شكل تقديم تصميم التهيئة الخاص ببحيرة مارتشيكا، الذي ترأس مراسيمه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أول أمس السبت بالناظور، لبنة أخرى من لبنات دعم السياحة بالمنطقة الشرقية، التي ستصبح واحدة من أهم المراكز السياحية بالمغرب، إلى جانب اضطلاعها بدور محوري في دعم القطاعات الاقتصادية والاجتماعية بالمنطقة، إضافة إلى دعم مبادرات حماية البيئة ومحاربة التلوث بكل أشكاله، وكذلك وضع حد لعمليات التهريب التي كانت تتخذ من هذه المنطقة المعزولة مجالا خصبا لنشاطها، كما أن التصميم يمثل واجهة حقيقية لدعم الأنشطة السياحية ومحاربة التلوث وإعطائها بعدا جماليا وبيئيا، وكذلك دعم الجانب الجيو سياسي والتنموي. مارتشيكا من منطقة معزولة إلى وجهة سياحية عالمية تعتبر بحيرة مارتشيكا ثاني أكبر البحيرات الواقعة جنوب البحر الأبيض المتوسط، وتتوفر على مؤهلات طبيعية استثنائية مرتبطة بنظامها الإيكولوجي الغني والمتنوع، ويعد مشروع تهيئة بحيرة مارتشيكا محركا أساسيا للتنمية الاقتصادية بالمنطقة، عبر خلق وجهة سياحية كبرى تجعل الإقليم فضاء جديدا للتقدم والازدهار . ويطمح المغرب من خلال هذا الاستثمار الضخم إلى جعل موقع بحيرة مارتشيكا نموذج مثالي للتنمية على الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط، كما تهدف إلى وضع المواطن في قلب العملية التنموية والإقتصادية والاجتماعية عن طريق توفير مناصب شغل قارة وبرامج تكوين مختلفة، والأهم من ذلك توفير فضاء سياحي وترفيهي يمكنه من استقطاب آلاف السياح القادمين من الضفة الشمالية للمتوسط على وجه الخصوص . وكانت وكالة تهيئة بحيرة مارتشيكا قامت بوضع تصميم خاص لتقديم رؤية متناسقة تساهم بواسطتها في استصلاح البيئة من خلال تبني مقاربة تحترم المجالات الطبيعية، حيث قامت بمجهودات مهمة في مجال مكافحة تلوث البحيرة المذكورة، تهم أساسا تنظيف الشواطئ وجمع النفايات والملوثات من على ضفافها وكذا من سطح مياهها مباشرة باستعمال قوارب خصيصا لهذا الغرض. ومنذ شروعها في العمل الفعلي منذ أزيد من أربع سنوات، تمكنت الوكالة من تنفيذ مجموعة من أهدافها المسطرة، لإعادة الحياة من جديد لبحيرة طالما كانت محطة لزوارق تهريب المخدرات، ومنبعا لرائحة تزكم أنوف المواطنين بفعل عامل التلوث. وقد أبان المشروع الذي أشرف عليه الملك محمد السادس، عن الإشعاع العالمي الذي بدأت تظهر على ملامح البحيرة، ما سيساهم مستقبلا في الرقي بمستوى الجماعات المحيطة بالبحيرة التي يقع قلبها بمدينة الناظور، إذ ينتظر أن تتحول إلى قطب سياحي بالدرجة الأولى وهو ما سيعطي دفعة جديدة للمنطقة على مستويات عدة، منها المتعلقة بالاقتصاد والتنمية والمجتمع، بالإضافة الى الجانب الحضاري والثقافي، كما ستضع الإقليم في المكان الذي يستحقه. ميناء الناظور غرب المتوسط لبنة أخرى لتعزيز السياحة الترفيهية في سنة 2010 أعطى الملك محمد السادس، بالنفوذ الترابي لجماعة إِعْزَانْنْ القروية بالناظور، إشارة