أعلنت منظمة الصحة العالمية المرحلة الأخيرة من حملة على المستوى العالمي لمكافحة الخطر الصحي المميت الذي وصفته ب “الوباء غير المرئي”، وذلك بإطلاق أداة جديدة على الإنترنت ليستخدمها المهنيون الصحيون مع تزايد مقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية. ودعت الحملة العالمية الجديدة التي أطلقتها المنظمة، مؤخرا بجنيف، الحكومات إلى اعتماد هذه الأداة المعلوماتية في سياساتها وممارساتها الصحية. وصدرت الأداة عن “قوائم الأدوية الأساسية النموذجية” للمنظمة، للمساعدة في جعل استخدام المضادات الحيوية أكثر أمانا وفعالية. وتصنف الأداة المعلوماتية أنواع المضادات الحيوية إلى ثلاث مجموعات “الوصول والمراقبة والاحتياط”؛ فتحدد الأنواع التي ينبغي استخدامها لعلاج الأمراض الأكثر شيوعا وخطورة (مجموعة الوصول) والتي ينبغي توفرها في جميع الأوقات في نظم الرعاية الصحية (المراقبة) وتلك التي يجب أن تستخدم بشكل أقل أو كملاذ أخير (الاحتياط). وتهدف الحملة الجديدة إلى زيادة نسبة استهلاك المضادات الحيوية في المجموعة الأولى إلى 60 في المائة على الأقل، وتقليل أنواع مجموعتي المراقبة والاحتياط، باعتبارها أنواع المضادات الحيوية الأكثر عرضة للمقاومة. وتدلل المنظمة على أهمية استخدام الأداة الجديدة بأن أكثر من 50 في المائة من المضادات الحيوية تستخدم حاليا “بشكل غير لائق”. ومن الأمثلة على ذلك حالات استخدام العقاقير لعلاج الفيروسات (المضادات الحيوية تعالج فقط الالتهابات البكتيرية)، أو حالات صرف المضادات الحيوية الخطأ للمريض. وحسب المنظمة، يمكن أن تسهم مثل هذه الحالات في انتشار مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية، فيتعرض المرضى في المستشفيات لخطر الإصابة بالبكتيريا المقاومة للميكروبات التي تسبب التهابات الدم والجروح والالتهاب الرئوي والتهاب السحايا. ويموت حول العالم حوالي مليون طفل سنويا بسبب الالتهاب الرئوي عندما لا تتوفر لهم المضادات الحيوية المناسبة، وهو ما تعتبره المنظمة “مأساة” تؤثر بشكل غير متناسب على البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل. *** مشاركة مغربية في المؤتمر الدولي بهولندا حول مقاومة الجراثيم للمضادات الحيوية شارك المغرب في المؤتمر الوزاري الثاني حول مكافحة مقاومة الجراثيم للمضادات الحيوية الذي احتضنته مدينة نوردويك الهولندية على مدى يومين خلال الأسبوع الماضي. وترأس الوفد المغربي الذي شارك في هذا المؤتمر الوزاري هشام نجمي الكاتب العام لوزارة الصحة. وتكون الوفد من ممثلين عن المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية ووزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القرية والمياه والغابات. وناقش المؤتمر الوزاري الذي حضره 44 وفدا ضمت وزراء ومسؤولي قطاعي الصحة والفلاحة بالعديد من الدول إلى جانب ممثلي المنظمات والهيئات الدولية موضوع “مكافحة مقاومة الجراثيم للمضادات الحيوية في مجالي الصحة البشرية والحيوانية”. وقال البروفيسور هشام نجمي في تصريح لوكالة المغرب العربي “إن عملنا في وزارة الصحة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية يهم ثلاثة محاور تتمثل في الحكامة والتتبع والمراقبة بالإضافة إلى خطة العمل العالمية المشتركة للصحة العامة (آون هيلت)” . وأضاف الكاتب العام لوزارة الصحة أن الوفد المغربي الذي يحضر هذا المؤتمر شارك في ورشات تقنية إلى جانب القيام بزيارات ميدانية دراسية لبعض المرافق والمؤسسات الصحية بما في ذلك المستشفيات والمختبرات . وتم خلال هذا الملتقى الدولي إعطاء الانطلاقة الرسمية لصندوق الشراكة الثلاثية العالمية لمنظمة الصحة العالمية ومنظمة الأغذية والزراعة ( فاو ) والمنظمة العالمية لصحة الحيوان الذي سيوجه لمكافحة مقاومة الجراثيم للمضادات الحيوية خاصة لفائدة البلدان النامية. كما أعطت منظمة الصحة العالمية بنفس المناسبة الانطلاقة لحملتها الخاصة بالمراقبة ومكافحة مقاومة الجراثيم للمضادات الحيوية على المستوى الدولي. وحسب الكاتب العام لوزارة الصحة فإن المغرب سيستفيد من هاتين المبادرتين في مجال المساعدة التقنية والمالية بهدف إنجاح سياسة الجودة واستراتيجية المراقبة والأمن الغذائي في المستشفيات والمؤسسات الصحية المغربية والتي تروم بالأساس التحكم الجيد في استخدام المضادات الحيوية وكذا في تكوين وتدريب الموارد البشرية . وشكل المؤتمر الوزاري الثاني حول مكافحة مقاومة الجراثيم للمضادات الحيوية الذي افتتحت أشغاله الأميرة مارغريت ( هولندا ) فرصة لتقييم الإنجازات التي تحققت منذ المؤتمر الأول الذي نظم قبل خمس سنوات مع اعتماد مزيد من الإجراءات والتدابير لتسريع تنفيذ مخطط العمل الدولي لمكافحة مقاومة الجراثيم للمضادات الحيوية . وبحث المشاركون في هذا الملتقى العلمي على مدى يومين وبتعاون وثيق مع منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة ( فاو ) والمنظمة العالمية لصحة الحيوان آخر التطورات والمستجدات في هذا المجال مع دراسة واستكشاف آليات ووسائل العمل المشترك على الصعيد الدولي من أجل مواجهة خطر مقاومة الجراثيم للمضادات الحيوية.