تسعى مارتشيكا ميد منذ تأسيسها في يوليوز 2009 إلى إطلاق مشاريع كبرى تهدف أساسا إلى تحقيق التنمية المستدامة والمندمجة للناظور الكبير. وخلال ندوة صحافية نظمت بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيسها، مؤخرا بمارينا أطاليون (إقليمالناظور)، تم التأكيد على أن هذه المؤسسة عملت على تنفيذ استراتيجية تنموية منسجمة ومبتكرة في هذا الصدد، والتي رسم معالمها صاحب الجلالة الملك محمد السادس. وأكد المدير العام لمارتشيكا ميد سعيد زارو، خلال هذا اللقاء، أن هذا الورش الذي أطلقه صاحب الجلالة سنة 2009، ينتصب اليوم كمشروع سياحي وحضري هام من شأنه الإسهام في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية لجهة الشرق من خلال إحداث الثروة والنهوض بالتشغيل وحماية الموارد الطبيعية والتنوع البيولوجي للبحيرة. وأبرز أن بحيرة مارتشيكا التي تبلغ مساحتها 115 كلم مربع وتمتد الكثبان الرملية على طول 25 كلم يفصلها عن البحر الأبيض المتوسط، بإمكانياتها الطبيعية والإيكولوجية الغنية، تستفيد حاليا من مشروع في مستوى التزامات المغرب من أجل تحقيق التنمية في احترام تام للمتطلبات البيئية. وقال زارو إن هذا المشروع الكبير لتهيئة وتأهيل موقع بحيرة مارتشيكا يتوخى إحياء هذا الفضاء الفريد، المصنف كموقع ذي أهمية بيولوجية وإيكولوجية، وأيضا على قائمة رامسار (الاتفاقية حول المناطق الرطبة) منذ سنة 2005. وتضمنت المرحلة الأولى من المشروع تنقية بحيرة مارتشيكا، باستثمار بقيمة 1,5 مليار درهم. وكان لأشغال التنقية وقع اجتماعي هام حيث تمت تعبئة يد عاملة محلية، أصبحت على دراية بعد ذلك بالمهن المتعلقة بالبيئة. وبحسب المتحدث، فإن المبادرات التي تم إطلاقها همت على الخصوص إنجاز محطة لمعالجة المياه المستعملة بالناظور الكبير وتنظيم خدمة جمع ونقل وتخزين النفايات الصلبة وإعادة تأهيل المطرح القديم وإنجاز مركز جديد للتخزين. وأضاف أن افتتاح ممر جديد طوله كيلومتر واحد وعرضه 300 متر مكن من إعادة إحياء المجال البحري وعودة الطيور المهاجرة إلى البحيرة، لافتا إلى أن مراقبة الطيور يمكن أن تجتذب، وفق دراسات أولية، ما يناهز 150 ألف زائر سنويا. وأكد، في هذا الصدد، أن حماية البيئة وتثمين الواجهة البحرية والإسهام في تحسين عيش الساكنة تعد ضمن أهداف مارتشيكا ميد. من جانب آخر، وفي سياق تنفيذ الورش الكبير لتهيئة بحيرة مارتشيكا، تم إيلاء عناية خاصة للتجديد والتأهيل الحضري. وأشار المسؤول، في هذا السياق، إلى إعادة هيكلة العديد من الأحياء ناقصة التجهيز وربطها بالخدمات الأساسية في تيركعة وبوعرورو وشعالة، بالإضافة إلى جماعتي أركمان وبني انصار. كما تم، يضيف السيد زارو، إنجاز بنيات تحتية للقرب مع تهيئة ساحات عمومية، فضلا عن الأشغال الهامة التي شملت الناظور الكبير بما يمكن من حماية المنطقة من مخاطر الفيضانات. ومن بين المشاريع الرائدة أيضا، تأهيل كورنيش الناظور بوصفه قطبا حقيقيا للجاذبية الحضرية والسياحية، وذلك بفضل العديد من التهيئات المنجزة، بما فيها مسارات الدراجات وملاعب القرب ومسار طبيعي ومنتزه للألعاب وإضاءة ملائمة. كما يتعلق الأمر بالشاطئ الحضري للناظور، الذي أحدث على المطرح القديم للنفايات، انطلاقا من الرواسب الطبيعية المستخرجة