ترأس صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أمس الاثنين، بالناظور، مراسم التوقيع على ثلاث اتفاقيات شراكة، تتعلق بتهيئة "مدينة أطاليون"، و"مدينة الشاطئين"، وإحداث وحدات فندقية وإقامات سياحية. وتتعلق الاتفاقية الأولى بالزيادة في رأسمال شركة مارشيكا البحر الأبيض المتوسط، بمبلغ 200 مليون درهم، بالتساوي من طرف صندوق الحسن الثاني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، ووكالة تهيئة موقع بحيرة مارشيكا، من أجل متابعة إنجاز أشغال تهيئة مدينة أطاليون ومدينة الشاطئين. وقع الاتفاقية صلاح الدين مزوار، وزير الاقتصاد والمالية، وعبد الواحد القباج، رئيس مجلس الإدارة الجماعية لصندوق الحسن الثاني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وسعيد زرو، المدير العام لوكالة تهيئة موقعِ بحيرة مارشيكا، ورئيس مجلس الإدارة الجماعية لشركة مارشيكا البحر الأبيض المتوسط. وتهم الاتفاقية الثانية بروتوكول اتفاق يتعلق بشراكة بين شركة أطاليون غولف ريزورت، التابعة لوكالة تهيئة موقع بحيرة مارشيكا، والمكتب الوطني للسكك الحديدية، من أجل تطوير مجموعة فندقية وإقامات سياحية من مستوى رفيع بالجزء الجنوبي من مدينة أطاليون. ووقع هذه الاتفاقية سعيد زرو، المدير العام لوكالة تهيئة موقع بحيرة مارشيكا، ومحمد ربيع الخليع، المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية. أما الاتفاقية الثالثة، فتهم ببروتوكول اتفاق يتعلق بشراكة بين شركتي أطاليون غولف ريزورت، وأطلس هوسبتاليتي موروكو، التابعة للخطوط الملكية المغربية، من أجل تطوير فندق من أربعة نجوم، يتكون من 120 سريرا، وتنتهي أشغال إنجازه في ماي 2014. ووقع الاتفاقية سعيد زرو، الرئيس المدير العام لشركة أطاليون غولف ريزورت، ومحمد كمال بنسودة، المدير العام لشركة أطلس هوسبتاليتي موروكو. وبهذه المناسبة، أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس على تدشين قناة جديدة، تربط بحيرة مارشيكا بالبحر الأبيض المتوسط، أنجزت في إطار الأشغال التي تهم تهيئة وتثمين البحيرة بكلفة مالية إجمالية تبلغ 380 مليون درهم. وتقع القناة الجديدة، التي تمتد على عرض 300 متر، وبعمق 6 أمتار، على بعد 1500 متر من القناة الحالية، والتي جرى تحويلها إلى ميناء ترفيهي. وستمكن المنشأة الجديدة من تجديد مياه البحيرة وتحسين جودة الوسط الطبيعي، وتسهيل الملاحة، فضلا عن انعكاساتها الإيجابية على التنوع الإحيائي بالبحيرة. ويندرج هذا المشروع في إطار استراتيجية تروم تأهيل بحيرة مارشيكا وحماية مكوناتها البيئية والإحيائية، من خلال سلسلة من العمليات، تهم تنظيف ومكافحة مختلف مظاهر تلوث البحيرة، التي تعد ثاني أكبر بحيرة بحوض البحر الأبيض المتوسط، والتي جرى تصنيفها كموقع بيولوجي وإيكولوجي على قدر كبير من الأهمية في مجال التنوع الإحيائي. وبهذه المناسبة، أشرف صاحب الجلالة على إعطاء انطلاقة أشغال تهيئة مدينة الشاطئين، باستثمارات تبلغ 360 مليون درهم. وتهم أشغال التهيئة، التي ستنجز على مساحة 130 هكتارا تحويل المنطقة الواقعة شمال البحيرة على الشريط الساحلي إلى محمية طبيعية، تحتضن مركبا سياحيا- بيئيا من الطراز الرفيع. ويرتقب أن تنتهي الأشغال في هذا المشروع، الذي يشكل بحق نموذجا حقيقيا للتنمية المستدامة، واستعمال الطاقات المتجددة على مستوى حوض البحر الأبيض المتوسط، في يونيو 2013. وسيراعى في إنجاز المركب السياحي - البيئي ضرورة الاستجابة للمعايير الدولية من حيث الجودة والرفاهية مع اللجوء إلى مناهج وتقنيات رائدة في مجال البناء، الذي يحترم القواعد البيئية. كما تتضمن أشغال مشروع تهيئة الموقع السياحي لبحيرة مارشيكا، تهيئة وتطوير مدينة أطاليون، التي عرفت الأشغال بها تقدما مهما. وجرى تصميم المدينة، التي ستبلغ مساحتها الإجمالية المغطاة نحو 350 ألف متر مربع، بشكل يجعلها تزاوج بين الوحدات الفندقية والإقامات السكنية والمحلات والمركبات التجارية، إلى جانب التجهيزات الأساسية الضرورية (الخدمات، التجهيزات الخاصة بممارسة رياضة الغولف، ميناءان ترفيهيان، وفضاءات للتنشيط). ومن المنتظر أن تنتهي أشغال إنجاز مدينة أطاليون، التي تعد موقعا بحريا يزخر بمؤهلات سياحية فريدة، وتتوفر على إمكانات طبوغرافية