انطلاق الأشغال الخاصة بإنجاز ميناء الناظور غرب المتوسط، ليشكل ثاني إنجاز ضخم في مجال البنية التحتية البحرية بعد "طنجة المتوسط"، ويأتي تشييد ميناء "غرب المتوسط" بالناظور ضمن المخططات التي أطلقها الملك محمد السادس بهذه المنطقة، خصوصا بعدما أصبح ميناء بني انصار وجهة أساسية على مستوى عمليات العبور، والتبادل التجاري خاصة مع دول شمال المتوسط، ومن المنتظر أن تنتهي أشغال الشطر الأول لهذا الصرح البحري في حدود 2015، حيث ينتظر أن يجعل من منطقة "بطيوة" قطبا تجاريا عالميا قادرا على استيعاب ما يقارب المليون ونصف المليون طن، حيث يراهن على هذا الإنشاء لتمكين المركب المينائي المذكور من قدرة هامة لوضع ونقل الحاويات وتصدير واستيراد ومعالجة السلع، زيادة على إنشاء منطقة صناعية مندمجة ومنفتحة على المستثمرين المغاربة والأجانب وموجهة لاحتضان المهن العالمية، كما سيكون لهذا المشروع الضخم تأثير مباشر على المنطقة بما فيها الجزء الإسباني الجنوبي، إضافة إلى أن توفير بنية مرفئية ضخمة بالقرب من مليلية وكذلك الحدود مع الجزائر يندرج ضمن القرارات الاستراتيجية الكبرى للمغرب، خصوصا أنه سيمكن المنطقة الشرقية من فضاء تجاري واقتصادي مهم سيرفع العزلة عن عدو مدن أهمها الناظور وبركان ووجدة، وهي مدن تشتهر بنشاطها الفلاحي والاستثماري. فضاء جيو استراتيجي واقتصادي بامتياز شكل قرب بحيرة مارتشيكا من مدينة مليلية المحتلة، موقعا استراتيجيا جيدا للمهربين الذين كانوا يستغلون البحيرة لتهريب المخدرات إلى الجنوب الإسباني، وضع كان يؤرق السلطات المغربية، التي وضعت كل إمكانياتها لوقف مد تهريب المخدرات، ومن هنا جاء قرار إعادة تهبئة البحيرة للاستفادة منها كفضاء إيكولوجي أولا، ثم كوجهة سياحية جديدة ستزيل عنها رداء تهريب المخدرات والبشر. من هنا جاء مشروع تهيئة البحيرة، من خلال إنجاز مجموعة من المنجزات، من ضمنها إعداد وتهيئة مدينة أطاليون ومدينة الشاطئين والمدينةالجديدة للناظور ومحمية الطيور، ومواقع أخرى أطلقت عليها مارتشيكا الرياضة ومروج مارتشيكا وقرية الصيادين.. حيث تعتبر الإحصائيات المتعلقة بهذا المشروع العملاق ذات دلالة خاصة وهي المعدة تدريجيا بين العامين 2009 و2025 بهدف جعل المنطقة محطة سياحية شاسعة تمتد على مساحة ألفي هكتار وعلى مسافة من 25 كيلومترا. وليست الجوانب الاقتصادية هي كل ما يوفره المشروع، ولكن هناك جوانب سياسية أهم، حيث يعتبر المشروع بمثابة رسالة قوية على أن المغرب ماض في تنفيذ استثمارات عملاقة لن تعود عليه وحده بالنفع، ولكن ستعم آثارها الإيجابية الجارة إسبانيا التي تعاني أزمة اقتصادية خانقة، وكذلك منطقة الأورو التي لم تخرج بعد من تداعيات الأزمة التي تعصف بعدد من دولها، وكذلك الجارة الشرقيةالجزائر، التي مازالت تمانع في فتح الحدود مع المغرب، كما أن المشروع سيتحول إلى منطقة جذب حقيقية لرؤوس الأموال، القادمة من الخارج بالنظر إلى ما يتوفر عليه من مؤهلات سياسية واقتصادية