أكدت وزيرة الصناعة والتجارة والسياحة بإسبانيا، ماريا رييس ماروتو، أول أمس الثلاثاء بالدارالبيضاء، على أن المغرب يتموقع باعتباره بوابة للاستثمار بين القارتين الأوروبية والإفريقية. وأضافت الوزيرة خلال انعقاد المنتدى المغربي الإسباني للاستثمار والأعمال أن “المغرب يتمتع بموقع جيو – استراتيجي استثنائي بفضل سواحله الأطلسية والمتوسطية، وقربه من القارة الأوروبية، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن الانفتاح التجاري الكبير وتطوير البنيات التحتية، مكنا المغرب من تكريس نفسه كمنصة قارية للمقاولات، وبوابة إفريقية بالنسبة لأوروبا، ونقطة مهمة بالنسبة للرحلات الجوية وتدفق البضائع. وبعد أن أشارت إلى العلاقات الاقتصادية الثنائية التي تشهد دينامية كبيرة في مختلف المجالات، قالت ماروتو إن إسبانيا أصبحت منذ سنة 2012 أول شريك تجاري للمغرب. وقالت في هذا السياق “إن الأمر يتعلق بعلاقة قائمة على التكامل المنتج بين اقتصادينا وذلك بفضل التدفقات التجارية في الاتجاهين، والقطاعات ذات القيمة المضافة العالية”. وحسب الوزيرة الإسبانية فإن هناك أيضا هامشا لتعزيز هذه الروابط من خلال مواكبة دينامية المبادلات التجارية الثنائية مع الرفع من الاستثمارات الثنائية والتدفقات التجارية. وأكدت أن إسبانيا تتطلع إلى الاستمرار في أن تكون شريكا استراتيجيا للمغرب، لافتة إلى أن هذا الطموح الخاص بتعميق هذا النموذج الفريد، يتميز بكونه مبني على التكامل، ويتقاسمه كل من المغرب وإسبانيا. ومن جهته قال السفير الإسباني في المغرب، ريكاردو دييز- هوخليتنر رودريغيز، إن هذا المنتدى يعد فرصة لتطوير العلاقات الثنائية، وبلورة روابط ثلاثية (المغرب / إسبانيا / إفريقيا)، مع جعل المملكة منصة أساسية لتنمية القارة. وحسب السفير، فإن المغرب وإسبانيا هما شريكين استراتيجيين يعملان بشكل مشترك للاستفادة من التكامل الاقتصادي. مضيفا أن المغرب، الذي يعد بلدا رائدا إقليميا تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، نجح في أن يكون مرجعا دوليا على مستوى النمو الاقتصادي والاستثمار والتنمية والمبادلات التجارية. من جانبه قال رئيس مجلس جهة الدارالبيضاءسطات، الرئيس المدير العام ل”مازن” مصطفى بكوري إن هذا المنتدى الاستثماري يعكس الثقة المتبادلة بين البلدين والعلاقة المستدامة التي تعد بمستقبل مشرق، بالنظر للعلاقات الممتازة بين البلدين. وذكر في هذا السياق بمختلف المشاريع الطموحة على مستوى جهة الدارالبيضاء / سطات، داعيا الفاعلين الاقتصاديين الإسبان إلى التوجه إلى مناطق أخرى من المملكة للاستثمار في قطاعات مختلفة مثل السياحة والطاقات المتجددة. وفي السياق ذاته أبرز وزير السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي محمد ساجد، أن إسبانيا تنجز العديد من الاستثمارات في الخارج خاصة في آسيا وأمريكا اللاتينية، وحث في هذا الصدد الفاعلين الاقتصاديين الإسبان على إنجاز مزيد من الاستثمارات في المغرب بالنظر إلى القرب الجغرافي بين البلدين. وقال إن العديد من المقاولات الإسبانية لها أنشطة في المغرب وتساهم في التنمية الاقتصادية للمملكة، مع رقم استثماري يتراوح ما بين 2 إلى 2.5 مليار درهم كل عام. وشدد على أنه يتعين على المغرب وإسبانيا العمل في إطار من التكامل، خاصة في مجال السياحة، داعيا الفاعلين في البلدين إلى العمل معا لبلورة مشاريع للتنمية المشتركة بغية تمكين السياح الأجانب من الاستفادة من سياحة تغطي قارتين اثنين خلال أسفارهم. ويروم هذا المنتدى المنظم من قبل كتابة الدولة الإسبانية من خلال المكتب الإسباني للتصدير والاستثمار، والمكتبين الاقتصاديين والتجاريين الإسبانيين في الدارالبيضاء والرباط، والاتحاد الإسباني لهيئات المقاولات، وغرفة التجارة في إسبانيا، تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين المغرب وإسبانيا من خلال إيلاء اهتمام خاص لتشجيع الاستثمارات، كما جاء في بلاغ للمكتب الاقتصادي والتجاري لسفارة إسبانيا في المغرب. ويهدف هذا المنتدى، الذي يشهد مشاركة 300 ممثل عن الإدارات العمومية والقطاع الخاص في البلدين، إلى تعزيز اللقاءات بين المقاولات المغربية ووفد يضم أكثر من 50 شركة إسبانية تسعى إلى استكشاف فرص الاستثمار والتسويق بالمغرب في العديد من القطاعات التي تم تحديدها باعتبارها ذات أهمية خاصة، مثل صناعة السيارات، والبنيات التحتية للنقل، والطاقات المتجددة، والمياه، والتكنولوجيا الفلاحية، والصناعة الغذائية، الخدمات التربوية و قطاع السياحة.