من جرف البحيرة. ويروم هذا الفضاء الجديد توفير مكان للترفيه والاستجمام لزوار البحيرة، مع حماية الواجهة الساحلية، وفق ما أفاد به المدير العام لمارتشيكا ميد. ومن أجل تيسير التنقل والولوج في محيط بحيرة مارتشيكا، جرى تهيئة المسارات، من بينها الطريق المدارية تويما التي توفر مسارا رائعا ومجهزا بالإنارة للولوج إلى البحيرة، علاوة على طريق تيركعة ومساراتها، التي تمت تهيئتها حتى تستوعب حركة التنقل. كما قامت وكالة مارتشيكا بإعادة تهيئة وتقوية الطريق التي تربط بين أطاليون وبني انصار، ما أدى إلى تحسين الولوج إلى ميناء بني انصار. وفي السياق، ستتعزز البنية الفندقية بالناظور بإطلاق فندق جديد، هو مارتشيكا لاغون روسورت، الذي يطل على إحدى أجمل البحيرات في حوض البحر الأبيض المتوسط. وتحتوي هذه المؤسسة الفندقية، التي تمتد على 3,75 هكتار، على 93 وحدة، على أن تفتح أبوابها رسميا في 15 يوليوز الجاري. ووفق زارو، فإن هذه الوحدة الفندقية الفخمة، القائمة في قلب مدينة أطاليون، أعطت الأولوية في التشغيل للشباب المنحدرين من المنطقة، بمعدل 70 في المئة من مجموع العاملين. وعهد بمارتشيكا لاغون روسورت، المملوك بالتساوي للمكتب الوطني للسكك الحديدية ووكالة مارتشيكا، للفندق الشهير المامونية للإشراف على تدبيره، وفق ما قال المتحدث. وتعتزم مارتشيكا ميد بناء فنادق أخرى من صنف 3 و4 و5 نجوم بما يناسب كل الميزانيات وفي سياق مواكبة الدينامية السوسيو اقتصادية التي تعرفها الجهة وتشجيع السياحة البيئية. كما يوجد ضمن قائمة المشاريع مدينة أطاليون، وهي شبه جزيرة ذات إطلالة رائعة على البحيرة، والتي تروم توفير منتجع فريد من نوعه بميناء للترفيه ووحدات فندقية وأكاديمية للغولف، بالإضافة إلى استوديو لتحسين تقنيات الغولف من الجيل الجديد. وتضم كذلك «إقامات سكنية للأكاديمية»، التي تشكل أول مشروع سكني فاخر منجز من قبل مارتشيكا ميد، مع 145 شقة من بينها 60 مسكنا سياحيا و85 وحدة معدة للبيع. وقد تم إعداد المدينة، التي تمتد على مساحة إجمالية تقدر ب 154 هكتارا، وربطها بمختلف الشبكات. ويوفر المرسى بشمال أطاليون، 144 فضاء للقوارب الشراعية أو ذات المحرك. وتحتوي أطاليون كذلك على 45000 شجرة و650 فيلا و2230 شقة ومنطقة للرياضة والترفيه التي تقترح مجموعة من الأنشطة، ونادي شاطئي ومطعم للغولف. من جهة أخرى، أكد زارو أنه بالنظر إلى الخبرة الطويلة في ما يتعلق بالتنمية المستدامة والمحافظة على البيئة، تزايدت الطلبات على مارتشيكا ميد من طرف العديد من البلدان الإفريقية للاستفادة من خدماتها في هذا المجال. وأوضح، في هذا الصدد، أن التعاون مع البلدان الإفريقية يندرج في إطار التعاون جنوب – جنوب الذي يدعو إليه جلالة الملك محمد السادس، الذي أعطى تعليماته السامية من أجل وضع الخبرة المغربية رهن إشارة جمهورية الكوت ديفوار بغية حماية وتثمين خليج كوكودي بأبيدجان. وبالنظر إلى الكفاءة العالية للخبرة المغربية في مجال التنمية المستدامة، فقد طلبت بلدان إفريقية أخرى الاستفادة منها على غرار مالي والنيجر ومدغشقر، يضيف زارو الذي أشار في هذا الصدد، إلى أن التعاون مع مدغشقر توخى تثمين قناة بانغالان التي تعتبر واحدة من أطول الممرات المائية في العالم (700 كلم).