كبيرة، وضع سيساهم بلا شك في تنشيط الدورة الاقتصادية وتحويل المنطقة الشرقية إلى وجهة سياحية مفضلة لدى كثير من السياح الأجانب. تصميم للمستقبل لقد شكل التصميم الجديد٬ الذي تم اعتماده بعد مشاورات مع السكان المعنيين٬ ليعزز مهمات وكالة تهيئة موقع بحيرة مارشيكا٬ التي أنشئت في شهر يوليوز 2010، والتي كانت اختصاصاتها تشمل في الأصل مساحة 200 هكتار، ومع هذا التصميم الجديد أصبحت الوكالة مدعوة لتوسيع مجال تدخلها على مساحة 7500 هكتار تغطي جماعات الناظور وبني انصار وأركمان وبوارغ، وسيتيح هذا التوسع للوكالة المحافظة أكثر على الموقع الطبيعي للبحيرة وتطويرها٬ في إطار التناغم الترابي المتحكم فيه٬ مما يمكن من النهوض بتهيئة حضرية مستدامة تحترم المواطن وتحافظ على بيئته، وهكذا٬ فإن المشروع الكبير لمارتشيكا٬ الذي أعلن عنه جلالة الملك محمد السادس في سنة 2008٬ والذي يتضمن عدة أشطر يتم إنجازها تدريجيا على مدى نحو 15 سنة٬ سيتطور وفق البرنامج المسطر وبالوتيرة المتوقعة. ويتضمن هذا البرنامج إنجاز سبعة مواقع ذات طابع سياحي وحضري من شأنها أن تحدث تغييرا في المشهد الحضري والعمراني للناظور الكبرى وتزويدها بالبنيات التحتية التي تؤهلها لأن تصبح وجهة كبرى٬ سواء بالنسبة للسياحة الوطنية أو الدولية٬ ما يمكنها من منافسة المحطات الكبرى للفضاء المتوسطي٬ مع المحافظة على الثروات الإيكولوجية للمنطقة. حماية المحيط البيئي والأركيولوجي وحتى يكون المشروع متكاملا، وذو أبعاد جمالية وصحية، ثم القيام بالأشغال الكبرى لتنقية البحيرة وحماية محيطها البيئي والإيكولوجي، وقد تم تعزيز هذه الأشغال بإنجاز محطة جديدة للتطهير بالناظور الكبرى وكذا المطرح المراقب. كما تم تدعيم المنافذ البحرية من خلال تشييد ممر بحري جديد مكن من تحسين الملاحة بالبحيرة٬ مع المساهمة في تجديد وتأهيل المياه وهو ما أتاح إعادة تكوين الثروات البحرية لهذا الفضاء. وفي هذا الإطار٬ كان جلالة الملك محمد السادس قد أعطى في شهر أكتوبر 2011 انطلاقة أشغال إنجاز محمية للطيور. وتوجت هذه الأعمال بإنجاز الشطر الأول من "مارينا الناظور" الواقعة في مركز أطالايون٬ حيث تشمل التهيئة إنجاز أكاديمية للغولف دشنها جلالة الملك في شهر يونيو 2010 والتي سيتم إغناؤها ببناء 145 إقامة سياحية أعطى جلالة الملك انطلاقة إنجازها في نفس اليوم بمبلغ إجمالي قيمته 200 مليون درهم٬ على أن يتم الانتهاء من بناء هذه الإقامات السياحية في سنة 2014. كما أن البنية التحتية السياحية لهذه المدينة ستتعزز بتشييد فندقين من فئة أربعة وخمسة نجوم٬ سيتم إنجازهما٬ على التوالي٬ من طرف "أطلس أوسبيطاليتي" والمكتب الوطني للسكك الحديدية٬ بشراكة مع وكالة مارشيكا. وسيشرع في بناء هذين الفندقين عام 2013. مشاريع موازية لدعم منشآت بحيرة مارتشيكا وبالموازاة مع هذه المشاريع٬ تم الشروع في إعداد تهيئات أخرى لإنجاز "مدينة البحرين" التي ستضم الإقامات السياحية الإيكولوجية. كما أن هناك أشغالا