متميزة وغطاء نباتي كثيف، في دجنبر 2015. ويندرج مشروع تهيئة موقع بحيرة مارشيكا في إطار مقاربة مندمجة تقوم على تنمية المحطات السياحية المتوسطية، في احترام تام للمحيط البيئي والجغرافي والثقافي. ويتوخى المشروع المساهمة في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمنطقة الشرقية عموما، وقطب الناظور الكبير بشكل خاص، من خلال تثمين الإمكانيات والمؤهلات السوسيو- اقتصادية للجهة، والمساهمة في خلق الثروات وإحداث مناصب الشغل، وحماية وتثمين الموارد الطبيعية والحفاظ على التنوع البيولوجي بالبحيرة، وتثمين الواجهة البحرية على البحر الأبيض المتوسط. كما يسعى المشروع، من خلال مختلف العمليات التي يتضمنها، إلى النهوض بالبحث العلمي في مجال الطاقات المتجددة وتطوير تعمير مبتكر ومندمج وبيئي، وتحسين إطار العيش بالمنطقة، وإحداث فضاءات للاستجمام والترفيه. وعرفت أشغال تهيئة الموقع السياحي مارشيكا تقدما كبيرا، فمنذ إحداث وكالة تهيئة بحيرة مارشيكا في يوليوز 2010. بادرت الوكالة إلى إعداد مجموعة من الدراسات، من بينها، على الخصوص، إعداد تصميم التهيئة الخاص بمارشيكا، الذي سيجري عرضه من أجل المصادقة عليه قبل متم السنة الجارية، وكذا دراسات تتعلق بالحركية والتنقل داخل الموقع، ودراسة جدوى إنجاز خط ترام- قطار يربط مطار الناظور ببني انصار، بالإضافة إلى الدراسات الحضرية والعقارية والطبوغرافية، وأخرى تتعلق بإعادة هيكلة بعض الأحياء بتراب جماعات الناظور وبني انصار و أركمان . ومع إحداث وكالة تهيئة موقع بحيرة مارشيكا، أضحى مشروع التهيئة يمتد على مساحة إجمالية تبلغ 7500 هكتار. ويروم المشروع إنجاز سبعة مشاريع كبرى، تشمل مدينة أطاليون، ومدينة الشاطئين، والمدينةالجديدة للناضور، وخليج النحام، ومارشيكا الرياضة، ومروج مارشيكا، وقرية الصيادين، على مساحة 2000 هكتار. وفي اليوم نفسه، أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بالناظور، على إعطاء انطلاقة أشغال إنجاز منتزه للطيور ببحيرة مارشيكا، بكلفة إجمالية تبلغ 70 مليون درهم. وقدمت لجلالة الملك، بهذه المناسبة، شروحات حول هذا المشروع الإيكولوجي، الذي يتضمن إنجاز أكبر منتزه من نوعه على مستوى الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط، على مساحة 74 هكتارا (10 كلم من المسالك والمسارات). ويندرج هذا المشروع العلمي والتربوي، الذي ستنتهي أشغال إنجازه في صيف سنة 2014، في إطار مخطط عمل وكالة تهيئة موقعِ بحيرة مارشيكا، الذي يتضمن، أيضا، إعادة تأهيل مجموعة من المواقع، في أفق المحافظة على البيئة وحماية النظام الإيكولوجي بالبحيرة . ويتضمن المشروع، الذي يطمح إلى استقطاب 150 ألف زائر سنويا، أشغال تهيئة وتأهيل الأحواض القديمة لمحطة تصفية المياه العادمة بالناظور. وإلى جانب بعده الإيكولوجي، يتوخى المشروع المساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتوفير فرص الشغل، من خلال حاجته إلى عمال مكلفين بصيانة المساحات الخضراء والمسالك ومحطات المراقبة والاستقبال، وكذا مرشدين متخصصين في مجال الطيور للإشراف على الزيارات المنظمة. ومن أجل الاستفادة من الخبرات الدولية في هذا المجال وتسجيل منتزه الطيور بمارشيكا ضمن الشبكة العلمية لكبريات المنتزهات الطبيعية، بادرت وكالة تهيئة موقعِ بحيرة مارشيكا إلى ربط صلات التعاون والتبادل مع الهيئات المشرفة على المنتزه الطبيعي "ماركونتير" بخليج لاسوم بفرنسا. كما قدمت لجلالة الملك شروحات حول تقدم أشغال مشروع تنظيف ومكافحة التلوث بضفاف وشواطئ وسطح بحيرة مارشيكا، الذي تسهر عليه شركة مارشيكا البحر الأبيض المتوسط، بمساهمة كل من وزارة الداخلية وكتابة الدولة المكلفة بالماء والبيئة وعمالة إقليمالناظور، ووكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية للجهة الشرقية. وعرفت سنة 2011 تنقية مصب وادي بوسردون، حيث جرى استخراج حوالي 000 26 متر مكعب من النفايات الصلبة، وتنقية الشريط الرملي وشاطئ أركمان وبني انصار. وكان صاحب الجلالة الملك محمد السادس ترأس، في يونيو 2010، مراسم التوقيع على الاتفاقية الخاصة بمشروع تنظيف ومكافحة التلوث بضفاف بحيرة مارشيكا وحماية البيئة بها، الذي رصدت له اعتمادات مالية إجمالية بقيمة 75 مليون درهم.