تغييرات مهمة شهدتها الدورة ال41 للجمعية العمومية للاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف)، والمنعقدة يوم الخميس الماضي بالعاصمة المصرية القاهرة على هامش نهائيات كأس إفريقيا للأمم بمصر، والتي اختتمت أمس الجمعة. أغلب هذه التغييرات ذهبت في اتجاه التخلص من أعضاء حامت حولهم الكثير من الشكوك في الآونة الأخيرة، ولم يستطيعوا التخلص من الإرث السابق، حيث وجهت لهم أصابع الاتهام في أكثر من ملف، وأكثر من فضيحة هزت أركان كرة القدم الإفريقية. أبرز هؤلاء الأعضاء الذين غادروا منصب المسؤولية داخل جهاز (الكاف) هناك التونسي طارق البوشماوي واحد من صقور عهد الكاميروني عيسي حياتو، والذي يعتبر امتدادا للفاسد سليم شيبوب الذي اعترف في المدة الأخيرة أنه كان يتحكم في تسيير الأمور داخل الاتحاد القاري، وأنه كان يتدخل لخدمة مصالح كرة القدم التونسية سواء على مستوى المنتخبات أو الأندية. طارق بوشماوي خسر رئاسة لجنة مسابقات الأندية داخل (الكاف) لصالح الكونغولي كونستان أوماري سليماني، أحد اللجان المهمة والمؤثرة داخل أقوى جهاز رياضي داخل القارة الإفريقية. العضو الثاني هو النيجيري اموجو بينيك الذي كان يحتل مركز النائب الأول للرئيس أحمد أحمد، حيث عوض بالكونغولي كونستان أوماري، ليصبح فوزي لقجع تلقائيا نائبا ثانيا، بعدما كان ثالثا، متقدما على الجنوب الإفريقي داني جوردان، واحد من الأعداء التاريخيين للمغرب. وبينيك هذا تلاحقه شبهة الفساد في بلاده، وأصدرت مذكرة بحث دولية في حقه قبل أسبوع، وهو مهدد بالاعتقال حال عبوره الأراضي النيجيرية. وهناك معلومات تؤكد أن لقجع كان بإمكانه أن يصبح النائب الأول، إلا أنه تراجع في الأخير، أولا نظرا للعلاقة الخاصة التي تربطه بأوماري، وثانيا عدم تقديم هدايا لأعداء المغرب الذين لا ينظرون بعين الرضا لهذا الحضور اللافت الذي أصبح للأعضاء المغاربة داخل (الكاف). كل هذه التغييرات المهمة التي طرأت على مناصب حساسة داخل الكاف تم الحسم فيها أمام أعين رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) السويسري جياني إنفانتينو الذي لم يعد مجرد مراقب عن كثب، بل وصيا من خلال تعيين الكاتبة العامة ل (الفيفا) السنغالية فاطمة سامورا مشرفة على تسيير (الكاف)، عن طريق لجنة معينة لهذا الغرض يتواجد بها المغربي فوزي لقجع، وتضم هذه اللجنة المصغرة في عضويتها ممثلا آخر للكاف وممثلين عن (الفيفا)، وهما المساعدان الأقربين لإنفانتينو، وحددت مهمة هذه اللجنة في وضع خارطة طريق جديدة لتسيير وتدبير (الكاف)، مع العلم أن لقجع كان خلال الاجتماعات الأخيرة للمكتب التنفيذي من أبرز المعارضين لوصاية (الفيفا) على (الكاف). كل هذا يذهب في اتجاه تكريس الحضور المغربي اللافت داخل جهاز الكاف، والذي تعزز قبل ذلك بتعيين المغربي معاذ حجي كاتبا عاما ل (الكاف)، بدلا من المصري عمرو فهمي، وهو ما أثار حفيظة المصريين، بعد أن كان هذا المنصب مصريا بالوراثة. حضور من المفروض أن يتعزز من خلال الدعم والمساندة، والتوقف عن مواصلة الحروب الداخلية الخاسرة، والتي تقدم هدايا مجانية للمتربصين ولأعداء المغرب الذين لا يترددون في الإساءة كلما سنحت لهم بذلك.