جارية لحماية المدينة من الفيضانات ومختلف أشغال إعادة التهيئة الحضرية والتي رصد لها غلاف مالي بقيمة 470 مليون درهم. وقد تطلب مجموع الأعمال٬ سواء المنجزة أو تلك التي يتم إنجازها٬ حتى اليوم٬ استثمارا بحوالي 3000 مليون درهم٬ إضافة إلى الأدوات التي وضعتها الوكالة لضمان بلورة تلك الأعمال٬ وذلك وفق برنامج دقيق ومتماسك يتماشى مع الإرادة الملكية الرامية إلى بعث الحياة في فضاء إيكولوجي متميز وتحويله إلى مشروع استراتيجي من أجل تحقيق الإشعاع السوسيو - اقتصادي للناظور الكبرى، ولكونها تعد إحدى أهم المواقع الإيكولوجية الوطنية ذات المؤهلات السياحية والخصائص الطبيعية الجذابة٬ حظيت بحيرة مارتشيكا٬ الواقعة عند الواجهة المتوسطية لمدينة الناظور٬ باهتمام خاص يتجلى في تنفيذ مشروع طموح لتهيئة واستثمار موقع البحيرة٬ بإشراف وكالة تهيئة موقع بحيرة مارتشيكا٬ التي انخرطت٬ منذ إحداثها٬ في تنفيذ استراتيجية واضحة المعالم٬ ومضبوطة الأهداف في أفق سنة 2025، هدفها جعل هذه المنطقة٬ الرطبة ذات الخصائص البيئية المتميزة٬ أيقونة الشريط الساحلي المتوسطي للمملكة. وتتجلى الأهمية البالغة لهذا المشروع٬ الذي ترأس صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ نصره الله٬ أول أمس السبت بالناظور٬ مراسم تقديم تصميم التهيئة الخاص به٬ في كونه سيساهم في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمنطقة الشرقية عموما وقطب الناظور الكبير بشكل خاص٬ لاسيما من خلال تثمين الإمكانيات والمؤهلات السوسيو - اقتصادية للجهة٬ وكذا المساهمة في خلق الثروات٬ وإحداث مناصب الشغل٬ وحماية وتثمين الموارد الطبيعية٬ والحفاظ على التنوع البيولوجي للبحيرة٬ إضافة إلى تثمين الواجهة البحرية المتوسطية في احترام تام للمحيط البيئي والجغرافي والثقافي للمنطقة. إحداث 80 ألف منصب شغل يرتقب أن يساهم مشروع تهيئة وتنمية البحيرة٬ الممتدة على طول 25 كلم٬ في إحداث نحو 80 ألف منصب شغل بصفة قارة ومؤقتة٬ أي ما يشكل 18 في المائة من العدد الإجمالي لساكنة الإقليم الذي يقدر ب505 آلاف نسمة. ويهم هذا المشروع إنجاز 7 مشاريع كبرى على مساحة تقدر بحوالي 2000 هكتار٬ وتشمل مدينة أطالايون٬ ومدينة الشاطئين٬ والمدينةالجديدة للناظور٬ وخليج النحام٬ ومارشيكا الرياضية٬ ومروج مارشيكا ثم قرية الصيادين. وتتوزع الاستثمارات المالية التي يتطلبها إنجاز هذا المشروع٬ والتي تصل قيمتها إلى 46 مليار درهم٬ والمرصودة انطلاقا من شراكات تجمع بين القطاعين العام والخاص٬ ما بين الإقامات السكنية (13 مليارا و637 مليون درهم)٬ والوحدات الفندقية (3 ملايير و349 مليون درهم)٬ والتجهيزات والخدمات (3 ملايير و124 مليون درهم)٬ والبنيات التحتية الأساسية (8 ملايير و264 مليون درهم)٬ إلى جانب الاستثمارات غير المباشرة الناجمة عن تطور المشروع (17 مليارا و586 مليون درهم)٬ حيث تشمل أشغال المشروع إنجاز ملاعب للغولف٬ وفضاءات مخصصة للرياضات المائية والفروسية٬ ووحدات فندقية٬ وإقامات سكنية فاخرة٬ وموانئ ترفيهية وأخرى للصيد. وينتظر أن يتم إنجاز مختلف عمليات تهيئة وتنمية المواقع السياحية السبعة ببحيرة مارتشيكا٬ وفق برنامج زمني مضبوط٬ وعلى مراحل محددة بدقة٬ علما بأن القائمين على إنجاز هذا البرنامج يتطلعون إلى تحويل بحيرة مارتشيكا٬ التي تعد ثاني أكبر بحيرة في حوض البحر الأبيض المتوسط٬ إلى قطب سياحي يتمتع بجاذبية كبيرة للسياح المغاربة والأجانب٬ إلى جانب تثمين مؤهلاتها الإيكولوجية من خلال إحداث محمية للطيور تعتبر الأكبر من نوعها في حوض البحر الأبيض المتوسط. ويتضمن برنامج تهيئة وتنمية مدينة أطالايون٬ التي تعد موقعا بحريا يزخر بمؤهلات سياحية فريدة٬ والتي ستمتد على مساحة تفوق 452 ألف متر مربع٬ إحداث 650 فيلا بطاقة استيعابية تصل إلى 4225 سريرا، و2230 شقة سكنية (8920 سريرا)، و3 وحدات فندقية (740 سريرا)٬ إلى جانب أروقة ومحلات تجارية ومرافق اجتماعية وثقافية. أما بالنسبة لمشروع إنجاز مدينة الشاطئين٬ وهو عبارة عن قرية سياحية إيكولوجية تقع على الشريط الرملي للبحيرة٬ فيهم إحداث 320 فيلا (1929 سريرا)٬ و193 شقة سكنية (772 سريرا)٬ وفندقين (560 سريرا)٬ ينضاف إليه مشروع المدينة الحديثة بالناظور٬ الذي سينجز على مساحة حوالي 300 هكتار٬ وقرية للصيادين (ستة آلاف سرير)٬ ومدينة خليج الطيور وهي عبارة عن منتجع يجمع بين أنواع مختلفة من الإقامات ومن التجهيزات والخدمات الموجهة للسياحة البحرية والترفيهية (29 ألف سرير)٬ فضلا عن القرية الرياضية مارتشيكا بطاقة 5 آلاف سرير٬ ومدينة بساتين مارتشيكا. وقد باشرت وكالة تهيئة موقع بحيرة مارتشيكا٬ منذ إحداثها٬ إنجاز العديد من الدراسات المتعلقة بالجوانب الاجتماعية والاقتصادية والبيئية وقضايا البنيات التحتية والنقل المرتبطة بمشروع تهيئة البحيرة٬ كما قامت بوضع تصميم للتهيئة الخاص بموقع بحيرة مارتشيكا٬ الذي يشكل آلية تنظيمية ناجعة تعين الوكالة على تنفيذ مهامها٬ حيث يهم٬ على الخصوص٬ تجميع العقار وإنجاز البنيات التحتية والتنمية العقارية. ويروم مشروع المشهد الحضري٬ المندرج في إطار تصميم التهيئة الخاص بموقع بحيرة مارتشيكا٬ والذي تم وضع تصوره وفق مقاربة مستدامة٬ إيجاد نموذج تنموي نموذجي على ضفتي البحر الأبيض المتوسط٬ حيث تتمثل أهداف تصميم التهيئة في حماية وتثمين البحيرة ومناطقها الرطبة٬ وتثمين السهل الفلاحي لبوعرك٬ والحفاظ على الموروث الطبيعي لموقع البحيرة٬ وتنمية الموقع في إطار تناغم ترابي متحكم فيه٬ إلى جانب نهج تعمير مستدام يحترم المواطن وبيئته وتفعيل استراتيجية إرادية في مجال التنقل، وهكذا٬ فإن أشغال تهيئة الموقع السياحي مارشيكا تعرف تقدما ملموسا٬ علما بأن الوكالة بادرت إلى إعداد مجموعة من الدراسات التي تشمل٬ فضلا عن إعداد تصميم التهيئة الخاص بمارتشيكا٬ إنجاز دراسات تتعلق بالحركية والتنقل داخل الموقع٬ ودراسة جدوى إنجاز خط ترام - قطار يربط مطار الناظور ببني انصار٬ بالإضافة إلى الدراسات