى السل من خلال توفير الأدوية، وصحة الفم والأسنان، مشيرا إلى أن هناك تنسيق مع الجامعة وكلية طب الأسنان لتوفير التكوين المستمر للأطباء المشتغلين بالمركز. واعتبر الدكالي أن المركز الصحي “الأمل” يعد نموذجا للمراكز الصحية التي تستجيب لجل الحاجيات الصحية بما فيها الصحة البدنية والنفسية للمواطن، مما يساهم في تجنب الاكتظاظ بالمستشفيات والمستعجلات واختصار الوقت وتحقيق القرب من المواطن وتحسين الخدمات الصحية. من جانبها، قالت مندوبة وزارة الصحة بالرباط الدكتورة نورية السعيدي، في تصريح مماثل، إن المركز الصحي “الأمل” من المستوى الثاني يضم العديد من الخدمات الصحية منها العلاجية والوقائية إضافة إلى مجموعة من الاختصاصات المتمثلة في طب الأمراض الجلدية وطب الأمراض الصدرية وصحة الفم والأسنان، والصحة الإنجابية وصحة الأطفال. وأضافت أن خصوصية المركز تتمثل في تقديمه لخدمة طب الأسرة التي تعتبر مدينة الرباط سباقة في توفيرها، مشيرا إلى أن طب الأسرة يقوم على مقاربة شاملة تهتم بمختلف الجوانب الصحية للمريض الجسدية والنفسية والسوسيو اقتصادية. وأوضحت أن طب الأسرة يشرف عليه طبيب اختصاصي تلقى تكوينا في طب الأسرة كتخصص مستقل بعد التخرج من كلية الطب، مبرزة أن هذه الخدمة تمكنه من معالجة مجموعة من الأمراض وتتيح له آليات مهمة للتكفل بالأمراض المزمنة والحادة وتتبع الحمل والولادة. وسجلت السعيدي أن طب الأسرة يروم معالجة حوالي 80 في المائة من الحالات الوافدة على المركز الصحي، مضيفة أن المركز يوفر للمريض ملفا صحيا إلكترونيا للأسرة حتى يتمكن المريض من معرفة حالته الصحية من جهة، ويتيح لطبيب الأسرة معرفة تاريخ الفرد الصحي وبالتالي التمكن من تشخيص أدق للحالة الصحية للمريض من جهة أخرى. ويهدف هذا المشروع، الذي أنجز بتكلفة تقدر ب4 ملايين و426 و150 درهم، إلى تطوير العرض الصحي، من خلال ضمان استشارات طبية ورعاية صحية ذات جودة في مستوى انتظارات ساكنة حي الأمل بيعقوب المنصور بالرباط، والتي تقدر بأزيد من 26 ألف نسمة، وكذا الاستجابة لحاجاتهم الملحة والمتزايدة لطلبات العلاج وخاصة منها العلاجات المتخصصة من ضمنها تتبع ورعاية 1141 مصاب بداء السكري، و771 مصاب بارتفاع الضغط الدموي. من جهة أخرى، يرمي هذا المشروع إلى تحسين ظروف اشتغال مهنيي الصحة العاملين بهذا المركز من خلال توفير الإمكانيات اللوجستيكية والتجهيزات البيوطبية الأساسية. ولضمان حسن سير خدمات هذا المركز الصحي، عبأت الوزارة أطباء عامين وأطباء متخصصين في طب الأسرة، طب الأطفال، طب الأسنان، طب الشغل، طب أمراض الجلد، وطب أمراض الصدر والجهاز التنفسي إلى جانب ممرضين وتقنيين. وتجدر الإشارة إلى أنه في إطار تحسين مستوى خدمات الرعاية الصحية الأولية، قامت الوزارة بتعيين عدد من الأطباء متخصصين في طب الأسرة بالمراكز الصحية، يهتمون بالجوانب الصحية المختلفة لأفراد الأسرة، سواء منها الجسدية أو النفسية أو السلوكية وغيرها سواء كانوا أطفالا أو كبارا بالغين أو مسنين من النساء أو الرجال.