الحضرية والعقارية والطبوغرافية٬ وأخرى تتعلق بإعادة هيكلة بعض الأحياء بتراب جماعات الناظور وبني انصار وأركمان. وتتطلع وكالة مارتشيكا٬ المحددة مهامها بموجب قانون 25 – 10، إلى جعل هذه البحيرة مثالا للتنمية النموذجية بحوض البحر الأبيض المتوسط٬ وثروة تستفيد منها الأجيال المقبلة٬ في احترام تام للإنسان ومحيطه٬ وذلك في أفق جعل إقليمالناظور قطبا اقتصاديا وسياحيا ذا صبغة عالمية. المشروع له أبعاد مستقبلية كبيرة أكد سعيد زارو٬ المدير العام لوكالة تهيئة موقع بحيرة مارتشيكا والرئيس المدير العام لمنتجع أطاليون لرياضة الكولف٬ أن المشروع الطموح لتهيئة واستثمار موقع بحيرة مارتشيكا تمت بلورته بفضل الرؤية النيرة ووفق التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ التي تعتبر التنمية المستدامة مفهوما مندمجا يشمل كل الجوانب الاجتماعية والبيئية والاقتصادية. وقال زارو٬ في عرض قدمه٬ بين يدي جلالة الملك٬ خلال مراسم تقديم تصميم تهيئة البحيرة٬ "إننا يا مولاي نستحضر في هذا السياق٬ باعتزاز مبادرتكم السامية الرامية لتأهيل مختلف المناطق وإدماجها في النسيج التنموي الجهوي والوطني٬ بما في ذلك المناطق الشمالية للمملكة باعتبارها مكونا استراتيجيا لحوض البحر الأبيض المتوسط والتي يندرج ضمنها الاهتمام بموقع بحيرة مارتشيكا". وبعد أن ذكر زارو بأنه في سنة 2010 وخلال الزيارة الميمونة لجلالة الملك لإقليمالناظور٬ والتي تفضل جلالته خلالها بإعطاء تعليماته السديدة بإحداث وكالة لتثمين موقع بحيرة مارتشيكا٬ أكد أن هذا القرار الملكي الكريم "كان بحق فأل خير على هذا الموقع الذي عانى من تدخل اليد البشرية غير العابئة بالتوازن البيئي لهذا الوسط الطبيعي بالغ الحساسية". وأضاف أن القانون أسند مهمة وضع مشروع تصميم التهيئة الخاص بهذا الموقع لوكالة مارتشيكا٬ مبرزا أن هذه الأخيرة انكبت٬ بمجرد إحداثها٬ على إعداد هاته الوثيقة ذات البعد الاستراتيجي٬ حيث جندت لذلك عدة فرق من الخبراء والمختصين٬ مغاربة وأجانب٬ مشهود لهم بالكفاءة ومراكمة التجربة. وأشار إلى أن أهداف هذه الوثيقة حددت في خلق دينامية جديدة ترمي إلى تعبئة الإمكانيات المختلفة واستقطاب الاستثمارات وتوجيهها نحو التنمية الشاملة المتوازنة والمستدامة٬ مؤكدا أن الوكالة تمكنت٬ في ظرف زمني وجيز٬ من إخراج تصميم التهيئة الخاص إلى حيز الوجود حيث تمت المصادقة عليه بتاريخ 18 أبريل 2012. وسجل زارو أن فترة وضع مشروع تصميم التهيئة تعتبر فترة خصبة فيما يخص تفعيل التوجيهات الملكية السديدة بشأن الديمقراطية التشاركية٬ نظرا لما أتاحت من إمكانيات للملاك ولذوي الحقوق ولعموم المواطنين وكذا للإدارات العمومية والجماعات المحلية٬ من أجل إبداء ملاحظاتهم واقتراحاتهم حول مشروع التصميم. وقد تم استثمار هذه الفترة٬ يضيف زارو٬ لتفسير مقتضيات هاته الوثيقة وشرح مضامينها٬ من خلال عقد اجتماعات مع الجماعات المحلية٬ ومع بعض المصالح الإدارية٬ وكذا مع مختلف جمعيات المجتمع المدني٬ التي أعرب لها عن شكره الجزيل على الدينامية والعناية اللتين حفت بهما المشروع٬ واللتين مكنتا من فتح قنوات الحوار مع الساكنة٬ وكذا أبناء الجالية المغربية بالخارج المنحدرين من المنطقة. وأضاف المدير العام لوكالة تهيئة موقع بحيرة مارتشيكا أنه مع الحفاظ على التنسيق العام للتصميم٬ وتعزيز اختياراته الأساسية الخاصة بالمحافظة على البيئة٬ وضمان المشاريع والتجهيزات الكبرى المهيكلة٬ تمت الاستجابة لما يفوق 90 في المائة من الملاحظات الصادرة عن العموم. وأوضح أن الوثيقة العمرانية لموقع بحيرة مارتشيكا ارتكزت على مبادئ أساسية قوامها التعاقد والشراكات والتفاوض من جهة٬ والمرونة في التعاطي مع معالجة المشاكل المتعلقة بإعادة الإسكان التي تهم المناطق المهددة أو إعادة هيكلة الأنسجة العمرانية المفتقرة للتجهيزات الأساسية من جهة أخرى. وبعد أن أكد زارو أن وضع تصميم التهيئة الخاص والمصادقة عليه ليس هدفا في حد ذاته٬ بل وسيلة قانونية لتحقيق أهداف كبرى تم انتقاؤها بعناية وفق التوجهات الملكية السامية٬ وعلى ضوء دراسات متعددة تم إنجازها في هذا الصدد٬ اعتبر أن تنزيل مقتضياته على أرض الواقع يبقى رهينا بالإمكانات التي سيتم رصدها لهذا الغرض والمنهجية التي ستعتمدها الوكالة في هذا الصدد. وبغية الوصول إلى الأهداف المنشودة وتحقيق التناغم مع البرامج الاستراتيجية الوطنية والجهوية٬ يضيف السيد زارو٬ فإن الوكالة ستعمل على عقد شراكات وتعاقدات٬ سواء مع الحكومة بشأن إنجاز مخطط خماسي لتمويل مختلف المشاريع التي ستبرمج للفترة 2013 - 2017 أو على الصعيد المحلي مع السلطات الإقليمية المختصة والجماعات المحلية وفعاليات المجتمع المدني. أطالايون مدينة نموذجية بمواصفات عالمية تعد مدينة أطالايون٬ المنجزة في إطار تصميم التهيئة الخاص ببحيرة مارتشيكا، مشروعا يمتثل لمعايير التنمية المستدامة والإيكو – سياحية، كما أن هذا المشروع يروم إحداث مدينة سياحية تمتثل لمعايير التنمية المستدامة والإيكو - سياحية٬ بما من شأنه استقطاب أعداد أكبر للسياح المستهدفين بهذا المنتوج السياحي، وتهم أشغال بناء إقامات سياحية لأكاديمية الغولف بمدينة أطالايون٬ إنجاز 145 شقة بمساحة إجمالية تبلغ 32 ألفا و500 متر مربع٬ وبكلفة إجمالية قدرها 200 مليون درهم. ويندرج هذا الشطر الأول٬ في إطار مشروع إنجاز مدينة إيكو - سياحية ببحيرة مارشيكا٬ ستشتمل على 350 ألف متر مربع مبنية تتألف من 1300 إقامة سياحية وسكنية٬ و300 فيلا٬ وأربعة فنادق وتجهيزات رياضية وأخرى للتنشيط والترفيه. ويهم مشروع بناء إقامات سياحية لأكاديمية الغولف بموقع أطالايون٬ الموجه لتحفيز التنمية الاقتصادية والسياحية بإقليمالناظور٬ بناء 145 إقامة سياحية بمبلغ إجمالي بقيمة 200 مليون درهم. وسيضم منتجع أكاديمية رياضة الغولف بموقع أطاليون٬ الذي يتميز بمواصفات عالمية٬ عند الانتهاء من إنجازه٬ إقامة جماعية و400 إقامة سكنية للترويج السياحي٬ علاوة على 300 فيلا.